عدن المحافظة التي عرفت المدنية منذ آلاف السنين فاحتوت الكل في الجزء وضمت في أحضان مشاعرها الدافئة كل القادمين إليها في مختلف البلدان والأديان والمناطق اليمنية دون استثناء.. هاهم أبناء عدن اليوم يستشعرون جسامة المخاطر التي تهدد أمنهم وتقلق سكينتهم واضعين آمالاً عريضة وثقة متناهية بالقيادة الجديدة لمحافظة عدن متمثلة بالمهندس وحيد علي رشيد محافظ المحافظة، رئيس المجلس المحلي واللواء. صادق صالح حيدر مدير أمن المحافظة اللذين وضعا العديد من النقاط على الأحرف المبهمة فإليهم في لقاء أجرته صحيفة الجمهورية مع كليهما وبداية مع المحافظ رشيد: مرحلة حرجة إن الانفلات الأمني الحاصل في محافظة عدن قد شغل هم وهاجس قيادة السلطة المحلية ممثلة بالمهندس وحيد على رشيد محافظ المحافظة، رئيس المجلس المحلي وقيادة الجهاز الأمني في المحافظة..ولكن ما هو الجديد الذي توصلت إليه تلك القيادات منذ توليها لمهامها في محافظة عدن في وقت يعتبر من أشد وأصعب الأوقات التي تمر بها محافظة عدن واليمن بشكل عام.. المهندس وحيد علي رشيد محافظ المحافظة يؤكد أن كل الجهود المنصبة منذ تسلمه مهام قيادة المحافظة ولقاءاته بمئات الشخصيات والفعاليات الوطنية تركزت حول كيفية إشراك الجميع في تحقيق الاستتباب الأمني والاستقرار لمدينة عدن، لكنه اعترف بالمقابل بصعوبة الوضع الخطير وكبر المشكلة والتي تتمثل في انقطاع الكثير من ضباط وأفراد الأمن عن العمل، مشيراً إلى أن نحو “5000ضابط وفرد” محسوبون على عدن، ولكن الذين يعملون ويؤدون مهامهم لا يتعدى عددهم خمسمائة شخص، كما أفاد وضرب مثلاً على قسم شرطة كريتر التي يزيد عدد الأفراد فيها عن “150” وأن الذين يحضرون لا يزيد عن 15فرداً وقال إنه وبتعاون كافة الجهات الرسمية والشعبية والشخصيات الاجتماعية سيتسنى التغلب على الإشكالية شيئاً فشيئاً، طالما والجميع يدرك أهمية المسئولية المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار في ربوع المحافظة. قدوم آلاف النازحين وفيما يتعلق بانعكاسات الوضع في أبين على الجانب الأمني بمحافظة عدن: حذر محافظ عدن من مخاطر تسلل عناصر أنصار القاعدة أو ما يسمى بأنصار الشريعة من محافظة أبين لمحافظة عدن التي هي الأخرى تعاني من انفلات أمني كبير يساهم في بقائه بهكذا وضع أطراف سياسية ومتنفذة لا تروق لها أن تعيش محافظة عدن في حالة أمن واستقرار، وأضاف محافظ عدن أن ملف النازحين من محافظة أبين والذين يزيد أعدادهم من يوم لآخر من الإشكاليات الكبيرة التي تواجهها السلطة المحلية بعدن. وقال: لكي نخطو نحو النجاح لابد من إغلاق ملف النازحين وحل إشكالياتهم حتى نتمكن من التوجه نحو توفير الخدمات الأساسية للمواطنين الذين ينتظرون منا الكثير غير أن الظرف الاستثنائي الذي تعيشه محافظة عدن نتيجة لضغط نحو 120 ألف نسمة من النازحين قدموا إلى عدن وكلهم يحتاجون لخدمات إضافية وربط محافظة عدن استقرار الوضع السياسي بالانعكاس الإيجابي والذي يجعل الناس يشعرون بالطمأنينة ومن ثم يساعد في عودة المنقطعين عن العمل إلى أعمالهم.. محافظ عدن علق على استمرار الحرب في أبين بأن الأمر بيد الجيش والمسألة ليست بأيدي المحافظين الذين يقتصر عملهم على الجانب الأمني. وقال: في البداية قالوا لنا إن نحو 150 مسلحاً استولوا على عاصمة محافظة أبين والآن الألوية العسكرية موجودة ولديها الجاهزية بالعدة والعدد، ولكن الآن زاد عددهم وانتشارهم في أجزاء كثيرة من محافظة أبين بما في ذلك تطورات الأحداث في مديرية لودر واعترف المحافظ وحيد رشيد بوجود ضغوطات كبيرة على محافظة عدن قائلاً: إن هناك خطورة كبيرة وضغوطات اكبر انعكاساً للوضع المتأزم في محافظة أبين ولم يستبعد المحافظ تسلل بعض العناصر من تنظيم القاعدة إلى عدن مع المواطنين العاديين الذين يفرون يومياً وبأعداد كبيرة؛ الأمر الذي يشكل خطراً على أمن مدينة عدن واستدرك بالقول: صحيح أن الخطر ما زال تحت السيطرة، ولكن إذا ظلت الأمور تأخذ اتساعها لعدم وجود المعالجة الحاسمة فإن المشكلة ستزداد وستكبر المشاكل في محافظة عدن. نصف المدارس فقط وعن انعكاسات الوضع الإنساني على سير الدراسة في مدارس عدن أجاب رشيد بالقول: مشكلتنا كبيرة فما يقارب نصف مدارس عدن يسكنها النازحون والمدارس الأخرى المتبقية تجمع فيها الطلاب وتعمل لثلاث فترات وأخرى تعمل بالتناوب ثلاث أيام في الأسبوع لطلاب إحدى المدارس وثلاث أيام أخرى لطلاب مدرسة أخرى؛ الأمر الذي يعكس سلبياته على مخرجات التعليم الهش والمستوى الضعيف لأبنائنا وبناتنا من الطلاب والطالبات وعلى المستوى العام للتحصيل العلمي السيئ رغم أن محافظة عدن معروف عنها اهتمام أبنائها. آفة المخدرات من الآفات الخطيرة التي تهدد المجتمع وبشكل مخيف بمحافظة عدن ظاهرة انتشار تناول المخدرات، محافظ عدن قال إن وجود المخدرات في محافظة عدن في الوقت السابق ..فالمدينة يقصدها الناس بشكل دائم ليس من داخل اليمن وحسب، ولكن من مختلف بقاع العالم فموقع عدن يؤثر عليها ..ومع وجود المشاكل زادت المخدرات وهناك من يروجون لانتشارها، وهؤلاء المروجون أشخاص مسلحون وإن كان عددهم غير كبير.. إن إشكاليات أجهزة الدولة في هذه المرحلة انتقالية زاد من توسع هؤلاء وهنا تكمن الإشكالية وليس بوجود المسلحين؛ لأن الدولة لو كانت موجودة من خلال قوة أجهزتها الأمنية لأمكن التعامل مع قضية بروز ظاهرة الانتشار للمخدرات ولتم إنهاؤها والآن الدولة بإمكانها تفادي الأمر، لكن شعور الناس بأنه لا توجد جهة معينة تعالج هذا الموضوع ..فالقضية واضحة معالمها وأسبابها والجهاز الأمني يحاول أن يعمل بالإمكانيات المتوفرة لديه فالجانب الصحي تم مناقشته مع وزير الصحة وإنشاء مركز صحي لمعالجة إدمان الشباب على المخدرات وإن كانت وسائل الإعلام قد أعطت للقضية حجماً أكبر من حجمها الطبيعي. * صحيفة الجمهورية