أدى خليفة حفتر اليمين الدستورية اليوم الاثنين قائداً عاماً للجيش الليبي أمام مجلس النواب في طبرق بعد صدور قرار برلماني بتعيينه. وذكرت وسائل الإعلام الليبية أن مدينة طبرق شهدت استنفاراً أمنياً كبيراً، وانتشاراً لعناصر الأمن تزامنا مع وجود حفتر، كما شهد ساحل المدينة انتشارا كثيفا للزوارق الحربية، وحلقت طائرات سلاح الجو الليبي فوق المدينة. وأفادت بأنه حضر مراسم أداء اليمين رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، ورؤساء الأركان الجوية والبحرية والبرية والدفاع الجوي وحرس الحدود. وكان رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة قويدر قد قام بترقية اللواء خليفة حفتر إلى رتبة فريق، وأصدر مرسوما بتعيينه قائدا عاما للجيش. وسبق أن تكررت تصريحات لأعضاء في حكومة عبد الله الثني عن نية الحكومة الليبية الانتقالية تعيين خليفة حفتر قائداً عاماً للقوات المسلحة الليبية وتكليفه ببناء الجيش. يذكر أن اللواء حفتر الذي أحيل إلى التقاعد كان قد بدأ عملية عسكرية في بنغازي ضد ما يسمى بتنظيم (أنصار الشريعة) وحلفائه من قوات (مجلس شورى ثوار بنغازي) أطلق عليها إسم (عملية الكرامة) في مايو من العام الجاري، وفي وقت لاحق في سبتمبر تم تبني عملية الكرامة بوصفها عملية للجيش النظامي الليبي. كما أصدر مجلس النواب المجتمع في طبرق قرارا بإعادة خليفة حفتر وقائد قواته الجوية صقر الجروشي إضافة إلى 15 ضابطاً إلى الخدمة العسكرية في صفوف الجيش. في سياق متصل، بدأت الفصائل المتصارعة في ليبيا محادثات يوم الخميس الماضي في الرباط في مسعى لإنهاء الصراع بين الحكومتين المتنافستين، وتسيطر على المحادثات خلافات كبيرة بين ممثلي حكومتي طبرق المعترف بها دولياً وحكومة طرابلس التي يقودها عمر الحاسي. الجدير ذكره أن بعثة الأممالمتحدة في ليبيا قد دعت لوقف فوري للقتال إضافة إلى أنها أعلنت أن اجتماعا لممثلين عن قادة ومناضلين سياسيين ليبيين سيعقد في الجزائر في إطار الحوار السياسي في ليبيا.. مضيفة أن هذا الاجتماع سيعقبه اجتماع ثان ببروكسل سيجمع ممثلي بعض البلديات الليبية لمواصلة مسار الحوار الوطني. وشهدت ليبيا منذ سقوط نظام العقيد معمر القدافي عام 2011م ترديا في الأوضاع الأمنية بسبب النزاع المسلح بين أطراف عدة، إضافة إلى سیطرة میلیشیات مسلحة علی مناطق مختلفة من البلاد، وقد زاد المشهد الليبي تعقيداً بعد ظهور ما يسمى بتنظيم (داعش) وسعيه للسيطرة على أماكن عدة في البلاد.