بعد وصولها الى اليمن عام 1762 كان أهم وأعظم اكتشاف علمي حققته البعثة العلمية الدنماركية هو اكتشاف شجرة البلسم. وفي رسالة بعث بها الى البروفسور « لينوس» في كوبنهاجن يتحدث فورسكال- وهو عالم نبات - عن هذا الاكتشاف ويقول بأن شجرة البلسم الأصلية تنمو في اليمن لكن السكان لايعرفون كيف يجمعون البلسم منها. لكنك لو تسأل اليوم اي يمني عن شجرة البلسم التي بسببها لقي مكتشفها العالم فورسكال ورفاقه مصرعهم فلن تجد أحدا يدلك عليها. واذا صح بأن اليمنيين قبل 240 عاما كانوا يعرفون الشجرة ويجهلون كيف يجمعون البلسم منها فإن اليمنيين اليوم يجهلونها تماما ولايعرفون شيئا عنها وليس هناك من يدلهم عليها. والشجرة الوحيدة التي يعرفونها هي شجرة القات. بل هناك من اليمنيين من يعتقد بأن شجرة القات هي شجرة البلسم. ولو عدنا الى فورسكال مكتشف شجرة البلسم لاكتشفنا من خلال مأساته مأساة أعضاء البعثة. ففي البداية انقضت عليه الملاريا وتركته معلقا بين الحياة والموت. ثم بعد وصوله الى مدينة يريمجنوب العاصمة صنعاء انقض عليه الموت. وبعد موته انقض عليه حاكم مدينة يريم عندما ادعى بأنه الوريث الوحيد لمن يموت في مقاطعته من غير المسلمين. أما بعد ان تم دفنه فقد انقض اللصوص على قبره ظنا منهم أن بعض الأشياء الثمينة قد دفنت معه وذلك حين لاحظوا أن دفنه قد تم داخل تابوت.