تظهر الإدارة الأمريكية أن هناك خلافا نشب بين الولاياتالمتحدة ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن زيارته الى واشنطن التي جاءت بدعوة مباشرة من الجمهوريين في الكونجرس من دون اشراك البيت الابيض. وتعتبر تعليقات سوزان رايس، مستشارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لشؤون الأمن القومي، على الزيارة أقوى تعقيب صدر عن البيت الأبيض حتى الآن. وقالت رايس في برنامج "تشارلي روز" التلفزيوني "إن للزيارة آثارا مدمرة على نسيج العلاقة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل". لكن مع ذلك، يلاحظ أن عهد الرئيس أوباما، شهد دعماً عسكرياً ومالياً للحكومة الإسرائيلية التي يقودها نتنياهو، وتعززت العلاقات الأميركية الإسرائيلية على نحو غير مسبوق. ومع ما يطفو من خلافات على سطح العلاقات الإسرائيلية الأمريكية بين الرئيس أوباما ونتنياهو ، لكن مع ذلك من اللافت أنه في ظل قيادة أوباما تعززت علاقات إسرائيل وأميركا بدرجة غير مسبوقة. ويمكن أن نلاحظ أن العلاقات الإسرائيلية الأمريكية لن تتأثر بسب هذا الخلاف (خلافا لما تضخمه وسائل الاعلام وما تثيره من زوبعة غير مبررة في هذا الاتجاه وتصريحات بعض المسؤولين) وذلك لثبات السياسة الأمريكية في دعمها لحليفها إسرائيل على حساب دول المنطقة،واستمرار واشنطن في تجديد التزامها بمساعدة إسرائيل على الحفاظ على قوتها وأمنها، ودعم أوباما لحكومة نتنياهو لم يتوقف عند الدعم المعنوي، بل لعبت واشنطن دور الشريك الاقتصادي والداعم المادي والعسكري الأبرز. ويصل قيمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل إلى نحو 3.1 مليارات دولار سنوياً وتشمل هذه المساعدات نظام القبة الحديدية، الإنفاق على العمليات العسكرية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وتطوير الأنظمة الدفاعية، وخلال الحروب الإسرائيلية الوحشية التي شنتها على قطاع غزة زودت واشنطن تل أبيب بأسلحة هجومية من مخازن الطوارئ التابعة للجيش الأميركي. وعلى مدار التاريخ يقدر تقرير أمريكي صادر عن الكونجرس المساعدات المالية المقدمة إلى إسرائيل ب 120 مليار دولار أمريكي، وفي عهد حكومة نتنياهو باتت كلها تقريباً على شكل مساعدات عسكرية، فضلاً عن تسلم تل أبيب كامل المساعدات خلال الشهر الأول من السنة المالية. ومنذ أن تولى نتنياهو رئاسة الحكومة الإسرائيلية وشغل أوباما رئاسة البيت الأبيض، بلغ مجموع المساعدات الأميركية الإنسانية للمهاجرين لإسرائيل 140 مليون دولار، تشمل تكاليف سفر ومأوى انتقالي وبرامج لغة مكثفة. كما وصلت صادرات السلع الأمريكية إلى إسرائيل عام 2014 إلى نحو 15 مليار دولار، أي بزيادة 64 ٪ عن عام 2004. وفي هذا الإطار،بعد خطاب نتنياهو، الثلاثاء، في الكونجرس الأمريكي حول إيران والمفاوضات الجارية معها حول برنامجها النووي، رد الرئيس الأمريكي باراك أوباما قائلاً: "لا جديد في خطاب نتنياهو حول إيران". وأضاف من البيت الأبيض أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "لم يقدم بديلاً قابلاً للتطبيق. لم نتوصل إلى اتفاق بعد، لكن إذا نجحنا فسيكون ذلك أفضل اتفاق ممكن مع إيران لمنعها من امتلاك سلاح نووي". وكان أوباما اعتبر، الاثنين، أنه يجب على إيران أن تلزم نفسها بتجميد لأنشطتها النووية ل10 سنوات على الأقل، من أجل التوصل لاتفاق نووي مهم. ووصف أوباما إصرار نتنياهو على إلقاء خطابه في الكونجرس بأنه انحراف عن المسار الطبيعي للعلاقات الأميركية الإسرائيلية. وأكد أنه لن يؤدي إلى إلحاق ضرر، لأنه سبق وأخطأ في تقديراته حول المفاوضات في الملف النووي الذي التزمت إيران بكل بنود الاتفاق المرحلي الذي تم توقيعه العام 2013. بدوره، كرر نتنياهو في محاولة منه لرأب الصدع في علاقته مع أوباما في خطابه أمام الكونجرس أنه لا يقصد الإساءة أو التقليل من احترام الرئيس الأمريكي. ورغم أن نتنياهو رفض انتقادات الرئيس اوباما لخطابه الذي ندد فيه بالاتفاق الذي تسعى الولاياتالمتحدة لابرامه مع طهران معتبرا انه "اتفاق سيء جدا". إلا أن نتنياهو أمتدح أوباما قائلا "أن الرئيس أوباما تبادل المعلومات الاستخبارتية معنا ودعمنا فى الأممالمتحدة، مشيراً إلى أن هناك أمورا غير معروفة عن دعمه لنا. وأضاف "نتنياهو" خلال خطابه أمام العشرات من الكونجرس الأمريكي، أن تحالف إسرائيل وأمريكا يتجاوز دائماً السياسية ويجب أن يكون كذلك كون مصيرنا واحدا، لافتاً إلى أنه يعلم أن خطابه هذا محل جدل. وذكر قائلاً: "أنا أسف أنا لا ألقى كلمتى لأهداف سياسية"، مشدداً على أنه يثمن دعم الرئيس الأمريكى بارك أوباما لإسرائيل وما قام به والذى ربما لا يعرفه أحد حسب قوله. وجاءت زيارة نتنياهو الى واشنطن ايضا قبل اسبوعين من الانتخابات التشريعية الإسرائيلية المقرر إجراؤها في 17 مارس. وفي المقابل نددت ايران ب"الاكاذيب" التي يطلقها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد خطابه الذي زعم فيه أن اتفاقا مع طهران حول برنامجها النووي سيشكل "تهديدا للعالم اجمع". ونقلت وكالة الانباء الإيرانية عن المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية افخم تنديدها ب"استمرار اكاذيب نتنياهو التي تتكرر واصبحت مملة حول الاهداف والنوايا خلف برنامج ايران النووي السلمي".