تقوم القاهرة خلال اليومين القادمين بنشاط وتحرك سياسى واسع ومكثف يمتد النشاط من العاصمة المصرية الى طابا ورام الله وتل أبيب والقدس وحتى واشنطن" محور النشاط والتحرك خطة مبارك لاحياء عملية السلام ووضع الخطة موضع التنفيذ. ويبدأ التحرك المصرى بعد غد الاربعاء بزيارة يقوم بها وزير المخابرات المصري عمر سليمان لكل من رام الله - القدس وتل أبيب حيث سيلتقى الوزير سليمان فى رام الله بالرئيس الفلسطينى ياسر عرفات ورئيس وزرائه أحمد قريع وعدد آخر من القيادات والشخصيات الفلسطينية المؤثرة. وفى تل أبيب والقدس يعقد سليمان اجتماعات مع شاءول موفاز وزير الحرب الاسرائيلى ,ومع مدير المخابرات ,ومسئول الامن فى الكيان الصهيوني فضلا عن لقاء مع مدير مكتب شارون.. وقبل أن يتوجه المبعوث المصرى الى فلسطين بعد غد الاربعاء يصل القاهرة غدا الثلاثاء وليم بيرنز وكيل الخارجية الامريكية لاجراء مشاورات مع وزير الخارجية أحمد ماهر والوزير عمر سليمان وعدد آخر من المسئولين المصريين حول نفس الموضوع وهو:احياء عملية السلام من خلال خطة مبارك بأبعادها المختلفة الامنية والسياسية والتنموية واجراءات بناء الثقة التى تتضمنها. ويوم الخميس 24 يونيو الحالى تستقبل مدينة طابا المصرية نشاطا موازيا يصب فى نفس الوعاء ويتحرك فى اتجاه ذات الهدف هناك فى طابا : تبدأ اجتماعات المجموعة الرباعية الدولية المسئولة عن تنفيذ خارطة الطريق والتى تضم ممثلين عن الاممالمتحدة والولايات المتحدةالامريكية وروسيا والاتحاد الاوروبى.. واجتماع طابا للرباعية يمثل امتدادا واستكمالا لاجتماعها الاخير فى واشنطن والذى تم الاتفاق خلاله بين الممثلين الاربعة على ضرورة تشجيع خطة شارون للانسحاب من غزة شريطة أن تكون مقدمة لتنفيذ خارطة الطريق بمراحلها الثلاث وعلى أساس المرجعيات التى بنيت فوقها الخطة. ويعقب هذا النشاط المكثف الذى تشهده القاهرة وطابا ورام الله وتل أبيب نشاط عبر الاطلنطى حيث يتوجه مبعوث للرئيس مبارك رفيع المستوى الى واشنطن ليلتقى بكبار المسئولين الامريكيين ليستكمل التشاور والمباحثات هناك حول أهمية مساندة خطة العمل المصرية من جانب الادارة الامريكية من أجل بعث عملية السلام وتنفيذ خارطة الطريق..خاصة وان المؤشرات الحالية تكشف عن عدم حماس من جانب الادارة فى واشنطن..لدعم جهود السلام التى بادرت بها مصر ويؤيدها فيها طرفا النزاع والاتحاد الاوروبى والاممالمتحدة واليابان وروسيا . وقد أوضح مصدر قريب من هذا التحرك الواسع لوكالة انباء الشرق الاوسط عدم حماس واشنطن بقوله أن ادارة بوش تخشى التورط الان فى هذه العملية مخافة أن تسفر الجهود عن فشل يضاف الى المصاعب التى تواجه الرئيس بوش فى وقت لايفصله عن موعد الانتخابات الرئاسية الا بضعة أشهر قليلة . كما أوضح المصدر.. أن مهمة مبعوث الرئيس مبارك لواشنطن لن تقتصر فقط على مناقشة الموضوع الفلسطينى الاسرائيلى واحياء عملية السلام بل ستتناول أيضا الوضع فى العراق والدور الذى يمكن أن تقوم به مصر والذى بدأته بالفعل بتدريب الكوادر الدبلوماسية والامنية والعسكرية والفنية والادارية فى اطار تمكين الشعب العراقى من أن يمسك زمام أموره بنفسه بأسرع وقت ..خاصة وان القاهرة بصدد استقبال الرئيس العراقى الجديد غازى الياور ورئيس الوزراء اياد علاوى وعدد من المسئولين العراقيين وذلك بعد عودة الرئيس مبارك من رحلة العلاج بالخارج . وكشف مصدر وثيق الصلة بما يجرى -بالنسبة- لملف السلام على الارض الفلسطينية لوكالة أنباء الشرق الأوسط أبعاد وأهداف خطة مبارك فىعدة نقاط أهمها :- أن الخطة لا تستهدف فقط التوصل الى وقف اطلاق نار ملزم بين الفلسطينيين والاسرائيليين ..كما لاتسعى فقط لتسهيل عملية الانسحاب من غزة أحادىالجانب ..انما الخطة أو المشروع المصرى يسعى من البداية وحتى النهاية الى التوصل الى سلام دائم وشامل بين الفلسطينيين والاسرائيليين على قواعد وأحكام خارطة الطريق بمراحلها الثلاث وذلك من خلال :- عودة شريك فلسطينى قادر وفاعل بعد أن جرى تغييبه أو استبعاده طوال السنوات الاربع الاخيرة0 وأنه اذا كانت مبادرة شارون بالانسحاب المنفرد من غزة هى منطلق الحركة -فلا بد وكما ترى القاهرة- من استكمال هذه الخطة ومعالجة نواقصها بحيث تكون المشاركة الفلسطينية موجودة والسلطة جاهزة لتولى مهامها قبل ومع وبعد الانسحاب وأن يكون الانسحاب من غزة كاملا..وجزءا من عملية انسحاب كامل من الضفة . والخطة المصرية لم تغفل وهى تصيغ مشروعها للعمل وللتحرك ضرورة أن يحس الشعب الفلسطينى والمواطن الفلسطينى العادى بنتائج ملموسة لمايجرى الان ويتواصل0 ولهذا أكدت على الا تكون خطة الانسحاب المنفرد من غزة بمثابة فخ أو مناورة تنتهى بأن يصبح القطاع سجنا كبيرا للفلسطينيين سجن معزول عن العالم وعن باقى الاراضى الفلسطينية فى الضفة الغربية التى قد تتحول فى ظل مناورة أو مؤامرة الى كنتونات صغيرة منعزلة ومنقطعة الاوصال0 ولتجنب ذلك تضمنت الخطة المصرية عدة نقاط واجراءات عملية تحول دون ذلك ليس فىالجانب السياسى فقط ولكن أيضا فى الواقع على الارض ومن خلال سرعة العمل من أجل اعادة فتح ميناء غزة بعد اصلاح ما أصابه من تدمير واهمال ..وسرعة تجهيز مطار غزة ليكون صالحا لاستقبال وانطلاق الطائرات بركابها من والى جميع أنحاء العالم . وفى الوقت ذاته اعادة البنى التحتية من طرق وكبارى ومحطات مياه وكهرباء وغيرها فضلا عن فتح الممر الامن بين الضفة والقطاع وتسهيل حركة المواطنين وبعث الحياة من جديد فى كل أوجه النشاط والعمل0 ويستدرك المصدر وثيق الصلة بما يجرى قائلا : ليس هذا تصورا نظريا لما نحب أن يتم وانما الخطة مؤسسة على حقائق مادية فعلية :فقد تحركت القاهرة خلال الفترة السابقة مع مختلف الاطراف سواء الدول المعنية بالصراع والراغبة فى سلام واستقرار المنطقة أو الدول المانحة التى تود المشاركة فى اعادة البناء لمادمرته الالة العسكرية الاسرائيلية خلال سنوات الانتفاضة الاربع الاخيرة. وكذلك المؤسسات الدولية المعنية بالانشاء والتعمير وعلى رأسها البنك الدولى الذى أبدى استعداده لتقديم مليار دولار كل عام لاعادة بناء وتنمية الضفة الغربية وقطاع غزة وقد بعث البنك بالفعل بوفد الى غزة قام بمسح شامل للاوضاع على الارض سواء ما يتعلق بالبنى التحتية والمرافق الاساسية التىتتطلب التدخل والعمل السريع واعادة البناء0 أوسواء ما يتعلق بالاوضاع الاجتماعية وحياة الناس ومايجب عمله وفورا للتنمية السريعة وتلبية الاحتياجات اليومية0 وأوضح المصدر للوكالة ان خطة مبارك راعت كذلك كل الحساسيات التى يمكن أن يثيرها أى من الطرفين .. حيث تتضمن الخطة دورا لقوات متعددة الجنسيات تتولى تأمين مطار غزة ومينائها الى جانب قوات الامن الفلسطينية حتى لاتكون هناك ذريعة لاسرائيل أو لاى طرف بدعوى غياب الامن أو عدم السيطرة على مرافق حساسة كالميناء والمطار وذلك على غرار القوات متعددة الجنسيات فى سيناء . وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط ان الخطة المصرية سوف تتحرك على عدة مراحل :المرحلة الاولى : وتبدأ بالجولة التى يقوم بها الوزير عمر سليمان وتستهدف الاتفاق على الضمانات الكفيلة بتنفيذ الخطة من جانب كل طرف مع التزام صارم بعدم وقوع أى انتهاكات . وتتضمن هذه المرحلة وضع برنامج زمنى لتنفيذ مايتم الاتفاق عليه مع كل طرف ..الى جانب وضع خريطة واضحة ومحددة للتحرك العملىعلى الارض . المرحلة الثانية : وتتضمن البدء فى الانسحاب من غزة وتفكيك المستوطنات بما فيها المستوطنات الثلاث بالضفة الغربية . المرحلة الثالثة :العودة الى مائدة التفاوض بين الطرفين الاسرائيلى والفلسطينى .. وفى اطار تنفيذ خارطة الطريق . وتوقعت الوكاله أن يبدأ التنفيذ العملى سواء بالنسبة لمراحل الخطة او للاجراءات التمهيدية اللازمة لها فى شهر نوفمبر القادم . وعلى هذا الاساس يبدأ الوزير عمر سليمان مناقشاته حول الخطة فى تل أبيب ورام الله بعد غد بهدف التوصل الى صيغة نهائية لها من خلال مايطرحه كل طرف .. الفلسطينى والاسرائيلى من ملاحظات . وبحسب وكالة انباء الشرق الاوسط فأنه فى حال الاتفاق على الشكل النهائى للخطة , فسوف يعلن كل طرف قبوله لها والتزامه ببنودها ..وبعد ذلك مباشرة تبدأ عملية اعادة بناء السلطة الفلسطينية وأجهزتها الامنية وكوادرها الادارية والفنية بحيث تكون شريكا مؤهلا وقادرا للمشاركة فى عملية الانسحاب من غزة والسيطرة الكاملة على الاوضاع الامنية والادارية. كما توقعت الوكاله ان يبدأ الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات اجتماعاته مع زعماء الفصائل الفلسطينية .. استكمالا للجولة التى قام بها رئيس الوزراء الفلسطينى /ابوالعلاء / مع هذه الفصائل واستكمالا للقاءات التى جرت فى غزة مؤخرا فى اطار اللجنة الدائمة للمصالحة الفلسطينية. وبعد ان يستكمل الفلسطينيون مشاوراتهم حول الخطة والاتفاق على اقامة جهاز أمنى موحد .. يأتى رؤساء الفصائل الى القاهرة لاستكمال المشاورات وتأكيد اتفاقهم الكامل على الخطة المصرية. والمتوقع ان تبدأ اجتماعات الفصائل فى القاهرة فى النصف الثانى من شهر يوليو القادم . ووفقا لوكالة انباء الشرق الاوسط فأن القاهرة قد أكدت من خلال اتصالاتها ومشاوراتها مع القيادة الفلسطينية على ان يكون تشكيل قوة الامن والادارة للسلطة الفلسطينية قائما على اساس الكفاءة والقدرة وليس على اساس توزيع / أنصبة / لكل فصيل فلسطينى .. وذلك ليكون الجهاز الامنى الفلسطينى جهازا وطنيا فلسطينيا موحدا وليس تكريسا لانقسامات قائمة بالفعل الان.واكدت القاهرة .. وستؤكد للاسرائيليين .. أن مساهمتها فى هذه الخطة انما هى من أجل تحقيق سلام شامل ومن أجل تمهيد الطريق لتنفيذ كامل وأمين لخارطة الطريق وليس تكريسا لاحتلال أو عزل غزة وتحويلها الى سجن كبير .. وأن الانسحاب من القطاع هو بداية لانسحاب كامل .كما أوضحت القاهرة .. فى هذا الاطار .. ان تدريب الكوادر الامنية والفنية والادارية الفلسطينية الذى ستقوم بها مصر لن يشمل فقط قوات الامن الفلسطينى فى غزة .. ولكنه سيشمل كذلك قوات الامن فى الضفة بهدف تشكيل جهاز أمن فلسطينى كامل وموحد.والمتوقع ان يصل حجم قوات الامن الفلسطينية المدربة الى ثلاثين الف عنصر .. وأن تستمر عمليات التدريب والتأهيل على مدى ستة اشهر كاملة. وفى هذا الاطار , تلقت القاهرة ردودا ايجابية عديدة من مجموعة من الدول المانحة التى أبدت استعدادها لتقديم الاموال والمعدات والخبراء لتجهيز قوة الامن الفلسطينية والكوادر الادارية العليا اللازمة من أجل اعادة بناء السلطة الفلسطينية التى حاولت اسرائيل تدميرها طوال السنوات الاربع الاخيرة.. ولكى تصبح شريكا فاعلا على الارض سواء بالنسبة للمشاركة فى عمليات الانسحاب من غزة وتولى المسئولية بعد هذا الانسحاب .. ثم الدخول فى مرحلة التفاوض وتنفيذ خارطة الطريق ..