حذرت الهئية العامة لحماية البيئة من جفاف الموارد المائية في غضون خمسين عاما فى حال استمر الإستنزاف الجائر للمياه الجوفية، الذي يفوق تغذيتها سنويا ب 7 ر0مليار متر مكعب . ودعت الهئية -في اخر تقرير لها عن االوضع البيئي في اليمن- الى رفع كفاءة الري بواسطة إدخال نظم الري الحديثة وزيادة تغذية الخزانات الجوفية عن طريق بناء السدود الجديدة وإعادة تأهيل وترميم المتهدم منها. ويصنف التقرير معظم مناطق البلاد في مصاف المناطق الجافة والقاحلة التي تتميز بسقوط كميات قليلة ونادرة وغير منتظمة من الامطار، تتسم بالتساقط الكثيف في مساحة جغرافية محددة خلال فترة زمنية قصيرة تنحدر بسرعة خاطفة عبر مجاري الوديان حتى تصل الى السهول المنبسطة المحاذية للسواحل البحرية او الرسوبيات الصحراوية الواسعة . وفي ذات الصعيد توقعت الرؤية الاستراتيجية لقطاع المياه ان يصل استهلاك القطاع الصناعي من المياه عام 2025م، إلى حدود ثلاثمائة مليون متر مكعب مع بلوغ جملة الاحتياجات في نفس العام الى 4628 مليون متر مكعب.. موضحة ان كمية المياه المستخرجة من الابار الجوفية حوالي (2110) مليون متر مكعب، بينما تصل كمية المياه التى تغذي المخزون الجوفي الى (1525) مليون متر مكعب. واكدت ان هناك احواضا ومناطق هيروجيولوجية قد وصلت في الوقت الراهن الى مرحلة حرجة في وضعها المائي، استدلالا على السحب الاستنزافي من هذه الموارد ومعدلات انخفاض منسوب المياه الجوفية في هذه الخزانات وفي مقدمتها حوض صنعاء، الذي يصل صافي السحب من موارده الجوفية الى 182مليون متر مكعب في العام مقابل تغذية طبيعية لاتتجاوز 52 مليون متر مكعب في العام ، أي بنسبة 350 % والذي ينخفض منسوب المياه فيه بين 6 الى 8 امتار في العام . وتشير الرؤية الى ان منطقة صعدة تسحب من مخزونها الاستراتيجي بحدود 65 مليون متر مكعب في العام مقابل تغذية طبيعية تصل الى 5ر6 مليون متر مكعب بمعدل (1000% )، ما ادى الى انخفاض المنسوب في هذه المنطقة ما بين 4-6 امتار في العام . ووفقا للإستراتيجية فإن حوض تعز يأتي في المرتبة الثالثة حيث يتم سحب كميات من المياه الجوفية تتجاوز معدل التغذية الطبيعية بمعدل يصل الى 210%، ويتناقص منسوب المياه الجوفية في هذا الحوض بمعدل 2-6 متر كل عام . فيما تأتي منطقة رداع التى ينخفض فيها منسوب المياه الجوفية بمعدل 5-7 في العام رابعاً ، تليها منطقتا مور ورماع بزبيد بانخفاض سنوي للمنسوب يصل معدله من 1-3متر في العام، ومنطقة عمران -عطاف بمعدل 3 امتار في العام . وتؤكد الهيئة العامة لحماية البيئة في تقريرها، أن هناك مناطق واحواض مائية اخرى تقف في طابور الاستنزاف غير المتوازن مع الموارد المائية المتاحة مثل مناطق بيحان ومأرب والمكلا - فوهه ومناطق اخرى لاتزال علامات الاستفهام تحيط بمستقبل الوضع المائي فيها. واستثنى التقرير من هذا السحب المفرط حوض حضرموت الذي يقع في الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد، والذي يتسم بقلة السكان حيث يستحوذ هذا الحوض على مخزون مائي يقدر بنحو (10الف مليار متر مكعب اي بنسبة (4ر96%)ومن اجمالي المياه الجوفية للجمهورية اليمينة. ويعتبر التقرير هذا الحوض من اهم الاحتياطات المائية الجوفية في اليمن في الوقت الحاضر ، مشدداً على ضرورة حمايته من حدوث التلوث الناجم عن اعادة حقن المياه العادمة المصاحبة لانتاج النفط خاصة في حوض المسيلة.. حيث يوضح تقرير وزارة النفط والثروات المعدنية وجود 15 بئر يتم حقن المياه العادمة الى باطن الارض عبرها وهو ما يشكل مصدر تهديد لتلويث المياه الجوفية في هذا الحوض، ما قد يحد مستقبلا من استغلالها اقتصاديا. وتفيد دراسات علمية اجريت في فترات متفرقة ان الفجوة بين ما هو مطلوب وما هو متاح من المياه في اتساع متزايد، حيث بلغ حجم الفجوة المائية 900 مليون متر مكعب في العام، بحيث وصل نصيب الفرد في اليمن من الموارد المائية المتاحة الى 150 متر مكعب عام 1994م، ثم الى 138 متر مكعب عام 2000م وهي مرشحة للارتفاع الى مليار ونصف المليار متر مكعب بحلول العام 2010م، ما لم تتخذ التدابير اللازمة للحد من تدهور أوضاع المياه .