برلين: اخفقت القمة التى عقدت فى برلين بين المستشار الالمانى جيرهارد شرودر والرئيس الفرنسى جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطانى تونى بلير في تضييق هوة الخلاف بين مواقف باريس وبرلين من جانب وموقف لندن من جانب آخر بخصوص قضايا أوروبا والعراق. وجأ عقد القمة الاوروبية المصغرة قبيل انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك حيث من المقرر أن يجتمع شرويدر على هامشها يوم الاربعاء المقبل مع الرئيس الامريكي جورج بوش والرئيس الفرنسي جاك شيراك كلا على حدة. ومن الواضح ان الخلاف لا يزال قائما فى المواقف حول مستقبل العراق اذ ترى فرنسا ان سياسة واشنطن فى العراق تؤدى الى نتائج عكسية وتطالب بتسريع نقل السلطة الى ادارة عراقية , كما ترفض فرنسا ارسال اي من جنودها الى العراق نزولا عند طلب الامريكيين الذين يحثون باقى دول العالم على المساهمة باموال وقوات فى العراق .. غير ان الرئيس الفرنسى وافق مؤخرا على اقتراح المانى بالمساهمة فى تدريب قوات الامن والجيش العراقى. اما رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير فسيحتاج الى الكثير من الاقناع لتضييق الهوة الاخذة فى الاتساع بين واشنطن واثنتين من اكثر الدول قوة ونفوذا فى اوروبا. وقد ناقش الزعماء الاوروبيين الثلاثه ثلاثة محاور اساسية هى : المحور الاوروبى , والعراقى , وموضوع خارطة الطريق .. الا ان القمة فشلت فى تقريب وجهات النظر بينهم واتضح ان هناك تباينا كبيرا فى مواقف هذه الدول وان الهوة متفاقمة بين موقفى باريس وبرلين من جانب ولندن من جانب اخر خاصة فيما يتعلق بموضوع العراق. ويبدو ذلك واضحا من خلال تصريحات الزعماء الثلاثة اذ قال بلير ان نقاشا سيجرى فى نيويورك بخصوص قرار الاممالمتحدة المتعلق بالعراق , مشددا على ضرورة رؤية عراق مستقر وديمقراطى وان تلعب الاممالمتحدة دورا اساسيا فى العراق , بينما بقى الرئيس الفرنسى جاك شيراك على مواقفه من ان نقل السيادة الى العراقيين يجب ان يتم فى أسرع وقت ممكن. كما بقى الخلاف قائم على اصطلاح الدور الاساسى للامم المتحدة فى العراق أي /الجانب الانسانى/ وهو ما تروج له واشنطنولندن وبين الدور الحيوى للامم المتحدة وتتبناه باريس وبرلين . ويرجح بعض المحليين والمهتمين بالشان العراقى صمود موقفى باريس وبرلين على حالهما وعدم تغيرهما بسبب رفض الرأى العام في فرنسا والمانيا بشكل قاطع التدخل باى شكل من الاشكال فى العراق خاصة وهم يشاهدون سقوط الخيارات الامريكية والبريطانية فى العراق. كما ان السؤال الذى تم توجيهه الى بلير على انه مبعوث الرئيس الامريكى فى هذه القمة يحمل الكثير من الجدية وليس تهكميا , ويعكس ان بلير جاء الى القمة فى محاولة لتليين الموقفين الفرنسى والالمانى بشأن العراق. ويرى المحللون ان قمة برلين شكلت صفعة جديدة لرئيس الوزراء البريطانى الذى يواجه مأزقا كبيرا وخطيرا للغاية بشكل يهدد مصيره السياسى اذ أراد بلير من خلال هذه القمة تلميع شعبيته المنخفضة جدا فى بريطانيا وأوروبا والعودة مرة اخرى الى بيت الطاعة الاوروبى. وكالة الانباء اليمنية (سبأ)