لفت نظري ما قاله الصديق وزير التعليم العالي أولا حول نزيف العقول والثانية حول ال11 مليون المعتمدة ضمن الميزانية للبحث العلمي , وابدأ القول بعد الصلاة على النبي أن كل ذلك أمر طبيعي , إذ ما الذي سيغري أي كفاءة أو مقدرة استثنائيتين ان تظل في البلد لا تجد سوى الجوع والتهميش ورفع شعار أصحاب الثقة قبل الكفاءة والمقدرة , في لحظة تبسط لك دولة ككندا ذراعيها ( فقط تعال وستجد كل ما يرضيك ), وانظر فالتعليم في بلادنا كتعليم عام لا زلنا غير قادرين على ان نفرق بينه وبين مزارع الدجاج , وبسبب ان لا فلسفة لهذا التعليم تقول ماذا نريد منه ؟؟ والتعليم العالي تحول إلى مجرد جهة تدبر المنح وتصرفها كأكياس القمح التي تأتي مساعدات من الغير (وكل ونصيبه وشطارته) وكل وحسب مقدرته على الوصول من الأبواب الخلفية , فإلى اللحظة حتى حين نتحدث عن بحث علمي حتى في ظل ال11 مليونا , يظل السؤال ما هو البحث العلمي وأي وعاء يستوعبه إذا قدر له أن يكون , وانظر فلا مجلة علمية محكمة, في أي من جامعاتنا عامها وخاصها باستثناء واحدة كانت في إب اختفت هي الأخرى وجهد علمي امتد من الصحف حتى الإذاعة كان أسسه د . محمد عبد الباري القدسي قتل من لحظة ان ترك كلية العلوم !! والتعليم العام أصيب بالسكتة القلبية من يوم ان توزع إلى عام يخرج كتبه وخاص يخرج لا شيء ومعاهد معلمين لا تدري أين معلميها وديني يفرخ مقاتلين لنر ثلاثة أنواع من الأجيال تدق بعضها !! ومن يوم ان طبعت المناهج خارج البلاد هانحن نرى جيلا يدمر كل شيء بسبب ذلك النوع من المناهج !!ومن يوم ان تحول المعدل إلى هدف صرنا نلهث بعد المنح بلا رؤية ولا جواب على السؤال , وانظر فلا يوجد في الدنيا شبيه بنا حيث تحتاج النتيجة العامة للثانوية إلى قرار سياسي يتدخل فيها الأمن السياسي مثلنا رفعا أو خفضا لنسبة النجاح لأن لا منح ولا رؤية فلا تدري أين تذهب بالكم الهائل من مخرجات الثانوية!! , فيقل لك خفض نسبة النجاح يعني اظلم من له الحق ولا يتحمل غياب الرؤية , لكن السنوات الماضية تحملت وزر الناس والآن تبني على ما اؤسس !! . الآن إذا أردنا فنحن بحاجة إلى ثورة استثنائية في ظل القادم يجتث كل العقم وغياب الرؤى , ليس ثورة ترفع شعارات سياسية بل شعارات اجتماعية ثقافية اقتصادية تجيب على سؤال مهم :ما الذي تحقق من أهداف ( نلغجها ) ليل نهار بالحديث عنها ويغيب عنا إدراك محتواها والغرض منها !!!, نحن بحاجة إلى ثورة استثنائية تهد القديم , على عقدنا الشخصية والعامة , تبدأ من الصفر حتى تصل إلى الأرقام التي لا تستوعبها الشاشات , ثورة تبدأ من الصف التمهيدي , ثورة تجيب على السؤال : لماذا تحولت جامعة صنعاء إلى شؤون قبائل – بالتأكيد فالقيادة الحالية ترث ما ورثته وقد جاءت على نتيجة وليست هي السبب – ولماذا تحول التعليم العام إلى مجرد إدارة بعثات ؟؟ - والقيادة الحالية لا تتحمل مسؤولية ما هو قائم - , خلاصة الخلاصة ان أردنا فعلينا أن نعيد النظر في منظومة التعليم من التمهيدي إلى الدكتوراه ,فإن لم فسنظل ندور مثل جمل المعصرة !!!.