تنفرد الفضائية اليمنية وأخواتها من الوسائل الإعلامية "المملوكة للشعب"بأسلوب الدعايا الفجة التي انحدرت إلى مستوى لم يسبق له مثيل في التاريخ..بمنتهى اللامهنية واللامسؤولية.سيطرت بعض العقليات المعادية للأخلاقيات على الإعلام جعلت منه شمولي وجوبلزي"نسبة لجوبلز"أكثر من النسخة الأصلية..حيث صار أداة من الأدوات الخشنة بفعل مايقدمه بعض الأبواق فيهامن إساءة لليمن وشعبه مرة بالاستخفاف بعقليات الناس بتغطية الحقائق عن الأعين بالترويج للفاسدين وتقديم الواقع اليوم - خصوصاً في ظل مايجري في البلاد- كما يحب الفاسدون رؤيته..في برامج حوارية هزلية يديرها من يرون بعيون الفاسدين ..ويستضيفون فيها كل من يؤمن بقاعدة"من يعارض النظام يدخل النار" فمنهم من يسمونهم خبراء لتطوير المدارك بينما يسقطون إلى الدرك الأسفل من الفهم حين يتحدثون أن مهاجمة المعتصمين هولمصلحة المعتصمين أنفسهم !وأن من العيب مشاركة النساء..وآخرون يسمونهم خبراء في السيكولوجيا ينظّرون عن توحد الشعب مع القائد الذي برحيله يعني رحيل الشعب وضياع قدرته على إدارة نفسه..وحتى يكتمل المشهد الديمقراطي يستضيفون بعض الشباب المعارض ليرغموهم خلال الحوار على أداء دور "الكومبارس" لضيق الوقت وكثرة المقاطعات والأسئلة العائمة. ويردد المذيعون "الأبواق خاصة "وضيوفهم المنافقين "خاصة" اسطوانة مشروخة وهي أن المعارضة لم تقدر على كشف الفساد ولم تقدم ملف واحد حول الفساد وهكذا يظلوا يتحدثون بمالايفيد ولا ينفع بحثاً عن الفساد..ويتجاهلون أن الفساد أصله ثابت في رأس النظام وإنهم فرع له كمنظومة فساد لايغفل عنها صاحب عقل ؛إذيقلبون الحقائق وكأنهم يقرؤونها منكوسي الرؤوس إلى درجة إدانة البريء وتنزيه الفاسد..فعن أي فساد هولاء يبحثون؟! ولم ييأس هولاء ومن يحركهم من زبانية النظام ومعهم عبيد المنافع والمصالح من إثارة النعرات والفتن بين أبناء الشعب من خلال تقسيم البلاد إلى قسمين :قسم حصروه بالمشترك وأن مطالبه التغيير والفوضى وصوروه بالقلة التي تنفذ أجندة خارجية، بغض النظر عن الرغبة الحقيقية للشعب ورضا الشباب الذين يمثلون فئة واسعة لهم نظرتهم للأمور وتطلعاتهم نحو إنشاء نظام جديد.وقسم آخر وصفوه بالإرادة الشعبية التي تتمسك بالرئيس والحوار.وباتساع خواء عقولهم اجتهدواكثيراًفي تقنية الخداع البصري لإظهار المشاهد المهينة للحشود بعد أن اجتهدوامحركيهم بإكثار الفساد من خلال ضخ أموال الشعب بلا هدف سوى خلق الانقسام ونشر الرعب والقتل والفوضى في المجتمع كتكريس للفساد الراقص على جثث من الشباب! وإذا كان هولاءومن ورائهم تناسوا في غمرة الحفاظ على مكانة النظام الذي يحميهم أن أقدار الأمم تصنعها الشعوب الحرة وليس الحكام ،فإنهم لن يقهروا صفوة الشعب ،التي لم تجمعها زمارة ولن تفرقها قناصة، بل جمعتهامطالب الأغلبية بالبحث عن الحرية والعدالة والعيش الكريم دون حساب للإحساس بفاجعة اليتم عند رحيل الرئيس وسقوط النظام ،لأنها تعي أن الرئيس موظف عام لدى الشعب وأنه جزء من مرحلة،بات التغيير حتمي لها . أما إذا أراد زبانية النظام وعبيد المنافع والمصالح بأدواتهم سيناريو آخر ظناً منهم أنهم سيكبحون جماح الثوار ،فالرسالة التي يجب أن يعطوا بالا ًلها أنهم "مسؤولون وسيوقفون".والأهم أن يفهم الرئيس الآن أن مايجري اليوم نتيجة طبيعية لسنوات أداربها رأسه عن المنادين بالحوار وأصحاب المبادرات..وأن التاريخ سيسجل عليه كل المآسي التي تحدث اليوم بعد أن تكتمل تغذية الشعب ضدأسرته كمنقلبين على الديمقراطية التي يريدها الشعب..لذلك هوأمام خيارواحدهوالخروج من الماضي بكل مخلفاته والاستجابة الآن لمشروع الحاضر والمستقبل –مشروع الحرية والعدالة والكرامة.