سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المؤتمر العاشر للتنظيم الناصري .. الولاية الثالثة للامين العام محل جدل أعضاء التنظيم .. خلافات حول استقالات الأعضاء من اللجنة المركزية .. محللون يطالبون التنظيم باللامركزية والديمقراطية
يعقد التنظيم الوحدوي الناصري غدا الأربعاء مؤتمره العاشر في العاصمة اليمنية صنعاء، ويكتسب المؤتمر أهمية كونه أول مؤتمر ينعقد عقب دخول التنظيم الوحدوي الناصري في تكتل أحزاب المعارضة (اللقاء المشترك)، كما إن القضية الأبرز في المؤتمر ترميم الوضع الداخلي للحزب، خصوصا وان أكثر من ستة أعضاء في اللجنة المركزية قدموا استقالتهم خلال الفترة الماضية، كما اتخذت اللجنة المركزية قرارا سابقا بتجميد الأمين العام المساعد للتنظيم على سيف حسن. التنظيم الناصري رفع شعار "تطوير أساليب العمل التنظيمي" وهو بهذا يوجه اهتمامه الرئيسي نحو الوضع الداخلي قبل أي قضية أخرى، الكاتب والمحلل السياسي محمد الصبري يفسر ذلك بان التنظيم الشعبي الناصري ربما أكثر الأحزاب اليمنية التي حدث فيها نقاش حول الوضع الداخلي للحزب، وترتب عليه استقالة عدد من أعضاء اللجنة المركزية، ويضيف الكاتب الناصري ل سبانت: الحراك الداخلي الساخن الذي شهده الحزب أعطى مؤشر لدى قيادة التنظيم بوجود مشكلة داخلية تحتاج إلى اهتمام شديد. وتتضارب الأقوال حول أحقية الأمين العام الحالي للتنظيم عبدالملك المخلافي في الترشح لولاية ثالثة ، يقول عبد القدوس المضواحي عضو اللجنة المركزية للتنظيم الشعبي الناصري:" أوجدنا نص يحدد فترة ولاية الأمين العام بفترتين فقط" ، مؤكدا بان النظام لا يسمح للامين العام الحالي بالترشح، ويختلف معه سلطان العتواني رئيس الدائرة السياسية فيقول:" لا يوجد نص في النظام الداخلي يؤكد أن هناك فترتين للامين العام، و كان ذلك المقترح ضمن التعديلات المقدمة إلى المؤتمر العام التاسع للتنظيم، لكن لم يتم إقرارها " . وأكد أن تلك المقترحات ستقدم إلى المؤتمر الحالي وفي حال إقرارها سيبدأ العمل بها من الدورة القادمة، وهو ما يجعل من حق الأمين العام الحالي الذي تولى الأمانة العامة فترتين الترشح لولاية ثالثة . المضواحي قال:" نحن حريصون في كل دورة انتخابية أن يكون هناك أمين عام جديد، باستثناء الدورتين السابقتين لهذا المؤتمر. وتؤكد مصادر في التنظيم الناصري أن الأمين العام الحالي عبدالملك المخلافي لن يترشح لمنصب الأمين العام للفترة المقبلة. * قضايا عبد القدوس المضواحي عضو اللجنة المركزية للتنظيم الناصري قال :"إن المؤتمر العاشر سيقف أمام جملة من القضايا أهمها التقرير العام والتقرير السياسي حول الأحداث والإشكالات التي مر بها التنظيم، وكيف تمت معالجتها؟ إضافة إلى الحساب الختامي . ويرى ان التقرير السياسي هو الأهم في المؤتمر حيث سيتطرق للأوضاع السياسية والاقتصادية والتطورات التي حدثت على المستوى المحلي والعربي خصوصا العراق وفلسطين، والضغوط التي تمارس على سوريا ولبنان . ومن جانبه يركز النائب الناصري ورئيس الدائرة السياسية سلطان العتواني على مشروع التعديلات المقترحة في النظام الداخلي للحزب، ويقول: سوف نقيم نشاط التنظيم في الفترة الماضية، والمستقبل التنظيمي وعلاقته بالقوى السياسية المختلفة . ويؤكد العتواني والمضواحي ان المؤتمر سيناقش التجميد الذي تعرض له بعض أعضاء التنظيم، وكذلك الاستقالات المقدمة إلى اللجنة المركزية، يقول عبد القدوس المضواحي :" ستعرض القرارات التي اتخذت بحق الإخوة الذين جمد نشاطهم من قبل الحزب أو جمدوا نشاطهم ". الا أن رئيس الدائرة السياسية للتنظيم ينفي أن تكون اللجنة المركزية قد بتت في تجميد أي فرد، وقال:" التجميد تم من قبل الأعضاء أنفسهم، واللجنة المركزية أحالت ذلك إلى المؤتمر العام " . ويكتسب المؤتمر العاشر أهمية خاصة في نظر عبد القدوس المضواحي " لان مشروع التعديلات على النظام الداخلي تسعى للفصل بين الهيئات، وإذا ما أقرت فهي تجربة جديدة يخوضها التنظيم" وحول طبيعة تلك التعديلات يقول: " نحاول استحداث هيئة تدير اللجنة المركزية للتنظيم( سكرتارية خاصة)" بديلا للوضع الحالي حيث تقوم بإدارة اللجنة المركزية الأمانة العامة، وهو ما آثار كثير من النزاعات الداخلية في الحزب، ويأتي هذا الإجراء ، كما يقول المضواحي " لكي تتحول اللجنة المركزية إلى مرجعية حقيقية في حال حدوث خلاف بين اللجنة المركزية وبين الأمانة العامة، إضافة إلى إنشاء هيئة قضائية مستقلة لفض النزاعات بين أعضاء التنظيم، ومحاولة ضغط الهيكل التنظيمي بحيث تبدأ المؤتمرات من الفروع والمراكز والمحافظات . علما بان النظام الداخلي للتنظيم وضع عام 1990، و كانت الرؤى حينها كما يقول محمد الصبري متأثرة بفترة العمل السري . * المؤسسية الغائبة ! غياب المؤسسية داخل الأحزاب احد المشاكل الداخلية التي تحدث حالة من التشظي وتدفع الكوادر إلى الهروب من أحزابهم أو الانزواء وتبدو هذه الإشكالية في التنظيم الناصري أكثر بروزا، يقول الكاتب والمحلل السياسي محمد الصبري : "إنها تشكل ظاهرة في التنظيم الناصري ويعيد ذلك إلى حداثة العمل العلني للأحزاب السياسية، خلقت مشكلة في ادوار الأشخاص وادوار المؤسسات القيادية " . الصبري يعترف ان قلة هي التي تسيطر على صناعة القرار في الأحزاب السياسية، إضافة إلى عدم الوضوح في أسلوب التعامل مع تلك القيادية هل على أساس التاريخ النضالي؟ أم اللوائح والداخلية؟ وتمنى أن يكون تعديل النظام الداخلي للناصري لصالح التعامل وفق اللوائح الداخلية . ويطرح بعض أعضاء اللجنة المركزية للتنظيم أن هناك فئة معينة هي من تمسك بزمام الأمور في التنظيم ، وهو ما يجعل المطالبة بالشفافية وأتباع الحزب للإجراءات المؤسسية في إدارة شؤونه أكثر إلحاحا من أي وقت مضي، ويشير الصبري إلى أن التعديلات التي تجري لأول مرة على النظام الداخلي تستهدف حل بعض المشكلات الخاصة بالإدارة التنظيمية والإدارة السياسية وحل الخلافات الداخلية، وقد حاولنا الاتصال بالعديد من أعضاء اللجنة المركزية فرفضوا الحديث مفضلين أثارت القضايا في المؤتمر القادم. * تطلعات ويتطلع محمد الصبري أن يشكل المؤتمر العاشر إضافة جديدة لتقوية العمل التنظيمي، وتقوية التجربة الديمقراطية الوليدة في اليمن عن طريق تقوية أحزاب المعارضة، كما أتطلع أن يضيف تطويرا إلى مبادئ الديمقراطية الداخلية ويعزز الحوار الداخلي بين أعضاء التنظيم، ويضعه أمام برنامج سياسي للمستقبل يتوافق مع إمكانياته وظروف البلد. وأشار إلى أن انعقاد الدورات الانتخابية تكاد تكون مهمة كبيرة لأنها تضع الأحزاب أمام قضايا واسعة منها انتخابات قيادات جديدة. وطالب الصبري الدولة والمجتمع بدعم حقيقي لأحزاب المعارضة، لان الأحزاب قد تدخل مرحلة لا تكون متوافقة مع المتطلبات نحو مستقبل أفضل للتعددية في ظل اختناق اقتصادي وسياسي عام. طارق الشامي رئيس دائرة الإعلام والثقافة في المؤتمر الشعبي العام قال: ان على التنظيم الناصري ان يقف وقفة تقييمية لأداء الحزب خلال الفترة الماضية، ودراسة جوانب القصور سواء في الأداء الداخلي للتنظيم او أداءه السياسي. ودعا التنظيم الشعبي الناصري إلى اعتماد آلية اللامركزية التنظيمية والابتعاد عن احتكار القيادة للقرار على حساب المشاركة الواسعة من قبل الفروع والأعضاء ، و الاستفادة من الأجواء العامة ومواكبة التطورات الجارية على مستوى المؤسسات الرسمية، فالجميع يعلم أن آلية عمل السلطة اتجهت نحو اللامركزية على مستوى المحافظات والمديريات، و أصبحت المجالس المحلية المنتخبة تقوم بعملية التخطيط والتنفيذ واتخاذ القرارات المتعلقة بالشأن العام في إطار المحافظات. المحلل السياسي سعيد ثابت سعيد أشار إلى ضرورة أن يخرج المؤتمر العاشر للتنظيم الشعبي الناصري بقرارات تصب في تقوية صفوف المعارضة وتجسيد روح المسئولية والمصير المشترك بين الناصريين وبقية أحزاب المعارضة في اللقاء المشترك . ونبه إلى تجسيد الوحدة التنظيمية داخل التنظيم والخروج بموقف تنظيمي واحد يفوت الفرص على كل المتربصين بالقوى الوطنية والسلمية لشقها بهدف إضعافها وتفتيتها . وطالب سعيد ثابت وكيل نقابة الصحفيين اليمنيين التنظيم الناصري بتغيير الآليات والوسائل التنظيمية ومفردات الخطاب بما يتناسب مع المرحلة الراهنة، وان تعزز التعديلات المزمع إجراءها في النظام الداخلي المؤسسية والديمقراطية والانفتاح. ويتفق سعيد ثابت وطارق الشامي على أهمية رفد الحزب بقيادات شبابية جديدة " تتجاوز ارث الماضي في الصراعات ومنطلقة نحو المستقبل ليكون التنظيم لبنة قوية في إطار المعارضة" حسب وصف ثابت، ويضيف الشامي على ذلك : ولابد ان يتم تغليب مصلحة الوطن أولا ثم مصلحة التنظيم في إعداد وإقرار برنامج التنظيم. وأكد ثابت: أن المؤتمر يأتي في ظل متغيرات محلية وإقليمية ودولية أتمنى من الإخوة في التنظيم الناصري أن يستوعبوها ، ويضيف : اعتقد ان التنظيم كما عهدناه سيفاجئ الرأى العام بقرارات تمتن وترسخ صفوف المعارضة وتقوي من أداء التنظيم مع أحزاب المشترك في المرحلة القادمة. سبانت