أعلن الأمين العام لحركة نداء تونس محسن مرزوق إستقالته من منصبه، وذلك في تطور لافت من شأنه تعميق الأزمة التي تعصف بالحركة التي أسسها الرئيس التونسي الحالي الباجي قائد السبسي في العام 2012. وقال مرزوق، في كلمة القاها اليوم الأحد أمام تجمع نسائي لحركة نداء تونس، إنه سيلتقي رئيس الحركة محمد الناصر ليبلغه أنه "صار عاجزا عن مهمة الأمانة العامة، وليطلب منه الاضطلاع هو بهذه المهمة، وبالتالي تسليم الأمانة لأصحابها... حد قوله. واكد مجددا في كلمته على انه "يجب الذهاب للديمقراطية عبر تنظيم مؤتمر انتخابي"... محذرا في نفس الوقت من خطورة "المس من المشروع الوطني"...قائلا "لا يمكن المس من المشروع الوطني، ولن يندمج مع الأفكار الظلامية" لكنه أكد في المقابل أنه "لن يبحث عن تأسيس حزب جديد، بل عن نداء تونس جديد". ووصف محسن مرزوق التصريحات الأخيرة لرئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي بشأن الأزمة التي تعصف بحركة نداء تونس، بأنها"عمليات تكتيكية"، علما وان مرزوق سبق له أن إتهم حركة النهضة الإسلامية بالتدخل في الشأن الداخلي لحركة نداء تونس. وانطلقت في وقت سابق اليوم، فعاليات التجمع النسائي لحركة نداء تونس بمدينة الحمامات الساحلية تحت شعار "دور المرأة في بناء تونس الجديدة وحمايتها"، وذلك بحضور حوالي 1500 امرأة وعدد من قادة نداء تونس يتقدمهم محسن مرزوق. وإعتبر مرزوق أن مسألة التفريق بين الرجل والمرأة انتهت، وأن "عنوان المشروع الوطني هو المرأة التونسية"... مضيفا أن الجناح اليساري الذي يمثله داخل حركة نداء تونس "هو الجناح الذي مع المرأة التونسية". يشار إلى أنه يتصارع داخل حركة نداء تونس جناحان، الأول بقيادة الأمين العام للحركة محسن مرزوق، والثاني بقيادة نائب رئيس الحركة حافظ قائد السبسي نجل الرئيس التونسي الحالي الباجي قائد السبسي. وبدأ هذا الصراع حول طبيعة المؤتمر الأول لهذه الحركة، حيث يدعو جناح محسن مرزوق إلى مؤتمر إنتخابي ديمقراطي، بينما يدعو جناح السبسي الإبن إلى مؤتمر تأسيسي غير إنتخابي، ويقوم على التزكية، ويهدف إلى الإبقاء على الهيئة التأسيسية للحركة إلى ما بعد المؤتمر.