إذا كان اللصوص والقتلة والمجرمون والمهربون وتجار المخدرات قد انزعجوا من تصريحات جمال بن عمر وانتقادات جمال بن عمر للرئيس المخلوع وزبانيته ، فأمر يمكن تبريره لأنهم خائفون من أن يفقدوا مصالحهم التي بنوها على دماء اليمنيين وعلى تضحياتهم ، لكن هناك مواقف غير مفهومة وتتطلب تفسيرات واستفسارات كثيرة ؟؟؟ ، عن مواقف بعض المثقفين الذين يتزامن هجومهم على جمال بن عمر مع تزامن هجوم بعض اللصوص والقتلة . ويأتي إنزعاج لصوص المؤتمر الشعبي العام والقتلة ومن شاركوا في الجرائم التي ارتكبها الرئيس المخلوع/ " صالح " على خلفية قيام المبعوث الدولي جمال بن عمر بانتقاد غير مسبوق لمن أسماهم ب" بقايا النظام اليمني" السابق واتهمهم ولأول مرة بالوقوف وراء عمليات إعاقة سير التسوية السياسية الجارية في اليمن, قائلا :" إن هناك فئة لا تريد التغيير وتريد الرجوع إلى الماضي وتلعب على أسطوانات إخفاقات الحكومة اليمنية الحالية في الأمن والاقتصاد رغم وجود الكثير من الأدلة على مشاركتها في إقلاق الأمن, وأكد أن هذه الفئة هي التي تخاف من قرارات مجلس الأمن الدولي " .. ويبدوا بأن هذه إشارة من المبعوث الدولي إلى أنه سيكشف كل ما يجرى في اليمن .. لذلك فإن أنصار المخلوع وماسحي أحذية النظام السابق انزعجوا واطلقوا تصريحات وهاجموا بنعمر بمن فيهم أولئك النواب غير الشرعيين والذين يستمدون شرعيتهم في مجلس النواب من الشرعية الدولية الوصية على اليمن . وأغرب انتقاد لجمال بن عمر جاء من يحيى الراعي الذي يعرف أن شرعيته منتهية وأن بقاءه يعتمد على الشرعية الدولية ممثلة بالمبادرة الخليجية وآ ليتها التنفيذية المزمنة والراعي متورط في قضية التحريض على القتل خلال الثورة الشعبية السلمية .. والراعي والرئيس المخلوع ينطبق عليهما المثل القائل " سرق ومبهررين " . جمال بن عمر وبالتعاون مع الرئيس عبد ربه منصور هادي بذل جهودا كبيرة في سبيل تجنيب اليمن الكثير من المشاكل وفي مقدمتها الإنزلاق الى حرب أهلية وإن كانت هناك حروب أهلية متفرقة هنا وهناك بفعل موروثات النظام السابق في إثارة العصبيات وصناعة الجيوب العسكرية وبذر التناقضات داخل المجتمع ، إلا أن جمال بن عمر للأمانة أكد من خلال سلوكه وحرصه على نجاح الديبلوماسية الدولية، حبه لليمن وهو أمر غير بعيد بحكم جذوره العربية الإسلامية . الأمر غير المفهوم دخول بعض الصحافيين والمثقفين وهم لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة في الهجوم على جمال بن عمر !!! هل لأن جمال بن عمر أيد وجود دولة اتحادية ديمقراطية مدنية فيدرالية وهم من أنصار النظم الشمولية ؟.. أم لأسباب أخرى لم نعرفها بعد ؟ .. كل شيئ في عالم السياسة قابل للتغيير والتغير ، لا سيما وأننا في مجتمع مليئ بالتناقضات والتغيرات بحكم المصالح والإضطرابات الإجتماعية والنفسية . مشاكلنا كثيرة ، ويكفي أن جمال بن عمر نقل الوصاية على اليمن من الراعي السعودي الى الراعي الدولي وهذا حقق لنا أكبر نصر . المتحاملون على جمال بن عمر هذه الأيام هم أنصار النظام السابق وورطوا بعض المثقفين الذين لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة ، إما بحسن نية أو بسوء نية والسبب بأنه طالبهم بإعادة الأموال المنهوبة وأكد صراحة بأنه سيكشف كثيرا من الحقائق للمجتمع الدولي عن الذين عرقلوا عملية نقل السلطة بصورة سلمية وهم الرئيس المخلوع وأنصاره من تجار المخدرات والمهربين والقتلة المأجورين وتنظيم القاعدة الخاص بعلي عفاش والذي أشاع الإرهاب وأقلق الأمن في كل أنحاء اليمن . الرجل عمل كثيرا خلال مهمته الدبلوماسية لصالح اليمن وجزاه الله عنا ألف خير ، إلا أننا نتطلع منه في تقريره القادم لمجلس الأمن الدولي كشف المجرمين الحقيقيين في حق المجتمع والوطن اليمني ونطالبه بمصارحة المجتمع الدولي بأن هناك شعب مغلوب على أمره وأن عصابات اللصوص والمافيا السياسية والإقتصادية مازالت تنخر المجتمع اليمني ، بل نطالبه بأن يكون وراء قررات هامة بإعادة الأموال المنهوبة والتي اقتطعت من الدورة الدموية للإقتصاد اليمني ووضعت في بنوك دم المافيات الدولية لإنعاش التجارة الدولية غير المشروعة لعصابات المافيا وغسيل الأموال .