المرأة في ثقافة المجتمعات العربية عامة واليمنية خاصة شرف وعرض الرجل الذي يذود عنه ، ولا يقبل في حال من الاحوال أن تتعرض للإهانة أو تمس بأذى. يقوم عن مقعده في قاعة الدرس في الجامعة ويضل واقفا طوال المحاضرة إذا لم تجد الانثى كرسي لتجلس عليه. يفسح لها مكانه في باصات النقل ويضل واقفا لكي لاتقف أو يطول انتظارها لباص آخر. يقدمها عليه في كل الاماكن التي تتطلب من المستفيدين عمل طوابير ، فهي مرأة ومن العيب على الرجل في أعرافنا أن يتركها تزاحم الرجال. تُقدم معاملتها على الرجل في المؤسسات لكي لاتضل تتردد على اماكن اتمام المعاملة. إذا تعرضت لمشكلة او حادث ما تجد كل الرجال المتواجدين يقفون معها وينصرونها بدون حتى ان يعرفوا من تكون وإلى اي اسرة تنتمي .. المهم انها مرأة يمنية ورجولتهم تقضي عليهم بالوقوف معها والحفاظ عليها. لا تدخل المرأة اليمنية السجن مالم تكن قضيتها جنائية كبيرة كالقتل . ولذلك كانت السجون تخلو من النساء الا من حالات قضايا القتل النادرة. فالمرأة تحتل مكانة كبيرة وترتبط إرتباطاً مباشراً بعرض وشرف المجتمع والقبيلة في اليمن ، ومن العار الكبير أن يمسها رجل بأذى. ولكن بعد أن أتت هذه الجماعة المارقة (مليشيا بني هاشم) ممثلة بالحوثي واتباعه أعزكم الله ، بهمجيتها اللا متناهية المخالفة للنواميس والقيم والاخلاق العربية الأصيلة ، تعرضت المرأة لكل ما يمكن أن تمارسه العصابات التي لا تحترم عرف ، ولا يحكمها قانون ، ولا تثنيها قيم. هذه العصابة التي فقدت كل معاني الشهامة والنخوة والرجولة العربية ، نال المرأة اليمنية منها ما نالها ..من إيذاء وابتزاز ، وامتلأت سجونها بكل من عارض أو قاوم همجيتها من الحرائر. فقبل كم يوم رأيت مقطع فيديو للناشطة الحقوقية إبتسام أبو دنيا تصف فيه ماتعرضت له من ضرب مبرح على أيدي زبانية هذه المليشيا. لأنها طالبت براتبها أرسل لها عبدالملك الحوثي 18 بلطجيا مسلحاً إقتحموا منزلها وألقموها أحذيتهم وضربوها بمؤخرات بنادقهم ضرباً مبرحاً. وقرأت أمس لقاء صحفي مع سميرة الحوري ، التي خرجت من سجونهم مؤخراً بعد ثلاثة أشهر من الإخفاء القسري بتهمة أنها ناشطة تحاول أن توثق جرائمهم . صرحت فيه بما تحوي سجونهم من نساء يتعرضن لألوان من التعذيب الجسدي والنفسي. قبل فترة قرأت تغريدة على حساب الاعلامية رحمة حجيرة.في تويتر ماتعرض له ولدها من اختطاف وأخذ المليشيات له إلى جهات مجهولة لابتزازها ، وكثيرة هي الامثلة للقضايا التي تعرضت لها المرأة وطفت على السطح على أيدي هذه المليشيا. مع العلم أن هناك من النساء مالا يعلم عددهن إلا الله... تعرضن لهمجية وسوء أخلاق هذه المليشيا ، ولكن يفضل الكثير منهن عدم ذكر ماتعرضن ويتعرضن له بإسم العيب وبحكم العادات. فماذا أبقت مليشيا الحوثي من القيم لم تدنسها ، ومن الأعراف لم تدوس عليها ، ومن الدين لم تشوهه ولم تلوث طهره...؟