وتتطرق وثيقة مجموعة الثماني حول التنمية إلى مواضيع عدة بشأن أفريقيا كتحسين مناخ الأعمال والقروض الصغيرة وتسهيل عمليات تحويل الأموال من المهاجرين لتأمين ازدهار بلدانهم الفقيرة . وكانت القمة قد تبنت أمس خطة لتعزيز الإصلاح في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا . ويرى المراقبون أن بيان القمة بشأن مبادرة الشرق الأوسط الكبير اقترب إلى حد ما من الاستجابة لاعتراضات كثير من الدول العربية على النصوص المبدئية للمبادرة بتشديده على الحاجة الملحة إلى إيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي . فقد تعهد قادة الدول الكبرى في العالم بدعم الإصلاح في منطقة الشرق الأوسط إلى جانب دعمهم لجهود التوصل إلى تسوية شاملة ودائمة للصراع العربي الإسرائيلي. واعتبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك أن الديمقراطية لا يمكن أن تفرض من الخارج ويجب أن تكون الأولوية لإنهاء صراعات الشرق الأوسط. واتفقت المجموعة على أن اللجنة الرباعية المؤلفة من الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة وروسيا ستقدم مساعدات عملية منها المساعدة في الانتخابات البلدية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ورغم نجاح الرئيس الأميركي جورج بوش في تمرير تلك الخطة، فإن سعيه إلى إقحام حلف شمال الأطلسي للاضطلاع بدور في العراق اصطدم بمعارضة قوية من فرنسا . فقد أعلن الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحفي أنه لا يعتقد أن مهمة حلف شمال الأطلسي تتطلب التدخل في العراق.. مضيفا أنه سيكون مستعدا لدراسة الفكرة إذا طلبتها الحكومة المؤقتة التي من المقرر أن تتولى مقاليد الحكم في العراق . من جهته رفض رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تدخل الناتو في العراق وعبر عن تحفظاته بشأن مبادرة الإصلاح قائلا إنه يجب مراعاة الظروف الخاصة لكل دولة. كما صادق قادة الدول الصناعية الثماني الكبرى على مجموعة من الإجراءات الرامية إلى منع وقوع أسلحة دمار شامل بأيدي من اسموها بجماعات إرهابية . وحث القادة إيران وكوريا الشمالية على التخلي عن برامجهما لامتلاك أسلحة نووية.. وبينما طالبوا إيران بالتعاون مع وكالة الطاقة النووية الدولية , عبروا عن قلقهم من أن طهران لم تفعل ما يكفي لوقف عمليات تخصيب اليورانيوم , كما أعربوا عن مساندتهم للمباحثات السداسية الرامية إلى تفكيك برنامج بيونغ يانغ النووي . كما دعا زعماء الدول الصناعية الكبرى في العالم إلى تخفيض ديون العراق " لضمان استمرارية اقتصاده وإعادة تعميره وتحوله نحو الديمقراطية ". وبالرغم من أن القادة لم يحددوا أرقاما إلا أن الولاياتالمتحدة تدعو لتخفيض كبير في الديون بما قد يصل إلى أكثر من 50 في المئة , كما ذكر مسؤول بارز في الادارة الامريكية للصحفيين . وقال المسؤول أن ديون العراق تقدر بنحو 130 مليار دولار.. مشيرا الى انه بينما تعتقد الولاياتالمتحدة وكندا واليابان وإيطاليا بأنه يجب تخفيضها بشكل كبير , هناك آخرون في القمة غير مقتنعين بذلك . وتعهد زعماء الدول الثماني بالعمل مع صندوق النقد الدولي ونادي باريس لتطوير خطة التخفيض بنهاية عام 2004 . كما التقى الرئيس الأمريكي جورج بوش مع الرئيس العراقي الجديد غازي الياور لاول مرة في القمة التي تهدف إلى تشجيع التنمية الاقتصادية والاصلاحات الديمقراطية وحقوق المرأة في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا والدول المجاورة. من جهته اعتبر العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني ان التزام زعماء الدول الصناعية الكبرى بالتوصل الى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية وبارساء الاستقرار في العراق يشكل دعما لنجاح الاصلاحات في الشرق الاوسط . وأكد الملك عبدالله الثاني الذي شارك امس في اعمال القمة ان جهود بلاده في الاصلاح تهدف الى بناء دولة عصرية مبنية على احترام وسيادة القانون وتجذير الديمقراطية والعدالة والمساواة . وقال العاهل الأردني ان نجاح المبادرات الدولية لدعم الاصلاح النابع من الداخل مرتبط بشكل اساسي بتحقيق تنمية مستدامة وبتحسين مستوى دخل الفرد وتوفير فرص العمل للشباب الذين يشكلون غالبية شعوب المنطقة .. داعيا الى تبني خطة مارشال جديدة لتنمية وتطوير منطقة الشرق الاوسط . وقد أعرب قادة مجموعة الدول الثمانية عن تقديرهم للموقف الاردني حول عملية الاصلاح والتحديث في المنطقة.. مشيدين بالخطوات التي اتخذتها عمان في مجال الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. 0000000000000000// يتبع