عندما تقع الكوارث الطبيعية ، لا يمكن لأحد فعل شي عدى حصر الأضرار ، وحساب أعداد الضحايا .. أما قبل وقوعها فان بالإمكان على الأقل محاولة التقليل من خسائرها المدمرة . ورغم تفاوت أضرار وخسائر مياه الأمطار والسيول حسب مستواها في مختلف مناطق اليمن ، ومراوحتها على الأضرار المادية حتى الان ، إلا ان مخاوف من إحداثها لكارثة محتملة أخذت تتزايد لدى سكان منطقة بنى الحارث بعد أن بدأت بوادر سيل جارف مرتقب تلوح في الأفق. يقول أهالي قريتي بني الشعوبي وبيت خيران : ليس هذا هو السيل الذي نخاف منه ، ما هذا سوى النصف ، نحن نخاف مما هو قادم . قبل نحو أربع سنوات ، حلت الكارثة بالقريتين والقرى المجاورة ، حينما داهمها سيل جارف ، أخذ معه الآليات والممتلكات من المركبات والجرافات ، ومئات المواشي والأغنام والحيوانات ، ودمر مئات الهكتارات الزراعية على مسافة اكثر من سبعة كيلو متر ابتدأ من قرية السر في بني حشيش شمال شرق العاصمة صنعاء مرورا بقرى ومناطق بني الحارث باتجاه الشمال الغربي . ما خلفه سيل " السر" الجارف كما هو متعارف عليه عند السكان من خسائر مادية كانت بالحجم الذي لا يمكن معه تقديرها عكس ما هو الحال بتقدير عرض مجراه الذي يتراوح من (3-4) كيلو متر تقريبا، وكأنه يتحول الى مخلوق متوحش يقتلع الأشجار ويجرف كل ما أمامه مهما بلغ حجمه. ويبدو أن السيل الذي وقع مؤخرا على المنطقة انما جاء ليعيد للأذهان تفاصيل تلك الكارثة خاصة وقد تسبب في جرف وتدمير أكثر من الف لبنة زراعية ،وقتل إعداد كبيرة من رؤوس المواشي في نحو أربعين منزل عابثا بالمساحات الزراعية . يذهب الأهالي لإطلاع (سبأنت) التي زارت المنطقة على حجم ما ألحقه السيل من أضرار بمزارعهم ومساكنهم ومعظمها مساكن شعبية من الطين و" البلك " .. بينما يبدو بحسب الأهالي انه لم يسبق لهم ان تخوفوا من قدوم السيل أكثر من أي وقت مضى مثلما هو تخوفهم هذا العام . يتفق السكان المحليين مع محمد الشعوبي من أبناء المنطقة في ان الإشكالية تتلخص في مشروع طريق بيت خيران الغراس الذي نفذته وزارة الأشغال العامة في المنطقة مؤخرا ، والذي شكل حاجزا لمنع مرور السيل في مجراه الطبيعي المعروف منذ القدم ، وافتقاد الطريق الذي يرتفع نحو مترين عن سطح الأرض لمصارف مياة السيل الواسعة والكافية (العبارات ) التي من شأنها صرف المياه عن مساكنهم ومزارعهم الى الجهة المقابلة من الطريق الإسفلتي. غير أن سكان الجهة المقابلة يشكون هم الآخرون من أضرار السيل الذي الحق إضرار بهم لا تقل عنها في الجهة المواجهة لمجرى السيل ..وهو الأمر الذي يدعو إلى إعادة نظر في مجرى السيل بحيث يجنب الأهالي كارثة خطر محتمل ويمكنهم من الاستفادة من مخرجات مياه الأمطار في ري مزارعهم. سبأنت