رغم اشارة البيان الى متابعة التحالف لمستجدات الأحداث في العاصمة المؤقته عدن " وما يدور فيها من سجال اعلامي حول بعض المطالب الشعبية ازاء تقويم بعض الإختلالات في الأداء الحكومي " ، وهو ما يشير الى تفهم التحالف لضرورة قيام الحكومة بتصحيح هذه الإختلالات ، الا ان باقي البيان كان مركزا بالكامل في مضمونه لنقد سلوك الإنتقالي دون ان يسميه . اولا : وصْفُ البيان لمدينة عدن باعتبارها العاصمة المؤقتة هو اقرار للمدينة بهذا الوضع ، وهذا بقدر ما يدعم تواجد الحكومة وممارسة عملها فيها ، فإنه لا يتوافق مع اعلان الإنتقالي المتكرر بعدم الإعتراف بعدن عاصمة مؤقته للجمهورية اليمنية ، واعتبارها فقط عاصمة الجنوب العربي . ثانيا : دعوة البيان الى التهدئة وضبط النفس والتمسك بلغة الحوار الهادىء ، هي دعوة تنسجم مع التوجه الحكومي ، في حين تتقاطع مع حملة المجلس الإنتقالي الداعية للتصعيد والحشد ، والتهديد باستخدام القوة لطرد الحكومة من عدن . ثالثا : تاكيد البيان اكثر من مرة على تسمية نفسه ب " تحالف دعم الشرعية " ، هو تذكير للذين يتناسون الأساس الذي قام عليه التحالف ، وبأن الشرعية والتحالف هما عنوانين لمضمون واحد هو مواجهة المشروع الفارسي واسقاطه ، بل ان وجود التحالف نفسه واستمرار عملياته في اليمن مرتبط ارتباط مصيري بوجود الشرعية وبقاءها. رابعا : تشديد البيان على ضرورة " استشعار اليمنيين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم المسؤولية الوطنية وتوجيه دفة العمل المشترك لاستكمال تحرير كافة الأراضي اليمنية ودحر ميليشيا الحوثي الإيرانية " ، هو في الواقع دعم للشرعية التي ترفع شعار اسقاط الإنقلاب اولا ، وانتقاد ضمني لتصريحات وتحركات الإنتقالي التي تركز على الدعوة للإنفصال والتحريض على الحكومة ، وهو ما يعني اعتبار ما يقوم به الإنتقالي خروج عن السياق الذي يجب على الجميع السير فيه ، وهو تكاتف الجميع لدحر الإنقلاب . خامسا : دعوة البيان الى عدم اعطاء الفرصة للمتربصين لشق الصف اليمني او اشغال اليمنيين عن معركتهم الرئيسية ، باعتبار ذلك التزاما سياسيا وانسانيا واخلاقيا لا يمكن التراجع عنه ، هو تعبير عن عدم تأييد التحركات التي قام ويقوم بها المجلس الإنتقالي باعتبارها عملا يؤدي الى تشتيت الجهود في مواجهة العدو الرئيسي وهم الميليشيات الحوثية الفارسية . سادسا : واخيرا فإن اشارة البيان في اخر فقرة منه الى تلافي اي اسباب تؤدي الى الفرقة والإنقسام وتقويض مؤسسات الدولة ، هو موقف داعم لا لبس فيه للحكومة الشرعية باعتبار انها واجهة الدولة التي يحرص التحالف على تماسكها ، في مواجهة تحركات الإنتقالي التي تقود الى اضعافها واعاقة عملها.