ينعقد خلال الفترة من الخامس والعشرين وحتى السابع والعشرين من شهر إبريل الجاري .. ، وقد ألقى فخامة الرئيس كلمة بالمناسبة عبر فيها عن سعادته بافتتاح أعمال المؤتمر وترحيبه بالمشاركين في العاصمة التاريخية صنعاء عاصمة الثقافة العربية التي احتضنت قبل فترة وفي هذه القاعة المؤتمرالإقليمي حول الديمقراطية وحقوق الإنسان ودورمحكمة الجنايات الدولية. . قال فخامته إن الديمقراطيةهي محور هذه اللقاءات وهي خيار الشعوب والعصرومطلب لكل أبناء الأمة العربية والإفريقيةوالعالم بأسره .. وأضاف لقد أكد إعلان صنعاء على أهمية تعزيز الديمقراطية وتوسيع المشاركةالشعبية واحترام حقوق الإنسان وعلى دور المرأة في الحياة العامة ، وقد عبرت الوفود المشاركة في المؤتمر الإقليمي الرسمية وغير الرسمية وممثلو منظمات المجتمع المدني عن هذه القناعة. وقال فخامته إن الجمهورية اليمنية منذ قيامها في ال 22 من مايو 1990م كانت المبادرة إلى تحقيق الإصلاحات السياسية والديمقراطية من خلال التزامها بالنهج الديمقراطي التعددي وإجرائها انتخابات برلمانية لأكثر من دورة وكذا الانتخابات الرئاسية والمحلية وانتخابات مؤسسات المجتمع المدني . مشيراً إلى أن اليمن تضع هذه التجارب أمام الأشقاء والأصدقاء للاستفادة منها ، إذ ليس عيباً أن يستفيد الشقيق من شقيقه أو من صديقه . وأكد فخامةالرئيس علي عبد الله صالح في كلمته على أن الإصلاحات المفروضة من الخارج لا يمكن أن يكتب لها النجاح ، لافتاً إلى تأكيداته السابقة بشأن ضرورة أن نصلح أنفسنا باعتبار أن الإصلاح يعبر عن حاجة الشعوب ومطلب الجماهير. وقال فخامته ليس صحيحاً أن شعوبنا العربية والإفريقية لا تريد الديمقراطيةولا الحرية ولا مشاركة المرأة ، هذه المقولة غير صحيحة . واعتبر أن العصر عصر الحوار والديمقراطية ودور الشعوب في صناعةالقرار .. داعياً إلى أخذ العبرة مما جرى في بعض الأقطار العربية .. لافتاً إلى ما حدث في العراق . وقال فخامته لو أخذ بالتعددية وحرية الرأي وباحترام حقوق الإنسان وإتاحةالفرصة للصحافة لكان أبطل جزءَا من مفعول المؤامرة ، وليس كل المؤآمرة كان بالأمكان أن تلغى كلمه تحرير الشعب العراقي لكن سيبقى هدفا للأحتلال من أجل إزالة اسلحة الدمار الشامل هذا ماكنا نتصور انه سيحدث فالأحتمال وارد للسيطرة على العراق تحت شعار تحرير الشعب العراقي من نظام الحكم. واضاف : نشاهد للأسف اليوم مايعانيه شعب العراق الشقيق من مآسي, لا أمن ولا استقرار ولا حرية ولا ديمقراطية تلك الشعارات التي رفعتها قوات الأحتلال أنهم سيجلبون للشعب العراقي الحرية والديمقراطية وأن يعيش في أمن واستقرار وقد مر عام على الاحتلال ولا أمن ولا استقرار ولا حرية ولا ديمقراطية . وطالب فخامته بسرعة الانسحاب الفوري لقوات الاحتلال من العراق ، وإتاحةالفرصة للشعب العراقي ليختار نظام حكمه وبما يحافظ على وحدته الوطنية ووحدة أراضيه . وقال فخامةرئيس الجمهورية لقد ثبت للعالم أنه لا وجودلأسلحةالدمارالشامل،نريد الانسحاب الفوري لقوات الاحتلال ولا نريد أن نرى دماء تزهق وأعراضاً تنتهك ، نريد عراقاً متعافياً سليماً يعودإلى أسرته العربية والدولية. ولفت فخامته إلى ما تعيشه منطقة الشرق الأوسط من أوضاع سيئة ومن إرهاب تقوم به دولة الكيان الصهيوني التي تحظى بالدعم والانحياز الكامل من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية . وقال فخامته هذا الإنحيازالكامل وإرهاب الدولة ضد الشعب الفلسطيني لن يحقق لا الأمن وللإستقرار في منطقة الشرق الاوسط, ونطالب الولاياتالمتحدةالامريكية كدولة عظمى وراعية لعملية السلام الاً تنحاز إلى الكيان الصهيوني وألاً تجلب كراهية مليار مسلم وشعوب العالم الثالث ضدها ,واضاف نحن نريدان تتمتع الولاياتالمتحدةالامريكية بعلاقات جيدة مع العالم العربي والاسلامي ودول العالم الثالث, لانريد أن تخلق كراهية بين الشعوب ولابين الحضارات والديانات. كما تمنى على الولاياتالمتحدة بأن تكيل بمكيال واحد ، خصوصاً فيما يتصل بالقرارات الدولية ذات الصلة بالمنطقة . مشيراًَ إلى المعايير المزدوجة بشأن القرارات الدولية التي تنفذ هنا ولا تنفذ هناك ، كالحظر الذي طبق على ليبيا والسودان والعراق ، حيث نفذت قرارات الأممالمتحدة في هذه الدول أولاً بأول ولم تنفذ القرارات على الكيان الصهيوني .. واصفاً هذه الازدواجية في تطبيق المعايير بالتمييز العنصري . وقال فخامة الاخ رئيس الجمهورية إننا ننتقد الولاياتالمتحدة عبر وسائل الإعلام وفي الغرف المغلقة ، وليس في هذا عيب . وطالب فخامته بضرورة عقد مؤتمر دولي لتشخيص الإرهاب وأسبابه ومسبباته .. مشيراً إلى ما عانته اليمن من الإرهاب حيث شهدت حادث الاعتداء على المدمرة الأمريكية يو إس إس كول ، حيث لم يسمع صوت يدين الإرهاب مثلما حدث بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر . وتساءل فخامته عن سبب تجاهل المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان لمايجري في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة من أعمال قتل وهدم للبيوت وهتك للأعراض. وطالب الأممالمتحدة القيام بدورها ، وأن تعمل على إحلال قوات دولية في العراق وفلسطين وتحفظ الأمن والسلام في العالم وإلا فلا قيمة للأمم المتحدة.. وقال نطالب الاممالمتحدة بتحمل مسئولياتها الدولية وبالعمل على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية..حيث ترسل قواتها إلى كوسوفو وإلى مناطق التوتر في العالم ولا ترسلها إلى فلسطين ، حيث يقام جدار الفصل العنصري . وأعاد فخامته التأكيد على أهمية الديمقراطية وعلى ضرورة أن تأتي الإصلاحات من الداخل وليس من الخارج ، متمنياً على الأنظمة أياً كانت تركيبتها أن تبادرإلى تبني الإصلاحات وإشراك شعوبها في صنع القرار . متمنياً في ختام كلمته بأن يخرج المؤتمر بنتائج فاعلة وإيجابية تلبي احتياجات شعوب الدول المشاركة فيه. بعد ذلك بدأت فعاليات الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حيث ألقى الأخ عبد العزيزعبد الغني رئيس مجلس الشورى كلمة عبر فيها عن شكره والوفود المشاركة لمجلس الشيوخ الفرنسي الذي بادر بالدعوة لعقد الاجتماع الدولي لمجلس الشيوخ والشورى في العالم في مارس الماضي بباريس والذي على ضوئه تبلورت فكرة إنشاء تجمع لمجالس الشورى والشيوخ والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي. وقال " إذا كانت مدينتا نواكشوط والرباط قد احتضنتا الملتقى الأول والثاني لرؤساء مجالس الشورى والشيوخ والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي,فان صنعاء مزهوة بان يتم على رباها تطور ذلك الملتقى وتحويله إلى رابطة لها شخصيتها الاعتبارية والقانونية ". وأشار إلى أن هذا المؤتمر ينعقد في ظل ظروف إقليمية ودولية وعربية وإفريقية تتسم بمتغيرات متلاحقة ومتسارعة وأحداث شديدة التعقيد ستترك بصماتها على أنظمتنا ومجتمعاتنا وطموحاتنا وقيمنا المشتركة في مجال تعزيز الديمقراطية وتقوية روابط التعاون بين دولنا, وهو ما يفرض علينا أن نحدد بوضوح المشاكل التي تواجه دولنا وشعوبنا. ونوه الأخ عبد العزيز عبد الغني بالأشواط التي قطعتها دول الرابطة في المجال الديمقراطي بما في ذلك الأخذ بنظام التعددية الحزبية والسياسية وحقوق الإنسان وتبني الثنائية البرلمانية , إلا انه اعتبر أن تلك الخطوات لا تزال بحاجةإلى جهود اكبر لتحقيق المزيد من الانجازات في المجال الديمقراطي. كما اعتبر الديمقراطية وسيلة قوية وأكيدة لإيجاد وتحقيق تنمية حقيقية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية, باعتبارها الوسيلة المثلى للتغييرالذي ينبع من حاجات الدول والشعوب والذي يراعي خصوصياتها وثقافاتها دون فرض أو قسر خارجي ومن منطلق الديمقراطية ذاتها وشوطها القائمة على احترام الرأي والرأي الآخر.. موضحا بان افضل وانجح وسيلة للتغيير هي دعم الدول على التنمية عن طريق المساعدات المباشرة والقروض الميسرة وتسهيل نقل وتوطين المعرفة والتكنولوجيا إليها وفتح الفرص أمامها للاستثمارات الخاصة التي تسهم في تقدم وتنمية الشعوب وإحداث نقلات كبيرة في حياتها, بما يمكنها من الوقوف على أقدامها وتحقيق النمو والتقدم الحقيقي فيها. ودعا المؤتمر إلى القيام بدور أكثر فاعلية وتأثيراً في كل الجهودالدولية للقضاء على التخلف بكل أشكاله والاتفاق على خطوط عريضة لاستراتيجية مدروسة تمكننا من محاربة الفقر والتخلف وتحقيق التنمية الشاملة والمستديمة وتعزيزإسهامات المرأة ومنظمات المجتمع المدني وحماية حقوق الإنسان. واستعرض الأخ رئيس مجلس الشورى في كلمته الخطوات التي قطعتهااليمن فيمايخص ترسيخ النهج الديمقراطي والشرعية الدستورية والتداول السلمي للسلطة من خلال انتخابات نزيهة وصحافة حرة وتنافس حر في شتى المجالات . وفي كلمة له بالمناسبة عبر الأخ/ مصطفى عكاشة / رئيس مجلس المستشارين في المملكة المغربية الشقيقة رئيس المؤتمر التأسيسي للرابطة عن ارتياحه لماشاهده وأعضاء الوفود المشاركة من دقة في التنظيم والتحضير .. وقال مخاطباً رئيس المؤتمر إننا نتقاسم وإياكم من أواصر متينة وعرى وثيقة يزكيها الاحترام الذي يراودنا لشخصكم والمكانة التي يحتلها في نفوسنا بلدكم الطيب المضياف الذي يحظى بالقيادة الحكيمة لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح. وأعاد إلى الأذهان اللقاء الأول الذي جرى في العاصمة الموريتانية نواكشوط باعتباره حجر الأساس لحوار واضح وصريح بين مجالس الشيوخ والمجالس المماثلة في الوطن العربي وإفريقيا . وقال لقد انصب التفكير في عقد المؤتمر التأسيسي لهذه الرابطة بالرباط لجمع شمل مجالسنا وإحداث فضاء يتيح لنا إمكانية التواصل والتشاور والتنسيق فيمابيننا اهتداء بما تضمنه نظامها الأساسي الذي صادقنا عليه بالرباط عند عقدالمؤتمر التأسيسي المشار إليه . وأضاف رئيس مجلس المستشارين المغربي " في ضوء هذه الروح البناءة اتجهنا نحومرحلة من الإعداد بحكمة واتزان لانطلاقة فعلية للرابطة تتوفر لها كل الآليات والوسائل التي تكفل لها النجاح في مهامها وهو ما نحن بصدده اليوم . مشيراً إلى أن هذا المؤتمر ينعقد اليوم في ظل المناخ الصافي الذي كنا نتمناه ، فكل الظروف متاحة لننطلق . وأعلن رئيس مجلس المستشارين المغاربة في ختام كلمته عن تسليمه رئاسة الرابطة رسمياً إلى الأخ عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى رئيس المؤتمر . من جانبه ألقى الأخ/ نور الدين بوشكوج الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي كلمة باسم الاتحاد عبر فيها عن الامتنان لليمن رئيساً وحكومة وشعباً على استضافة هذا المؤتمر الذي يتيح الفرصة للمجالس المشاركة للتباحث والتداول فيما بينها حول العديد من القضايا التي تهم المسيرة الديمقراطية في هذه المنطقة من العالم ناقلاً إلى المشاركين في المؤتمر تحيات الأخ نبيه بري رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس النواب اللبناني وأخلص تمنياته للمؤتمر بالنجاح والتوفيق وبلوغ النتائج الإيجابية التي انعقد من أجلها . وقال إن لقاءنا اليوم هو تعبير واضح عن تنامي الثنائية في البرلمانات العربيةوالإفريقية ، والذي هو تعبير وتأكيد لتنامي الديمقراطية وحجة على أنها الخيارالأمثل لتوسيع المشاركة الشعبية . وأضاف إن اليمن في ظل القيادة الرشيدة للرئيس علي عبد الله صالح يعيش أياماًمشرقةمن الديمقراطية والحرية والتعبير الحر عن الرأي وحرية الصحافة وغيرهامن الحقوق الأساسية للمواطن والتي أصبحت عنصراً أساسياً وركناً هاماً من أركان الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في هذه المنطقة من الوطن العربي . وأوضح الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي أن المؤتمر ينعقد في ظل ظروف خطيرة تخيم على المنطقة التي تجثم فوق بركان يغلي ويهدد بانفجار هائل لا يستطيع أحد أن يتكهن بمداه أو آثاره ، مستشهداً بما يحدث في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة من جراء أعمال الإرهاب التي تمارسها إسرائيل والجرائم التي ترتكبها والمجازر التي تقترفها قواتها على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي ، في ظل مواقف بعض الأطراف الدولية ، لا سيما الإدارة الأمريكية التي تنطوي على انحياز كامل لإسرائيل . ولفت إلى ما يجري في العراق حيث يعيش الشعب العراقي إحدى أحلك فترات تاريخه الطويل وذلك جراء الاحتلال الأمريكي لأراضيه والسيطرة على خيراته الوطنية وانعدام الأمن على ربوعه . مؤكداً أن السبيل الوحيد لحل المشاكل المعقدة التي يعشيها العراق الشقيق تتمثل في جلاء قوات الاحتلال من أرضه وتمكين شعبه من تقرير مصيره وانتخاب ممثليه الشرعيين وتعيين حكومته الشرعية النابعة من الإرادةالشعبية الحرة . ونوه الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي بالعلاقات العربية الإفريقية وقال إنها ستبقى دائماً متميزة لأسباب ساسية وتاريخية .. مضيفاً انه مثلماكان الماضي مشتركاً فإن المستقبل والمصير مشترك كذلك ، في العقود الماضية ناضلنا وكافحنا سوياً ضد الاستعمار والعنصرية . معرباًً عن أمنيته في أن يمثل هذا المؤتمر لبنة أخرى في تعزيز هذا التعاون وتعميقه خدمة لشعوب المنطقة التواقة إلى التقدمة والنمو والسلام .