تنوعت قنوات الأغاني بتنوع مسمياتها والتي ظهرت مؤخرا في القنوات الفضائية وجذبت انظار الشباب بغموض كلماتها وغرابة تصويرها ..ليعكف جيل بأكمله يترقب جديد هذه القنوات التي لم يعد ارتباط الشباب بها لمجرد مشاهدة اغاني هابطة وإنما رسائل ال SMS التي يرسلها المشاهد عبر الجوال الى هذه القنوات زادت من تعلق الشباب بها واصبحت وسيلة للمحادثة وبث التعليقات السخيفة وإضحاك الآخرين تارة .. والسب والشتم تارة أخرى حتى وصلت الرسائل التي يرسلها الشباب اليمني شهريا عبر شبكتي gsm...المحليتين ما يزيد عن مائتي ألف رسالة شهريا . المحرج والغريب ارتباط اميرة ذات الخامسة عشر ربيعا بقنوات الاغاني ارتباطا غير عادي واختلافها مع والدتها سببه الرئيسي جلوسها امام شاشة الفضائيات واميرة طالبة الاول الثانوي لا تشاهد مسلسلات او برامج تلفزيونية منوعة بل تظل غارقة بين قنوات النجوم وروتانا والميوزك والدريم وغيرها من القنوات التي عددتها ولم نذكر سوى البعض منها ...وتحب مشاهدة جديد هذه القنوات وان كانت معظم هذه الاغاني تافهة ولا معنى لكلماتها فغرابة التصوير وجمال لقطات الاغنية سبب كاف للمتابعة كما اوضحت اميرة .. واثناء حديثنا معها شاركتنا والدتها الحديث بنبرة حزينة قائلة // ان محاولتها لمنع ابنتها من الجلوس امام التلفاز وحرمانها من مشاهدة هذه القنوات باءت جميعها بالفشل واصرارها من خلال اساليبها المختلفة في الهروب الى غرفة الدش افقدها الامل في اصلاح حال ابنتها . اما بالنسبة لامل التي لم تكمل تعليمها الثانوي فهي تصف البرامج التلفزيونية في الفضائيات بكافة انواعها بالممله لذلك هي تلجأ لقنوات الاغاني باعتبارها الوحيدة التي تظهر الجديد وان كان غريبا احيانا ... ومحرجا احيانا كثيرة .. ام صخر لم تكن تتوقع ان ولع ابنتيها بقنوات الميوزك سيجبرهما على وضع التلفاز في المطبخ ومتابعة جديد هذه القنوات اثناء تجهيز وجبات الطعام كما ان سمر وليالي فضلا الجلوس في المنزل بعد تخرجهما من الثانوية رغم عرض والدتهما للالتحاق في المعاهد التعليمية لدراسة اللغة الانجليزية والكمبيوتر إلا ان كفة نانسي ومروى وفضل شاكر وغيرهم من الفنانين كانت هي الراجحة على حد تعبير احداهما . اهانة قصيرة لم يكتفي الشباب بجلوسهم تحت شاشات التلفاز وتجميد انظارهم الى كل ماهو جميل وقبيح بل فتح الجميع على نفسه نار الرسائل القصيرة رسائل SMS التي تحمل في مضمونها الكثير من الكلمات الرقيقة والرومانسية كما انها لاتخلو من البذاءة والتفاهة والتجريح في اغلب الاوقات ..كان لنا في هذا الاستطلاع وقفة مع اصحاب الرسائل القصيرة وبدايتها مع وليد/ 25عاما / الذي لم تقنعه مشاهدة الاغاني دون المشاركة والتعرف على عددا من الاصدقاء عبر الرسائل القصيرة والتي تجذب وليد وترغمه للجلوس فترات اطول لطرح الفكاهات والتعليقات المضحكة كما يقول . كما تؤكد لنا اجلال /موظفة / ان كرت تلفونها الجوال الذي تقوم بشراءه كل اسبوعين لا تستخدمه للمكالمات التلفونية إلا في النادر وتذهب وحداته للمشاركة في الرسائل القصيرة التي تظهر على شريط الرسائل في عددا من القنوات الغنائية والسبب ان بعض الرسائل المعروضه استفزازية تجبرها على الرد والمشاركة . لا يختلف وضع ابراهيم /22عاما / عن اجلال فهو كما تقول شقيقته (مولعي طرب ) ابراهيم اغلق محله الصغير الذي كان يقضي معظم اوقات فراغه فيه لاصلاح عددا من الاجهزة الالكترونية بعد ان جذبته عددا من القنوات الغنائية العربية والاجنبية ليقبع تحت التلفاز يطلب اغانيه المفضله عبر رسائل SMS . وهكذا تتفاوت اراء وطلبات الشباب العاكفين على كتابة هذه الرسائل التي يوضح الموظف المختص في شركة جهاز ال جي اس ام في اليمن ان رسائل SMSتصل الى مائة وخمسة واربعين الف رسالة شهريا فيما يعلن موظف الشركة الاخرى ان هذه الرسائل تصل في شركته الى خمسة واربعين الف رسالة شهريا والواصلة الى قنوات فضائية متنوعة . سموم الدش الغريب ان هناك كثير من ارباب الاسر لا علم لهم بما تبثه هذه القنوات من سموم لابنائهم لان البعض منهم يقتصر على شراء جهاز الستلايت ولا يكلف نفسه بالاشراف على ما يحمله هذا الجهاز . محمد عبد الرحمن في القعد الخامس من عمره اعلن رفضه التام لدخول الدش الى منزله لكن رغبة افراد اسرته الجامحه في اقتناء هذا الجهاز اجبرتهم بالتحايل على الوالد الذي يقضي اغلب وقته في مكان عمله فبادر احد الاولاد بشراء جهاز الاستقبال ووضعه تحت التلفاز وتغطيته محاولين اقناعه بأنه جهاز فيديو اما بالنسبة للصحن فقد تم وضعه على سطح منزل جاره . وفؤاد الأب لثلاثة أطفال والمقيم في منزل والده الرافض تمام دخول آلة الكفر الى بيته كما يسميها لا يعرف ان فؤاد ابنه الكبير قد ادخلها ويتلذذ بسماع والده يهاجم جارهم الذي يضع طبقين على سطح منزله دون ان يعلم ان الطبق الأخر في سطح الجار ما هو الا صحن ابنه فؤاد الذي يخفي جهاز الاستقبال تحت قواره صوفيه في غرفة نومه ليتمتع بمتابعة الستلايت مع زوجته يوميا دون علم الأب بل وحتى تبادل الرسائل عبر قنوات الاغاني مع زوجته وصديقه في المنزل المجاور ام عصام /ام لخمسة ابناء / تقول ان الجهاز الرقمي لن يدخل منزلها واكتفت بعربسات الذي لم تسلم معظم قنواته من التشفير رغم قلتها وتقول ان الجهاز الرقمي لن يدخل بيتها لانها استاءت كثيرا من برامجه وقنواته وخاصة الغنائية منها عندما ذهبت لزيارة احدى جاراتها واثارت ساعة المشاهدة حفيظة ام عصام لتلك القنوات التي علقت بأنها خاصة (لتخريب الشباب ) وابعادهم عن العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية التي تحدث على الساحة وتؤكد انها اطرت وحصرت تفكيرهم بين جنون الاغنية واحرف الرسالة . فرصة للتعبير عن الكبت هكذا يرى الباحث محمد كامل الذي يعد دراسة حديثه عن الرسائل الخاصة بقنوات الاغاني والخاصة GSM فتحليله الأولي للرسائل يقول ان الكبت الجنسي والفراغ العاطفي والعملي (البطالة) والبحث عن المتعه والتسلية والهروب من الواقع الاجتماعي والسياسي الذي يعيشه المجتمع العربي والمسلم هي من ابرز الدوافع لدى الشباب لممارسة مثل هذا الطور الجديد من الوسائل الاتصالية الحديثه في غير محلها بل والعيش في وهم انهم يمارسون هوايات جديدة مفيده فيما هم في اغلب الاحيان أي الشباب العربي وهواة الرسائل يعيشون وهما الكترونيا قد يزج بهم في مشاكل نفسية خطيرة مستقبلا أبرزها فقدان السلام النفسي مع الذات . رسالة قصيرة واخيرة تعلقت انظار الشباب على كلمات غريبة لا تحمل للحب والعشق معنى وعروض جريئة تجرد اصحابها من الحياء ومؤسسات انتاج همها الوحيد هو الترويج والعائد المادي المربح اما الضحية فهي جثث يانعة تخشبت امام هذه القنوات تحاول جاهدة كسب عددا من الاصدقاء عبر كلمات ناعمة وخسارة البقية بكلمات جارحة تخدش حياء قارئها والعياذ بالله . سبا