كانت أكثر عبارات المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر في برنامج “قابل للنقاش” على فضائية دبي الخميس الماضي تأثيراً الجانب الإنساني حيث قال : (التحديات الإنسانية التي تواجه المجتمع اليمني في ظل الإحصائيات التي صدرت مؤخراً عن الأممالمتحدة أظهرت أن 10ملايين يمني يعانون من سوء التغذية(ولم تكن المرة الأولى التي نسمع فيها هذا التحذير الإنساني ,صحيح الجميع يتطلع الى هدف واحد خلال هذه الأزمة وما سيقرره مجلس الأمن والكثير ينتظر القرار بفارغ الصبر إلا أن الرقم المهول الذي ذكرته الإحصائيات يبعث فعلاً على القلق. تطرق المبعوث الأممي إلى اليمن خلال البرنامج إلى كثير من المحاور والقضايا التي تهمنا كيمنيين وكسياسيين إلا أن الملاحظ ان لا أحد يستشعر مدى خطورة الوضع الاقتصادي على الإنسان اليمني الذي يعول عليه الكثير لأجل بناء الوطن ، فمن غير هذا الكادر البشري وحماية إنسانيته ,فإن كل الجهود تذر . تطرق جمال بن عمر أيضاً إلى دعم الرئيس هادي الذي فعلاً يستحق كل الدعم لنواياه الطيبة ومبادراته الإيجابية , وقد قال الرئيس هادي أثناء لقائه الخميس الماضي رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة الأمريكية العربية دافيد فيلبس إن “المرحلة في اليمن جديدة ومتغيرة عن الأساليب السابقة وبصورة شفافة وواضحة وصادقة بعيداً عن المخاتلة أو الاشتراطات غير القانونية، الوضع في جوانب الاستثمار قد تغير اليوم ولا يقبل غير الشفافية والوضوح والتعامل الصادق والبناء” . وقال أيضاً: “إننا نؤمن إيماناً مطلقاً أن حل المشكلة الاقتصادية في اليمن لن يأتي إلا عبر استثمار واستخراج النفط والغاز”، ورحب بالاستثمارات الأمريكية والبريطانية والأوروبية بصفة عامة، وقال إن تلك الاستثمارات ستحظى بالرعاية الكاملة وبما يشجع على الاستثمارات الكبيرة في اليمن، وأشار إلى أن اليمن لديه مخزون نفطي وغازي يمثل ثروة حقيقية وكبيرة. ولأهمية الإنسان اليمني الذي يجب أن يعيش معززاً مكرماً ومرفوع الهامة والرأس، وجب أهمية الأخذ بحديث الرئيس هادي وجمال بن عمر الذي تتقارب وجهات نظرهم . فالإدارة الاقتصادية السابقة الفاشلة هي من قادت الشعب اليمني إلى مشارف مجاعة محققة..وهي من أوصلت ثلة إلى مشارف النجوم ثراء فاحشاً وأوصلت عامة الشعب إلى أبواب المجاعة ...وامتهان آدميته وإلغاء مواطنته وإضعاف هيبته . لقد أتت الثورة لتسقط كل الأصنام وتسقط كل الأقنعة وتعيد هيبة المواطن اليمني وكرامته , أتت مخلّصة لهذا الإنسان كي يحيا حراً كريماً مهما كانت أخطاؤها وسلبياتها لايمكن إنكار أن لها الفضل لأن يعلو صوت اليمني في مختلف بلدان العالم. ماقاله بن عمر نقلاً عن تقارير أممية حقيقة مؤلمة ولكنه واقع معاش ، ف 10ملايين يمني يرزح تحت الفقر والبؤس وسوء التغذية رقم مفجع والرئيس هادي بالتأكيد أدرك حجم الكارثة بحجم المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقه , لكن المخجل والمؤسف أن بعض المعيقين والمعرقلين مازالوا يستمرئون الضحك بأنياب سوداء...... “ الثورة أسطورة تهدم كل الأساطير” عنوان المقال الأصلي في الجمهورية ضحك أسود مستوحى من رواية ارنست همنجواي " سيول الربيع" صحيفة الجمهورية*