دعا الأخ عبد القادر باجمال رئيس مجلس الوزراء إلى تكريس قيم المحبة والحوار داخل الأسرة . معتبرا ذلك أساسا مهما للحد من العنف في مختلف السلوكيات الاجتماعية . وقال الأخ عبد القادر باجمال رئيس المجلس الأعلى للمرأة في افتتاح المؤتمر الوطني الأول لمناهضة العنف ضد المرأة الذي تنظمه اللجنة الوطنية للمرأة على مدى يومين تحت شعار " معا للحفاظ على كرامة الإنسان في مجتمع خال من العنف " ينبغي أن تبني الأسرة على الحرية التي فطر الله الناس عليها لإنهاء عنف الرجل ضد المرأة وعنف المرأة ضد الطفل وعنف القوى ضد الضعيف . وأوضح أن العنف اليوم ليس ضد المرأة فحسب بل وإنما أصبح عنوان لإستخدام القوة في العديد من العلاقات الاجتماعية . وأشار أن ما تقوم به بعض القوي في العالم من محاولة لفرض أفكارها ونزعاتها على الشعوب الفقيرة يمثل أبشع صور العنف والهيمنة والاستقواء على الأخر . وتناول رئيس الوزراء الحقوق العادلة والمشروعة التي كفلها الدستور اليمني للمرأة اليمنية . وأوضح أن الحكومة تعمل على إزالة التمييز ضد المرأة في القوانين ومرجعيتها بصورة مستمرة وفقا للدستور . وأشار إلى أن فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية قد وجه بدراسة مجموعة الظواهر الاجتماعية السلبية وتأثيراتها المختلفة على المجتمع .. منوها إلى أنه سيتم أواخر العام الحالي دراسة تلك الظواهر بما فيها تلك المرتبطة بالمرأة وذلك ضمن المؤتمر الوطني للظاهرة السكانية والسلوك السكاني والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بالتنمية والسلام الاجتماعي . وكانت الأخت رشيدة الهمداني رئيس اللجنة الوطنية للمراة أشارت إلى أن هذا المؤتمر يأتي تتويجا لجهود ثلاث سنوات من الشراكة بين الحكومة والمجتمع المدني والمانحين . وأكدت أهمية تحديد مفهوم العنف ، وكشف أسبابه ، ونتائجه ، وأثارة على الفرد والمجتمع ، وتحديدا على المرأة باعتبارها الحلقة الأضعف في التكوين الاجتماعي . وطالبت بضرورة تخصيص نسب للنساء في كل مواقع صنع القرار بحيث تشغل النساء 30 % من مواقع صنع القرار وفي عضوية مجلس النواب ، والمجالس المحلية ، ومجلس الشورى وكذا السلك الدبلوماسي واللجنة العليا للانتخابات . وأشارت إلى دعم القيادة السياسية في تعزيز مبادئ الديمقراطية وأهمها حقوق الإنسان والتزامها بدعم المجتمع المدني .وأضافت أن أحدى عشر منظمة غير حكومية ومنظمة أوكسفام تعمل من أجل مناهضة المراة ومساعدتها للخوض في البرامج التنموية . منوهة إلى أهمية تضافر الجهود بين جميع الجهات المعنية والمختصة لمواجهة التحديات التي تواجه مسيرة التنمية باعتبار المراة أحد شركائها . كما ألقيت الأخت ماجدة السنوسي كلمة عن منظمة أوكسفاوم اشادت بإلتزام الحكومة اليمنية بدعم قضايا تنمية المرأة بأعتبارها أولوية من أولويات برامجها التنموية . واستعرضت الأنشطة التي ساهمت فيها المنظمة في أطار برامج مناهضة العنف ضد المرأة في اليمن الذي بدأ نشاطه في 2001 م بتمويل من البنك الدولي . وأشارت إلى أن إحدى القضايا التي برزت في برنامج مناهضة العنف ضد المرأة هي الزواج المبكر وما يسببه من محدودية التمتع بالفرص التي تتيح تطوير قدرات ومواهب الفتيات ، كما أنه يحد من مواصلة التعليم ويؤثر سلبيا على صحة الفتيات بسبب الحمل والولادة المبكر ،وتعاقبها وكثرة الولادات وما ينتج عنه من آثار سلبية على نوعية تربية الطفل المقدمة من أم صغيرة . واكدت أهمية هذا المؤتمر الذي يعتبر فرصة مميزة للمناقشة والمناظرة بين المشاركين فيه بهدف إتخاذ الإجراءات العملية في المسائل الرئيسية التي برزت من خلال برنامج مناهضة العنف ضد المرأة في اليمن خلال الفترة الماضية . منوهة الى أن الفقر يعتبر من أهم أسباب عدم تمكين المرأة من الحصول على الفرص وتمكينها من اتخاذ وصنع القرارات التي تؤثر على حياة الفرد سواء كان رجلاً أو إمرأة وعلى مسيرة عملية التنمية بشكل عام ، داعية الى دعم برامج اليمن التنموية وتعزيز مشاركة المرأة في عملية التنمية المستدامة للبلاد . من جانبه تمني الدكتور معن عبد الباري قاسم رئيس الشبكة اليمنية لمناهضة العنف " شيماء " أن يتحول المؤتمر الأول لمناهضة العنف ضد المرأة إلى تقليد سنوي لتقييم ما يجرى على أرض الواقع ، وتقدير التغيير الذي يحدث كما وكيفا في مناهضة العنف ضد المرأة ليكون محكاً لمصداقية وفاعليات مؤسسات المجتمع المدني . مشيرا إلى أن هذا المؤتمر يمثل رسالة لمناصرة المرأة اليمنية برؤية علمية وعقلية متفتحة لمعالجة تركات الماضي ومصاعب التنمية الحديثة مشيدا بالتسيهلات التي تقدمها الحكومة اليمنية للمراة اليمنية . تخلل الجلسة الافتتاحية فقرات غنائية قدمتها عدد من المرشدات حضر المؤتمر عدد من الأخوة أعضاء مجالس الوزراء والنواب والشورى وممثلين عن المؤسسات المانحة والسلك الدبلوماسي والمنظمات الحكومية وغير الحكومية وعدد من المهتمين بقضايا وشؤون المرأة . بعد ذلك بدأ المؤتمر جلسات أعماله بعقد جلسة عمل ترأستها الدكتورة عزة غانم ناقشت خلالها المشاركات البالغ عددهن أكثر من أربعمائة مشاركة يمثلن عدد من الجهات المعنية ومنظمات المجتمع المدني في عموم محافظات الجمهورية عدد من أوراق العمل المقدمة للمؤتمر أهمها التقرير التقيمي حول برنامج مناهضة العنف ضد المرأة للدكتور معن عبد الباري رئيس شبكة شيماء ،وكذا آثار البرنامج من خلال مواقف واتجاهات بعض المستهدفين " عرض لتجارب شخصية لبعض المستهدفين " إلى جانب مناقشة محور التعليم " النعف المجتمعي وتعليم الأناث " للدكتور نجاة الفقية ، إضافة إلى الآثار السلبية للزواج المبكر قدمتها الدكتورة نجاة صائم ، كما قدمت ورقة من قبل الدكتورة فائزة بن حديد المستشارة الإقليمية في القضايا الاجتماعية الثقافية والنوع الاجتماعي " صندوق الأممالمتحدة للسكان " . وقد أثريت الجلسة بعدد من المقترحات والآراء التي أكدت في مجملها على أهمية التعاون بين الوزارات والجهات المعنية في الالتزام بالقرارات والقوانين والخطط والمشاريع ، والعمل على تنفيذها على أكمل صورة ممكنة والتغلب بشكل سريع على الصعوبات التي تعرقل تمكين المرأة من المساهمة في عملية التنمية . وكذا تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني في نشر التوعية بأهمية التعليم بشكل عام ، وتفعيل دورها في القضاء على الأمية والعمل على سد الفجوات الحاصلة بين النساء والرجال في المجالات المختلفة كافة من منطلق مبدأ العدالة والمساواة في الحقوق والوجبات والتي أقرتها التشريعات والقوانين اليمنية ،وكذا الإيمان بأهمية دور المرأة في المساهمة البناءة في مسار التنمية ،وما لهذا الدور من تأثير إيجابي على المدى القريب والبعيد في التغيير والتحديث كون المراة تمثل نصف المجتمع بل النصف الأكثر تأثيرا .