يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا اليوم الأحد في نيويورك وذلك اثر إطلاق كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى . ونقلت الأنباء عن دبلوماسيين قولهم ان الاجتماع تقدمت بطلب لعقده كل من اليابان والولايات المتحدة عضوي مجلس الأمن وكوريا الجنوبية. وأكدت واشنطن وطوكيو وسيول في رسالة مشتركة وجهتها إلى الرئاسة الفنزويلية لمجلس الأمن لطلب الاجتماع الطارئ "إن إطلاق كوريا الشمالية اليوم لقمر صناعي مزعوم، يشكل انتهاكا لقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة" والتي تحظر على بيونغ يانغ أي نشاط بالستي أو نووي. وفي ردود الافعال الدولية على قيام كوريا الشمالية بإطلاق صاروخ بعيد المدى أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إطلاق كوريا الشمالية صاروخ بعيد المدى، مطالبا بيونغ يانغ بالتوقف عما أسماه بالأعمال الاستفزازية. وقال كي مون، في بيان له، "من المؤسف أن تقوم بيونغ يانغ بعملية إطلاق باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية في انتهاك لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة على الرغم من النداء الموحد للمجتمع الدولي ضد مثل هذا العمل". كما أبدت الصين اليوم أسفها لإطلاق كوريا الشمالية صاروخا داعية كل الأطراف إلى التصرف بحذر والامتناع عن اتخاذ خطوات قد تؤدي إلى زيادة التوترات في شبه الجزيرة الكورية. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية في بيان نشر على موقع الوزارة على الإنترنت:" إن الصين تبدى أسفها لإصرار كوريا الشمالية على استخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية للقيام بعملية إطلاق رغم اعتراض المجتمع الدولي الواسع النطاق ." وأضافت أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لضمان استمرار السلام والاستقرار في المنطقة. بدوره ندد رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي الأحد بإطلاق كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى رغم تحذيرات المجتمع الدولي. وقال في تصريحات صحافية إن إطلاق الصاروخ أمر "غير مقبول تماما" معتبرا انه يشكل "انتهاكا واضحا" لقرارات مجلس الأمن الدولي. وأعربت الإدارة الأميركية عن ادانتها الشديدة لإطلاق كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى معتبرة ذلك "استفزازا كبيرا" يهدد أمن آسيا والولايات المتحدة وستكون له "عواقب خطرة". وأدان البيت الأبيض وفق بيان لسوزان رايس مستشارة الرئيس الأميركي للأمن القومي "العمل الجديد المزعزع للاستقرار والمستفز والانتهاك الصارخ للقرارات العديدة لمجلس الأمن الدولي". وشددت رايس على أن "برامج الأسلحة النووية والبالستية لكوريا الشمالية تشكل تهديداً جدياً لمصالحنا، بما فيها أمن بعض من حلفائنا المقربين، وتهدد السلم والأمن في المنطقة". وقال وزير الخارجية جون كيري في بيان إنه بعد تجربتها النووية في 6 يناير "هذه هي المرة الثانية في شهر واحد التي تختار فيها كوريا الشمالية القيام باستفزاز كبير يهدد ليس فقط أمن شبه الجزيرة الكورية بل أيضا أمن المنطقة والولايات المتحدة". وأضاف كيري "سنستمر في العمل مع شركائنا وأعضاء مجلس الأمن الدولي لاتخاذ إجراءات جوهرية بهدف محاسبة كوريا الشمالية". وحضت رايس من جانبها المجتمع الدولي على "التكاتف لكي يظهروا لكوريا الشمالية أن أفعالها الخطرة يجب أن تكون لها عواقب وخيمة". بدورها طالبت رئيسة كوريا الجنوبية بارك كون هيه ا، مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات مشددة في أسرع وقت ممكن على كوريا الشمالية، وذلك بعد إطلاق بيونغ يانغ في وقت سابق اليوم صاروخ طويل المدى. وقالت الرئيسة الكورية الجنوبية، في اجتماع طارئ لمجلس الأمن الوطني في بلادها، إن "كوريا الشمالية تجرأت باستفزاز لا يمكن قبوله حيث أطلقت صاروخا بعيد المدى اليوم بعد أن أجرت التجربة النووية الرابعة في مطلع يناير الماضي، متجاهلة لتحذيرات متكررة من المجتمع الدولي". واعتبرت أن التجارب النووية والصاروخية لكوريا الشمالية تشكل تهديدا فعليا للمجتمع الدولي وكارثة شاملة للسلام العالمي.. حسب تعبيرها. وأطلقت كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى يحمل ما وصفته بقمر صناعي، وذلك على الرغم من عقوبات الأممالمتحدة التي تحظر عليها استخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية.. وهو ما دفع رئيسة كوريا الجنوبية /بارك كون هيه/ إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي في بلادها "لمناقشة مواجهة" هذا الإجراء. وأخطرت بيونغ يانغ المنظمة البحرية الدولية بخطتها لإطلاق الصاروخ بعيد المدى في الفترة من 8 إلى 25 فبراير، غير أنها عدلت يوم أمس /السبت/ موعد الإطلاق إلى ما بين 7 إلى 14 فبراير الجاري. ويتشكك المجتمع الدولي لاسيما كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في الغرض الحقيقي وراء إطلاق بيونغ يانغ ذلك القمر الصناعي، حيث تقول مصادر أمريكية وكورية متطابقة إن إطلاق القمر الصناعي بمثابة غطاء لتجارب الصواريخ بعيدة المدى المحظورة، ما يعني مزيدا من البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، وذلك بعدما أجرت بيونغ يانغ اختبارها النووي الرابع يوم 6 يناير الماضي.