تبدو ثورتنا الشبابية الشعبية السلمية في اليمن في أحد وجوهها ومآلاتها كما لو كانت حرباً وضعت أوزارها ب "صُلح" ، وجاء دور تقاسم الغنيمة بين المتصالحين .. حرب 94م نفسها تعود إلى الذاكرة ونحن نرى شركاء احتلال الجنوب والذين اقتسموه كغنيمة واقتسموا الحكومة بعد الحرب فنستحضرها اليوم فهم عينهم مع بعض الإضافات الشكلية يتقاسمون اليوم غنيمة الثورة . حرب 94م أدت إلى ترقية صالح إلى أن وصل مشيراً وفي الوقت ذاته أسهمت في ترقية عبده ربه منصور هادي ليصل إلى وزير دفاع فنائب شكلي لرئيس الجمهورية ، وثورة الشباب أدت إلى ترقية صالح إلى رتبة جديدة لم يعهدها العالم من قبل "رئيس الرئيس" كما أدت إلى ترقية هادي ليصبح مشيراً ورئيساً توافقياً .. لا تسألوني عن المتوافقين فكلنا نعرفهم .. المهم أن أصحاب الثورة الحقيقيين ليسوا فيهم ولا منهم . هذه الغنيمة لا تشمل فقط الحقائب الوزارية والمحاصصة التي تمضي على قدم وساق ، حتى على مستوى مدراء مدارس في المدن والأرياف بل تشمل كل شيء بمافي ذلك مساعدات الجرحى والمعاقين التي تُسرق هنا وهناك والملفات التي تتضمن تقاريرهم الطبية تطير من بلد إلى آخر فيما أصحاب الملفات والتقارير يتطايرون من مستشفياتهم بدون علاج ولا رعاية وهنا في القاهرة الكثير من الشواهد التي رأيتها بأم عيني . كل يوم نسمع كثيراً عبر مختلف وسائل الإعلام عن أهداف الثورة الشبابية السلمية وكل يوم نكتشف بأننا إما نجهلها أو لا نستطيع إلى توصيفها سبيلا .. وفي هذا السياق يتداخل الجدل فتجد بعض الثوار كما بعض الساسة لديه أكثر من موقف إزاء قضية واحدة وهذا ما يفسر الفشل الإجرائي الذي رافق مسيرة الثورة في عامها الماضي .. وأقول فشل إجرائي لأن الثورة لم تنتصر ولكنها باقية وماثلة ولأنها كذلك يشعر الثورجيون ودعاة الانضمام إليها وحمايتها وامتلاكها بالإحباط بعد أن انكشفوا ووقعوا على مؤامرة لم يتمكنوا بعد من تمريرها ويضطرون إلى الإتصال بالسفير الأمريكي في كل شاردة وواردة وبدوره يقدم تصريحات لا مسؤولة فيضطر البيت الأبيض لأن يبتعث جفري فيلتمان لينضم هو الآخر إلى زبائن مطعم الشيباني منافساً للزبون الأممي الشهير جمال بن عمر .. أحسب أن التجربة الثورية لعام كامل وفشلها في إسقاط النظام بكافة رموزه عائد إلى مرتكزات الرذيلة التي أرساها نظام صالح طوال ثلاثة عقود مضت .. الأزمة الأخلاقية التي اتكأ عليها في بقائه واستمراره حتى اللحظة والتي أنتجت لنا بلاطجة في كل صفوف المجتمع .. رأيناهم في الساحات وفي صفوف الأحزاب وقياداتها وحتى في الوسط الديني يوجد بلاطجة وإلا لما تحول صالح إلى إمام جامع . وعليه فإن هدف الثورة الأساس يكمن في استعادة الفضيلة لبلد الإيمان والحكمة وباستعادتها يسقط نظام الرذيلة بكافة بلاطجته ، والثورة وحدها من توفر فرصة الخلاص والانعتاق ولأجل ذلك فإن ثمة ثلاث أولويات أمام الثورة في عامها الثاني : الأولى : صمود ساحات التغيير والحرية والبحث عن مختلف أشكال الدعم لضمان استمرارية الثورة حتى إسقاط النظام وتحقيق بقية الأهداف بمافيها رفع الوصاية الخارجية وبلوغ الدولة المدنية الحديثة الثانية : الاستفادة من أخطاء العام المنصرم وهذا لن يتأتّي إلا بإمضاء ثقافة ثورية تصاحب مسيرة الثورة بكل يومياتها فمن دون ثقافة ثورية سيبقى تزييف الوعي هو الحاكم وسبل التصعيد السلمي قاصرة ولن نحقق الدولة المدنية والثورة الثقافية التي نحلم بها مستقبلاً . الثالث : رفض التسويات السياسية واستخدام الحوار الوطني على أنه كلمة حق يراد بها باطل والاستعاضة عن هذا الحوار المرفوض تبعاً لرفض المبادرة الخليجية واستحقاقاتها وحكومة الوفاق المنبثقة عنها بحوار آخر بين قوى التغيير وروافعه الحقيقية المتمثلة بالحراك الجنوبي وشباب الثورة والحوثيين والتشاور مع معارضة الخارج الملتزمة بخيارات الثورة ، على أن يفضي هذا الحوار إلى نتيجتين هامتين إجرائياً لبلوغ نتيجة هامة موضوعياً : النتيجتان الإجرائيتان تتمثلان في : تشكيل مرجعية لقيادة الثورة الشبابية على مستوى كافة الساحات ، وتأطير اصطفاف ثوري وسياسي واسع وعريض بين مختلف مكونات التغيير في اليمن . وأما النتيجة الموضوعية الهامة بعد هاتين الإجرائيتين ، فهي أن الثورة ستجد حاملها السياسي والميداني القادر على تحقيق أهدافها والذي سيفرض إرادة الثورة كأمر واقع وسيعيد الثورة المضادة إلى قمقمها .. [email protected]إعادة تعريف الثورة .. إنها ليست حرباً وغنائم اسكندر شاهر تبدو ثورتنا الشبابية الشعبية السلمية في اليمن في أحد وجوهها ومآلاتها كما لو كانت حرباً وضعت أوزارها ب "صُلح" ، وجاء دور تقاسم الغنيمة بين المتصالحين .. حرب 94م نفسها تعود إلى الذاكرة ونحن نرى شركاء احتلال الجنوب والذين اقتسموه كغنيمة واقتسموا الحكومة بعد الحرب فنستحضرها اليوم فهم عينهم مع بعض الإضافات الشكلية يتقاسمون اليوم غنيمة الثورة . حرب 94م أدت إلى ترقية صالح إلى أن وصل مشيراً وفي الوقت ذاته أسهمت في ترقية عبده ربه منصور هادي ليصل إلى وزير دفاع فنائب شكلي لرئيس الجمهورية ، وثورة الشباب أدت إلى ترقية صالح إلى رتبة جديدة لم يعهدها العالم من قبل "رئيس الرئيس" كما أدت إلى ترقية هادي ليصبح مشيراً ورئيساً توافقياً .. لا تسألوني عن المتوافقين فكلنا نعرفهم .. المهم أن أصحاب الثورة الحقيقيين ليسوا فيهم ولا منهم . هذه الغنيمة لا تشمل فقط الحقائب الوزارية والمحاصصة التي تمضي على قدم وساق ، حتى على مستوى مدراء مدارس في المدن والأرياف بل تشمل كل شيء بمافي ذلك مساعدات الجرحى والمعاقين التي تُسرق هنا وهناك والملفات التي تتضمن تقاريرهم الطبية تطير من بلد إلى آخر فيما أصحاب الملفات والتقارير يتطايرون من مستشفياتهم بدون علاج ولا رعاية وهنا في القاهرة الكثير من الشواهد التي رأيتها بأم عيني . كل يوم نسمع كثيراً عبر مختلف وسائل الإعلام عن أهداف الثورة الشبابية السلمية وكل يوم نكتشف بأننا إما نجهلها أو لا نستطيع إلى توصيفها سبيلا .. وفي هذا السياق يتداخل الجدل فتجد بعض الثوار كما بعض الساسة لديه أكثر من موقف إزاء قضية واحدة وهذا ما يفسر الفشل الإجرائي الذي رافق مسيرة الثورة في عامها الماضي .. وأقول فشل إجرائي لأن الثورة لم تنتصر ولكنها باقية وماثلة ولأنها كذلك يشعر الثورجيون ودعاة الانضمام إليها وحمايتها وامتلاكها بالإحباط بعد أن انكشفوا ووقعوا على مؤامرة لم يتمكنوا بعد من تمريرها ويضطرون إلى الإتصال بالسفير الأمريكي في كل شاردة وواردة وبدوره يقدم تصريحات لا مسؤولة فيضطر البيت الأبيض لأن يبتعث جفري فيلتمان لينضم هو الآخر إلى زبائن مطعم الشيباني منافساً للزبون الأممي الشهير جمال بن عمر .. أحسب أن التجربة الثورية لعام كامل وفشلها في إسقاط النظام بكافة رموزه عائد إلى مرتكزات الرذيلة التي أرساها نظام صالح طوال ثلاثة عقود مضت .. الأزمة الأخلاقية التي اتكأ عليها في بقائه واستمراره حتى اللحظة والتي أنتجت لنا بلاطجة في كل صفوف المجتمع .. رأيناهم في الساحات وفي صفوف الأحزاب وقياداتها وحتى في الوسط الديني يوجد بلاطجة وإلا لما تحول صالح إلى إمام جامع . وعليه فإن هدف الثورة الأساس يكمن في استعادة الفضيلة لبلد الإيمان والحكمة وباستعادتها يسقط نظام الرذيلة بكافة بلاطجته ، والثورة وحدها من توفر فرصة الخلاص والانعتاق ولأجل ذلك فإن ثمة ثلاث أولويات أمام الثورة في عامها الثاني : الأولى : صمود ساحات التغيير والحرية والبحث عن مختلف أشكال الدعم لضمان استمرارية الثورة حتى إسقاط النظام وتحقيق بقية الأهداف بمافيها رفع الوصاية الخارجية وبلوغ الدولة المدنية الحديثة الثانية : الاستفادة من أخطاء العام المنصرم وهذا لن يتأتّي إلا بإمضاء ثقافة ثورية تصاحب مسيرة الثورة بكل يومياتها فمن دون ثقافة ثورية سيبقى تزييف الوعي هو الحاكم وسبل التصعيد السلمي قاصرة ولن نحقق الدولة المدنية والثورة الثقافية التي نحلم بها مستقبلاً . الثالث : رفض التسويات السياسية واستخدام الحوار الوطني على أنه كلمة حق يراد بها باطل والاستعاضة عن هذا الحوار المرفوض تبعاً لرفض المبادرة الخليجية واستحقاقاتها وحكومة الوفاق المنبثقة عنها بحوار آخر بين قوى التغيير وروافعه الحقيقية المتمثلة بالحراك الجنوبي وشباب الثورة والحوثيين والتشاور مع معارضة الخارج الملتزمة بخيارات الثورة ، على أن يفضي هذا الحوار إلى نتيجتين هامتين إجرائياً لبلوغ نتيجة هامة موضوعياً : النتيجتان الإجرائيتان تتمثلان في : تشكيل مرجعية لقيادة الثورة الشبابية على مستوى كافة الساحات ، وتأطير اصطفاف ثوري وسياسي واسع وعريض بين مختلف مكونات التغيير في اليمن . وأما النتيجة الموضوعية الهامة بعد هاتين الإجرائيتين ، فهي أن الثورة ستجد حاملها السياسي والميداني القادر على تحقيق أهدافها والذي سيفرض إرادة الثورة كأمر واقع وسيعيد الثورة المضادة إلى قمقمها .. [email protected]