قال الدكتور ابو بكر القربي وزير الخارجية ان المشاركين في المؤتمر الاسلامي لوزراء الخارجية يدركون اننا لم نعد بحاجة الى مزيد من القرارات فأدراجنا مليئة بها، بل بحاجة الى ارادة سياسية تهيأ الامكانات لمنظمة المؤتمر الاسلامي للقيام بمسئولياتها ودورها في هذه الظروف الدولية الصعبة والمعقدة. موضحا–في مؤتمر صحفي عقده مساء امس قبيل انعقاد الدورة ال32 للمؤتمر الاسلامي لوزراء الخارجية الذي سيبدأ الثلاثاء- ان المؤتمر يأتي للدفع بالعمل الاسلامي المشترك، وجعل منظمة المؤتمر الاسلامي قادرة على تمثيل الدول الاسلامية في خضم التحولات الخطيرة في العالم التي نقف فيها كمسلمين متهمون بالتطرف والارهاب، ولان الاخرين لا يريدون ان يسمعوا الى صوت الاسلام المعتدل. منوهاالى حرص القيادة اليمنية على عقد المؤتمر في صنعاء، رغبة من اليمن في الدفع بالعمل الاسلامي المشترك لتوحيد الجهود ومواجهة التحديات، وأيضا لما لليمن من مكانة خاصة في قلوب المسلمين. وقال القربي، نأمل أن نقف في هذا المؤتمر وقفة جادة مع النفس لاعادة النظر في اسلوب عملنا دول اسلامية، وتعاملنا مع الاحداث وتشخيص الخلل الذي تعانيه دولنا.. مشيرا الى ان المؤتمر سيناقش وثيقة اعدتها لجنة من 16 شخصية اسلامية ذات مكانة- انبثقت هذه اللجنة بناء على مقترح الرئيس الباكستاني برويز مشرف لقمة بوتراجايا في اكتوبر 2003 بماليزيا قبل عامين-.. موضحا ان الهدف منها النظر بعمق وحيادية ومسئولية الى الاختلالات التي تعاني منها الدول والشعوب الاسلامية. واضاف ان اللجنة طرحت عديد قضايا بشكل صريح ربما تجد الحكومات بعض الحرج عند مناقشتها، وقال" ان الوثيقة تمثل رؤية للامة الاسلامية وللمنظمة واذا ما خرجنا بتوصيات فاعلة فيمكن أن نهيأ المعالجات للاختلالات التي نعاني منها". وأوضح وزير الخارجية ان من اهم نقاط الوثيقة مناقشة تحديات القرن ال21 التي يواجهها المسلمون، وايجاد سياسات وبرامج لتسويق الاعتدال المستنير، واصلاح مجلس الامن.. داعيا القمة الاسلامية المقرر انعقادها نهاية العام الجاري في المملكة العربية السعودية الى تبني هذه الوثيقة والاسهام في ترجمة اهدافها ورؤاها الى الية عمل تمكن الدول من تحقيقها. ونوه القربي الى المشاركة الكبيرة في المؤتمر حيث سيحضر 56 دولة من عدد الاعضاء ال57، و35 وزير خارجية، و7 وزراء في مجالات اخرى، وكذا ممثلي المسلمين في الدول غير الاسلامية.. لافتا الى ان المنظمة حريصة على ان يأخذ هؤلاء حقوقهم في دولهم وان يعاملوا كمواطنين، كما سيبحث المؤتمر كيفية تمتعهم بحقوقهم وحرياتهم الدينية والا يستبعدوا ويمارس أي تمييز ضدهم بسبب ديانتهم. من جانبه أشاد البروفيسور أكمل الدين احسان اغلو –أمين عام منظمة المؤتمر الاسلامي- بدور اليمن في العمل الاسلامي وخدمة الاسلام وقضايا الامة منذ البعثة المحمدية، وبالخطوات الديمقراطية التي تشهدها الجمهورية اليمنية، وقال"على من يريد من أن تأتي رياح التغيير ثمارها في المنطقة أن ينظر الى هذه التجرية بعين الاعتبار". مشددا على ضرورة تشخيص الداء الذي تعاني منه الامة الاسلامية وتشخيص الدواء المناسب لها، والتحلي بالشجاعة لعمل ذلك، وقال"لقد تجاوزنا مرحلة هل يكون هناك اصلاح وتطوير أو لايكون، ففي ظل التطورات الحاصلة من حولنا لايرضي احد ان يكون دون الآخرين في التقدم واصلاح البني، ورياح بدأت ولكن اساليبه تختلف من بيئة الى اخرى". وتحدث أغلو عن عدد من النقاط التي سيتناولها جدول الاعمال، ومنها اصلاح منظمة المؤتمر الاسلامي من حيث ايجاد آليات لتنفيذ قرارات المنظمة من اجل ضمان فعاليتها في الدفاع عن حقوق الدول الاسلامية ومعبرة عن طموحات الامة، وحاجة المنظمة للدعم المالي من خلال زيادة ميزانيتها، وكذا رفدها بالايدي العاملة الكفؤة، بالاضافة الى ميثاق المنظمة الذي وضع عند تأسيس المنظمة عام 1969 والذي قال عنه أغلو "انه يعبر عن أوضاع لم تعد قائمة اليوم، ولم يعد يعبر عن الامة الاسلامية ولا المنظمة التي اخذت بعد 35 عاما من التجارب شكلا جديدا، وعالمنا يمر بمرحلة تحول سياسي واقتصادي واستراتيجي كبير". واضاف كما سنقترح تغيير اسم المنظمة الذي اتى ليعبر عن مرحلة انعقاد المؤتمر الاسلامي اواخر ستينيات القرن الماضي، والاسم الجديد ينبغي ان يعبر عن المرحلة الكبيرة التي وصلت اليها المنظمة بعد ان اصبح لها بنك التنمية الاسلامي وتشارك في عديد فعاليات اقتصادية ورياضية وغيرها.. مشيرا الى ما حققته المنظمة في الجانب الاقتصادي حيث وصلت التجارة البينية الى 13%، كما بدأت المنظمة برنامجا للتعاون الاقتصادي وخاصة الدول الفقيرة المنتجة للمواد الخام والدول المتقدمة تكنولوجيا لتصنيع المواد الخام، وقد بدأ بمشروع بناء الطاقات في ماليزيا منذ 3 أشهر". واشار الى قضية التضامن الاسلامي اثناء وقوع الكوارث الطبيعية، حيث لا توجد آلية معينة لمجابهتها، وتبين ذلك اثناء كارثة تسونامي، وقال ان المنظمة ستطرح امام المؤتمر قرارات مثل" كفالة ايتام تسونامي، وانشاء صندوق للكوارث داخل المنظمة". واضاف امين عام المنظمة ان جدول الاعمال سيتضمن التطورات الاخيرة في فلسطين والقدس الشريف وازدياد عدد المستوطنات، وايضا مسألة تمثيل المنظمة والدول الاسلامية بمقعد في مجلس الامن. سبأنت