تعهد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بتكثيف التعاون بينهما للقضاء على عناصر ما يسمى بتنظيم (داعش) الإرهابية، وطالبا باتخاذ تدابير أوروبية لتدمير هذا التنظيم، وتعزيز التعاون الاستخباراتي ووضع رؤية مشتركة للتعامل مع هذا التنظيم الذي أعلن علينا الحرب. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الجانبان بالأليزيه عقب المباحثات التي جرت بينهما وزيارتهما لمسرح باتاكلان حيث قاما بوضع زهورا تكريما لذكرى ضحايا هجمات باريس. وأشار الرئيس أولاند إلى معاهدة لانكستر هاوس للتعاون العسكري بين البلدين وإلى ما تفرضها من واجبات مشتركة.. مشيرا إلى ضرورة العمل على حماية شعوبهما وأراضيهما بتحسين التدابير المطلوبة على المستوى الأوروبي والخاصة بضبط الحدود ومكافحة الإتجار بالسلاح والتحرك على وجه السرعة. وأكد أن بلاده ستكثف ضرباتها ضد (داعش) وستستهدف المواقع التي ستلحق أكبر ضرر ممكنا لهذا الجيش الإرهابي من خلال حاملة الطائرات (شارل ديجول). و لفت إلى أن قرار مجلس الأمن الأخير الداعي إلى تدمير (داعش) وإيجاد حل سياسي في سوريا، قائلا "هو ما نعمل عليه مع ديفيد كاميرون منذ نحو 3 سنوات".. موضحا أن هذا الحل يتمثل في تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا والعمل على ألا يشمل أي حل الرئيس بشار الأسد الذي ساهم في تدمير هذا البلد ” على حد قوله. واعتبر أن عملية فيينا تعتبر الإطار والصيغة المناسبة وقال: ويجب أن نعمل على تفعيل الحل السياسي بالتوازي مع ضرب (داعش). وتابع "نريد قرارات جديدة على المستوى الاوروبي مثل النظام الأوروبي الموحد للمسافرين جوا داخل الاتحاد الأوروبي وتعزيز التعاون الاستخباراتي وضبط الحدود الخارجية لمنع وصول الإرهابيين إلى أراضينا". وشدد أولاند على ضرورة التعامل مع الوضع في سوريا وعلى أن بلاده قد اتخذت هذا القرار في سبتمبر الماضي نظراً لضرورة تدمير مواقع هذا التنظيم هناك.. داعياً بريطانيا إلى بحث كيفية مشاركتها في الجهود الرامية للقضاء على (داعش). من جانبه أشاد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالخطوات التي اتخذتها السلطات الفرنسية للتصدي لأي أعمال إرهابية لاحقة وبشجاعة قوات الأمن الفرنسية. و قال إنه تحدث مع أولاند عن تعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب والقضاء على (داعش) في سورياوالعراق. وأضاف إن الإرهاب يمثل تهديدا مشتركا يستوجب تبادل المعلومات وتكثيف التعاون الاوروبي. ودعا كاميرون إلى بذل المزيد من الجهد للتصدي لعودة المقاتلين الأجانب إلى الاراضي الأوروبية من خلال عملية مراقبة ممنهجة للحدود وتبادل أفضل للمعلومات بين دول الاتحاد. وتعهد رئيس الوزراء البريطاني بتقديم كل الدعم اللازم لفرنسا لمحاربة تنظيم (داعش) وأعلن أن بلاده ستضع القاعدة العسكرية البريطانية في قبرص تحت تصرف الفرنسيين. وأكد كاميرون دعمه الكامل لتحرك الرئيس أولاند لضرب مواقع (داعش) في سوريا.. مؤكدا أنه على يقين أن بلاده عليها أن تتبع نفس النهج. كما أكد أن المملكة المتحدة بصفتها عضو في التحالف الدولي ضد (داعش) في العراق وتوفر معلومات استخباراتية عن سوريا.. مشيرا إلى أنه خلال الأسبوع الجاري سيقدم للبرلمان البريطاني استراتيجية شاملة للتعامل حول هذا الأمر.