أغسطس 2004م (سبأ)- بعد 17 يوما من المنافسات بين أكثر من عشرة آلاف رياضي من 202 دولة، أسدل الستار على فعاليات الدورة الأولمبية الخامسة والعشرين التي استضافتها العاصمة اليونانية أثينا في الفترة من 13 إلى 29 أغسطس الجاري. حيث استضاف الملعب الأولمبي الرئيسي في أثينا حفل الختام تحت ضوء القمر الليله الماضيه في حضور نحو 75 ألف متفرج إضافة إلى الملايين الذين شاهدوا فقرات الحفل أمام شاشات التلفزيون. وقد اكتسى الحفل لمسة تراثية يونانية خاصة أن الأولمبياد أقيم في أثينا مهد الألعاب الأولمبية قديما وحديثا، بعد 108 أعوام من الغياب منذ أقيمت أول دورة أولمبية حديثة بأثينا عام 1896، حيث تحولت أرض الملعب إلى ما يشبه حقلا من القمح في موسم الحصاد، فضلا عن لوحات فنية شارك فيها عشرات المطربين اليونانيين المشاهير على أنغام الموسيقى الشعبية اليونانية. وقد اختلطت الألعاب النارية مع عشرات الآلاف من البالونات التي هبطت علىأرض الملعب في مشهد بهيج، بينما دخل حاملو أعلام الدول المشاركة ولاعبون من جميع الدول دون التقيد في دخولهم بترتيب الجنسيات على عكس ما حدث في حفل الافتتاح. ووجه البلجيكي جاك روغ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية كلمة امتدح فيها تنظيم اليونان للأولمبياد، كما أشاد بعملية تأمين الدورة التي كانت الأكبر في التاريخ حيث تكلفت مبالغ طائلة وشارك فيها رجال أمن يفوق عددهم سبعة أضعاف الرياضيين المشاركين. ودعا روغ شباب العالم للتجمع مجددا بعد أربعة أعوام في العاصمة الصينية بكينالتي ستنظم الألعاب الأولمبية السادسة والعشرين، بينما تسلم عمدة المدينة وانغ كيشان العلم الأولمبي من عمدة أثينا دورا باكويانيس. أما جيانا أنجيلوبولوس رئيسة اللجنة المنظمة للدورة فقالت إن الألعاب الأولمبية عادت إلى موطنها حيث أظهر اليونانيون للعالم أن بوسعهم القيام بأعمال عظيمة. وقد عززت المكاسب المادية والمعنوية الهائلة التي جنتها وماتزال تجنيها اليونان من جراء دورة الألعاب الأولمبية بأثينا الحرب الخفية بين العديد من العواصم الأوروبية والأمريكية لزيادة فرصتها لاستضافة أولمبيادعام 2012م. ويرى محللون اقتصاديون أمريكيون وأوروبيون أن استضافة الدورات الأولمبيةأضحت صناعة رابحة للدول في ضوء المكاسب السياسية والاقتصادية والسياحية التي تحصل عليها الدول المضيفة. وأوضح المحلل الاقتصادي جاسبر بركنز أن التنظيم الرائع لأولمبياد أثينا عزز المنافسة الشرسة من جانب باريس ومدريد ولندن وموسكو ونيويورك للحصول على موافقة اللجنة الأولمبية الدولية لتنظيم أولمبياد 2012 م. وأضاف أن تزايد تكاليف دورة أثينا تجاوزت ثمانية مليارات دولار رغم التقديرات الأولية للحكومة اليونانية التي حددتها بنحو 3ر3 مليار دولار دفعت اللجنة الأولمبية الدولية الى التأكيد على أن ترجيح كفة المتنافسين لاستضافة أولمبياد 2012 سوف يتوقف على التكلفة الى جانب البنية التحتية القوية. وتسعى المدن الخمس المرشحة لاستضافة أولمبياد عام 2012 الى اظهار امكانياتها التنظيمية والاقتصادية الهائلة أمام اللجنة الأولمبية الدولية التي سوف تعد تقريرها المبدئي عن امكانيات كل مدينة بحلول الثامن عشر من مايو القادم والذي سوف يسهم الى حد كبير فى اختيار المدينة التي سوف تنال شرف تنظيم الأولمبياد خلال اجتماع يعقد في السادس من يوليو 2005م. ويرى محللون اقتصاديون ورياضيون أن فرصة استضافة باريس لأولمبياد 2012 تتزايد نتيجة البنية التحتية القوية والمنشآت الرياضية الجاهزة ولاسيما الملاعب التي أنشأتها وجهزتها الحكومة الفرنسية لاستضافة مباريات كأس العالم لكرة القدم عام 1998 والتي فازت به فرنسا بعد تغلبها على المنتخب البرازيلي في المباراة النهائية بثلاثة أهداف نظيفة. وأوضح فيليب بوديون رئيس اللجنة الفرنسية المعنية بالاستعدادات لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2012 أن باريس تمتلك مقومات هائلة تعزز فرصتها في استضافة أولمبياد 2012 م00مشيرا الى أن الامكانيات المادية لباريس تفوق امكانيات المدن المنافسة لها. ويعتقد بعض المحللين الاقتصاديين والرياضيين أن اتجاه اللجنة الأولمبية الدولية الى خفض تكاليف استضافة الأولمبياد يمثل زخما قويا لباريس التي تمتلك بنية تحتية رياضية وشبكة طرق متكاملة. ويوجد بالعاصمة الفرنسية التي استضافت دورة الألعاب الأولمبية عام 1924 استادا رياضيا ضخما يتسع لنحو 80 الف مشاهد بالاضافة الى مطار كبير يربط فرنسا بكافة مدن العالم بسهولة ويسر. ويبلغ عدد الزائرين للعاصمة الفرنسية حوالي 45 مليون شخص في العام معظمهم من السائحين نتيجة تمتعها بالامن وشهرتها كمركز عالمى للموضة والجمال . وحصلت باريس على أعلى الدرجات من اللجنة الأولمبية الدولية فيما يتعلق بالاحتياطاتالأمنية واجراءات تأمين الأحداث الرياضية الهامة .وتسعى باريس الى حشد عدد كبير من المؤسسات الخاصة لتمويل عملية استضافة أولمبياد 2012 حيث تضمنت قائمة الرعاة مؤسسات ضخمة منها مؤسسة ليجارديه الاعلامية وكريدت اجريكول بنك وسلاسل فنادق أكور والتي تبرعت بنحو 11 مليون دولار من اجمالي الميزانية التسويقية لحملة باريس من أجل استضافة الأولمبياد والبالغ حجمها 3ر33 مليون دولار. ويشير مسئولو الملف الفرنسي الى أن لندن هي المنافس الرئيسي لباريس في عملية استضافة الأولمبياد إلا أن امكانيات باريس هي الأفضل. ورغم الاشادة الأوروبية والدولية بالتنظيم الرائع لأولمبياد أثينا تخشى اليونان من احتمال تعرضها لعقوبات مالية من جانب المفوضية الاوروبية بسبب زيادة عجز الموازنة الى حوالى اربعة في المائة من جراء ارتفاع فاتورة استضافة الدورة الاوليمبية. وأوضح وزير المالية اليونانى بتروس دوكاس ان التكلفة الاجمالية لدورة الالعاب الاوليمبية في اثينا سوف تزيد الى حوالى سبعة مليارات يورو / 4ر8 مليار دولار/ خلافا لتوقعات سابقة للحكومة اليونانية بان التكلفة لن تزيد عن 6ر4 ملياريورو 00مشيرا الى ان رغبة الحكومة اليونانية فى الاسراع بوتيرة العمل فى اقامة المنشات الرياضية قبل افتتاح الدورة الاوليمبية دفعت الشركات والمقاولين المعنيين إلى زيادة عدد ساعات العمل والعمال وهو ما أدى الى تضاعف التكاليف . وأضاف ان اليونان حاولت خفض الانفاق فى بعض البنود المتصلة بالدورة الاوليمبية الا ان العجز فى الموازنة ارتفع لان هناك بنودا لا يمكن خفض الإنفاق فيها كالاجور والمعاشات . سبأ - وكالات