كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين عن أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت خلال شهر أكتوبر الماضي 800 طفل فلسطيني أعمارهم أقل من 18 عام. وأوضحت الهيئة أن هذا العدد يعد رقما قياسيا غير مسبوق، حيث أن معدل حالات اعتقال الأطفال سنويا كان يتراوح بين 700 و900 حالة. وقال رئيس الهيئة عيسى قراقع في بيان له اليوم إن اعتقال الأطفال أصبح سياسة إسرائيلية تهدف لتدمير الأجيال الفلسطينية، وتدمير حياة الأطفال الذين هم بؤرة ومركز الهبة الشعبية الفلسطينية. واشار البيان إلى أن الغالبية العظمى من الأطفال تعرضوا لأساليب تعذيب وحشية ومعاملة مأساوية خلال اعتقالهم واستجوابهم على يد الجنود والمحققين، وعزلهم في زنازين انفرادية وحرمانهم من زيارة الأهل والمحامين. وأوضح أن أطفال فلسطين أصبحوا مطلوبين، ومطاردين، ومستهدفين من قبل حكومة الاحتلال، والإعدامات الميدانية جرت بحق النسبة الكبرى من الشهداء الأطفال البالغ عددهم 17 طفلا . ولفت قراقع إلى أن الأطفال في الضفة الغربية يتعرضون مثل الكبار للملاحقة والاعتقال والمحاكمة بموجب نظام المحكمة العسكرية الإسرائيلية الذي يحرمهم من حقوقهم الأساسية. وأشار إلى أنه وصل سجن (عوفر) العسكري خلال الشهر الماضي 138 قاصرا، منهم 51 تعرضوا للضرب المبرح أثناء الاعتقال بواسطة العصي والبنادق والأرجل. وقدرّت الهيئة أن قوات الاحتلال اعتقلت منذ عام 2000م حوالي 8500 طفل، وحاكمتهم أمام المحاكم العسكرية، ووجّهت لغالبيتهم تهمة إلقاء الحجارة. وذكرت أن سلطات الاحتلال افتتحت قسما جديدا للأطفال بسبب الاعتقالات الواسعة، وهو سجن (جفعون) في الرملة، ويتسع لحوالي 30 أسيرا، أغلبهم من القدس، ومناطق فلسطين 1948، ويفتقد لكل المقومات المعيشية والإنسانية. وأوضح البيان "أن ظروف الاعتقال والاحتجاز سيئة جدا، حيث يزج المعتقلون في معسكرات أو مراكز توقيف في المستوطنات، ويتعرضون للضرب، والإهانات، وتفتقد لكل مقومات الحياة الإنسانية، من حيث الملابس، والأغطية، إضافة إلى الأكل السيئ ، والمعاملة الوحشية".