تلمح خيال سفينة قادمة , ترفع قدميها إلى القارب المسترخي على الشاطئ, تركل آثار الرمل منهما وتجدف نحو السفينة القادمة بسرعة جنونية..الهواء يُطيرُ أسمالها ..الغبار يغطي رموشها ووجهها وكامل جسدها.. شفتيها المتشققات تلعق قطرات ماء المطر المتساقط بغزارة ,,بينها وبين السفينة مسافات شاسعة ..كلما جدفت صوبها ترى السفينة ضرب خيال ....في عمق البحر تقذف بصناديق تاريخها تتهاوى الى الأسفل ..,يتساقط المطر بغزارة وتهيج أمواج البحر ,والقارب يتمايل حتى يكاد يغرق فتتفجر طاقاتها الكامنة بتثبيت القارب بين المطر والأمواج.. يستكين البحر ويختفي المطر,, ارتال الطيور تتخذ مسافات متساوية ,,والقارب يصل الشاطئ الآخر في بلدة تلوح بيارقها بالحرية حيث تقبع السفينة . في الجانب الآخر من الحلم ,يصفق لها شعبها ,,في الوقت الذي تأخذها وصيفاتها للاعتناء بها ,تحيي الشعب بعد إعلانها المباشر بالنصر على العدو... على مستوى البحر تتقافز السمكات ويتراقصن فرحة بنصرها المؤزر تتعالى موجات البحر تضيء السماء العاب نارية ملونه تُحمل على الأكتاف يهتف لها شعبها فهي صانعة المجد ..تتمايل الأشجار كل شيء السماء الشجر البنايات الطرقات تهتف لها ,تخلد كالتاريخ بين الكتب ,وتذهب ريحها نحو مجد أخر وبلد أخر وحلم آخر,يتراىء لها عبر قناديل مضيئة على مستويات الشارع وهي تسير في عربيتها بزهو وتلوح بيديها الاثنتين لشعبها لن يهدأ لها بال حتى تترنح أرجوحة عقلها بالنصر المؤزر في أصقاع المعمورة.. ولدت فجر تاريخ يحمل بصمة علو شأنها,كما صنعها التاريخ وخلدتها الأجيال رماها القدر ذات نهار نحو الهلاك لأنها غيَبت صنيعها بكبرها وغرورها فماتت أمجادها وخرجت من التاريخ كالفار الملعون ... وبدلا من التصفيق الحار لها أثناء مرور موكبها تلقفتها الحجارة حتى الموت...