نظمت مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز اليوم محاضرة ثقافية وأدبية حول الشعر العامي اليمني المعاصر وأبعاده الدلالية وقيمه الفنية للدكتور محمد عبد الرحمن السامعي . تركزت المحاضرة حول ثلاثة محاور رئيسية " تعريف الشعر بشكل عام والعامي بشكل خاص والفنون الشعرية لكل من الفصيح والعامي ". وأشار الدكتور السامعي إلى أن نشأت الشعر العامي اليمني يعود إلى القرن السابع الهجري بظهور الشعر الحميني حسب أغلب الروايات في منطقة الحمينية بمدينة حيس وكذا علاقة الشعر العامي بالشعر الفصيح وواقعه المعاصر. فيما تناول الدكتور السامعي في المحور الثاني الأبعاد الدلالية الموضوعية للشعر العامي من حيث الفنون الشعرية وأغراضها الكثيرة كما هو الحال عند الشعر الفصيح في كونه يتغنى بالجوانب العاطفية الوطنية والسياسية والقضايا الاجتماعية والرثاء والفخر .. لافتا إلى كثير من الشواهد التي تؤيد هذه الاستنتاجات لأغراض الشعر المعاصر. وتطرق المحور الثالث من محاضرة الدكتور السامعي إلى القيم الفنية للشعر العامي من حيث الإيقاع الموسيقي والقضايا الإيقاعية وتقنية أو استعمال الشعر العامي لمفردات الحياة اليومية أو اللغو اليومية وكيف شحنها بدلالات بعثت منها واقعا جديدا وكذا توظيف الشعر العامي لرموز كثيرة تراثية ووطنية وتاريخية ومحاولة إيحاءه بدلالات معينة من خلال توظيفه لتلك الرموز والأسماء والأماكن وأسماء الأحداث والزمان وكذا التقنيات الفنية التي استخدمها الشعر العامي ومنها التقنية التصويرية . وعرج المحاضر السامعي على مهارات الشاعر العامي اليمني وكيف استطاع أن يرتقي بالشعر العامي إلى مصاف الشعر الفصيح بالإضافة إلى إلقاءه كثير من القصائد الشعرية العامية لبعض من رموز الشعر العامي والمعاصر لمختلف فنونه و أغراضه. وقد أشار مدير مؤسسة السعيد فيصل سعيد فارع إلى أن المؤسسة من خلال أنشطتها وفعالياتها الثقافية والأدبية المختلفة عبر منتدى السعيد الثقافي ورواق السعيد للفنون تهدف إلى إشاعة المعرفة وإتاحتها لكل الناس وخلق تراكم معرفي يفضي إلى مساحات واسعة من الخلق والإبداع سواء في الواقع الراهن أو استشراف معالم المستقبل . ولفت إلى أن المحاضرة الثقافية خاطبت الوجدان وارتقت بالذائقة الشعرية والفنية والجمالية الإبداعية لدى المهتمين .