إنطلقت في مدينة شرم الشيخ المصرية اليوم الجمعة إعمال مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري (مصر المستقبل) بمشاركة 30 رئيس دولة ونحو 2500 مستثمر عربي واجنبي وممثلين عن 100 دولة و25 منظمة . وافتتح اعمال المؤتمر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بكلمة رحب فيها بشركاء التنمية في مصر، وأكد خلالها استمرار مسيرة مصر نحو المستقبل بإرادة سياسية واثقة ورغبة حقيقية للوصول للأهداف التي بدأت من أجلها هذه المسيرة .. مشيراً الى انفتاح مصر على العالم وتستعين وتستفيد من الفرص الموجودة. وأكد الرئيس السيسي عزم مصر على تطوير وتحديث القواعد الاقتصادية وتهيئة السبل التي تضمن التعاون البناء .. مشيراً الى "إن الدولة تعي ضرورة وصول عملية الإصلاح لغايتها لتصاعد معدلات النمو التي شهدت تحسن ملحوظاً". وأوضح أن مصر وضعت إستراتيجية للتنمية المستدامة حتى عام 2030م لبناء مجتمع حضاري وفقاً لمذهب التخطيط بمشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدني، وذلك لضمان تنفيذ السياسات والبرامج والمبادرات لتحقيق تلك الأهداف الاقتصادية واستعراض المحاور الأساسية التي يرتكز عليها. ودعا الرئيس المصري كافة الشركات والمؤسسات الباحثة عن فرص جدية للاستثمار للتعرف على المزايا الاقتصادية لمصر، والتعرف على الشبكة مترامية الأطراف والتي تجمع مصر بالعالم العربي وأفريقيا .. لافتاً الى أن هناك مشروعات قومية طموحة لتحقيق التنمية وتوفير فرص واعدة للمستثمرين. وأكد سعي مصر لتوفير مناخ مستقر ومستدام للاستثمارات والتي راعت البعد التنموي والاقتصادي لأبعد مدى .. مشيراً الى مشاركة القطاع الخاص في المرحلة الأولى لقناة السويس والمرحلة الثانية التي تقوم على تنمية القناة والاستثمار في مشروع عملاق لتعزيز موقع مصر الاستراتيجي كنقطة ارتكاز بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، إلى جانب عدد من المشروعات بعيدة المدى. واشار الى ما تشهده بلاده من عملية تطوير تشمل موانئ وطرق ومراكز سياحية وإنشاء مناطق لتدوير المخلفات وجميعها مشروعات تفتح الآفاق لمشاركة القطاع الخاص وتشجيع آليات الاقتصاد الحر .. مشيراً الى أن تحقيق التنمية المستدامة يكمن بالالتزام من جانب الحكومة في المضي بتطبيق السياسات الهادفة لدفع عجلة الاستثمار. وجدد الرئيس المصري الترحيب بشركاء التنمية لمصر الجديدة ممن أرادوا أن يكون لهم دور في توفير الاستقرار، قائلاً "لقد وجدت مصر من أشقائها العرب برامج تبرهن على مواقفها الداعمة، وأنه ليس غريباً عليهم تلك المواقف المشرفة تجاه مصر". واكد "إن مصر هي خط الدفاع الأول عن الكثير من الأخطار التي تواجه المنطقة، وأن المجتمع المصري يمثل تعداد سكانه ربع سكان الشرق الأوسط واستقرار ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة العربية". والقى عدد من رؤساء الدول المشاركين في المؤتمر كلمة أكدوا خلالها على عمق العلاقات بين بلدانهم ومصر ووقوفهم الدائم والمستمر مع كل ما فيه خير وازدهار واستقرار مصر وشعبها. وأكد امير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في كلمته خلال المؤتمر قدرة مصر وإقتصادها على النمو ومواجهة الأزمات إلا أن تحسين أداء الإقتصاد المصري في خلق أنشطة قادرة على الوصول إلى مستوى النمو المستدام أصبح ضرورة أكثر من أي وقت مضى . واعلن الشيخ صباح توجيه الأجهزة الاستثمارية في دولة الكويت 4 مليارات دولار من استثماراتها في قطاعات الاقتصاد المصري المختلفة ومن خلال الأدوات الاستثمارية المتنوعة. من جهته أكد ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبد العزيز في كلمته في المؤتمر، وقوف المملكة الدائم والمستمر مع كل ما فيه خير وازدهار واستقرار مصر وشعبها. وأعلن الامير مقرن اعتزام المملكة تقديم حزمة من المساعدات لمصر قيمتها 4 مليارات دولار أمريكي خلال الفترة المقبلة. بدورع أكد نائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة محمد بن راشد آل مكتوم ان علاقات بلاده مع مصر مستمرة .. واصفاً اياها ب "الوطن الثاني" .. معلناً إعتزام الامارات تقديم حزمة مساعدات لمصر بقيمة 4 مليارات دولار منها 2 مليار دولار وديعة بالبنك المركزي المصري ليصل اجمالي ماقدمته الامارات لمصر ما يزيد من 14 مليار دولار. هذا ويشارك في المؤتمر عدد من الرؤساء والشخصيات العامه من بينهم العاهل الاردني الملك عبدالله بن الحسين والرئيسين السوداني عمر البشير والفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الامريكي جون كيري .