انهوا الطعام ,اليوم كان غدائهم سمك طازج ,تتمنى بصوت عال لو أن القط "مرجان" حاضر ليتلهم بقايا السمك حتى ينهيه لحاله ,ستدفع عنه القطط, والطيور والغربان وتتركه يتمتع بالوليمة. تركهم بعد آخر أيام الشهر, الحال يرثى له ,آخر الشهر الغداء يتقلص والصرفيات تكاد تنعدم..آخر الشهر يعني الوضع لا يسر حبيب ولا عدو ,ولا حتى القط "مرجان"يختفي حين لا يجد إلا الجفاف.. فتراه يهاجر من منطقتهم الى منطقة أخرى عله يجد قوت يومه.. لمحته ام سامي ذات يوم يقفز الجبل وتقفز القطة "لولو" خلفه الى الفيلا المرمية على رصيف الشارع تلك الفيلا تتوسد اسفل الجبل لها زوايا عديده ,لقد تعلم "مرجان" مداخلها وبات يقفز الجبل حين تتعسر الحال لدى أصحاب البيت الذي قضى معظم وقته وعمره لديهم عندما كان رضيع وكان يشرب الحليب,,بعد أن كبر أصبح الحليب يضر بشعره,منع عنه الحليب وبدأ يأكل مما يأكلونه ,ويوم يأكلون السمك بالنسبة للقط "مرجان",يوم استثنائي ومميز. أين ذهب؟تتساءل أم سامي بحسرة. يرد عليها ابنها الأصغر محمد: لقد اخذ الجنسية (......),ربما يعيش لدى جيراننا(.....). قفز من فوق الجبل بعد ان ألم به الجوع,الى البيت المطل على الشارع,بالتأكيد لن يستطيع الدخول والعيش هناك ,لكن كبر البيت واحتواءه على غرف خارجية سيمنح "لمرجان" عيشة راضية أفضل من عيشة الجبل , بالكاد يشبعَوا أولادهم والكلب الذي يحرسهم, اما القطط فالحاصل ماتبقى من أكل الكلب.. تنظر إلى بقايا الطعام المتراكم ,وتتحسر على أن الطعام المتراكم اليوم سيذهب الى قطط الجبل, المتشردات و"مرجان" سيحرم من كل هذا العز , أين أنت ياقطي المدلل ,أين ذهبت؟ رائحة السمك النفاذة تملىء المكان, والأمر خرج عن طوع أم سامي , فلابد أن ترمي السمك لصاحب النصيب أيا كان حتى تنظف البيت من رائحته. تأخذ السمك وترميه في زاوية الجبل ,حيث تعودت القطط والكلب وحتى الطيور والغربان على وجوده... تراقب الموقف ,بتأن تختفي عن الأنظار تسمع معركة وأصوات بين القطط,و"مرجان "الضائع يفتقد هذه المعركة وهذا التنافس الغير عادل والغير متكافئ. غابت الشمس زحف الليل في معركة حاسمة, تلمع عينان في الظلام, تعرف تلك العينين, انه القط "مرجان" ما أتعسك لماذا حضرت الآن,تأخرت,وليمتك اليوم في بطون قطط الجبل. دلف البيت بثقة' قفز فوق الكرسي,نام كان متعبا, سينام حتى الصباح وحين لن يجد ما يسعفه على الحياة سيقفز أسفل الجبل,وربما تلحقه القطة"لولو".