انتفضت محافظة تعز ضد المحافظ الجديد شوقي أحمد هائل، على خلفية عدم تلبيته لمطالب العسكريين المنظمين للثورة، واحتجاجا على قرار المحافظ بفصل 22 طالبة من شباب الثورة وحرمانهن من التعليم، وقام العسكريون المحتجون بقطع عدد من الشوارع في وسط المدينة، حتى تتم الاستجابة لمطالبهم. وتشهد مدينة تعز حركة احتجاجات غاضبة مستمرة منذ صباح اليوم الخميس، ولا زالت مستمرة حتى ساعة كتابة هذا الخبر، احتجاجا على عدم تلبية محافظ المحافظة شوقي هائل لمطالب العسكريين المحتجين الذين كان قد وعدهم في وقت سابق بتلبية مطالبهم خلال فترة لا تتعدى اليوم الخميس. كما شهدت مدينة تعز احتجاجا نظمه شباب الثورة على قرار المحافظ بفصل 22 طالبة من طالبات مدرستي أسماء بمديرية المظفر ونعمة رسام " سبأ" سابقا، حيث أثار القرار ردود فعل طلابية وشعبية وسياسية واسعة وهتف المحتجون ضد شوقي هائل مطالبين برحيله وتغييره مع وكلاء المحافظة الذين يطالب شباب الثورة بسرعة إقالتهم لاتهامهم بالوقوف وراء محرقة ساحة الحرية وأعمال العنف التي شهدتها المدينة خلال الفترة الماضية. وهتف المحتجون: "شوقي برع شوقي برع، يا شوقي يا جبان تعز حرة لا تهان، الشعب يريد تغيير المحافظ". وعلمت " سما الإخبارية" من مصادر محلية بدمنة خدير أن جنودا منظمين للثورة قطعوا خط تعزعدن بعد ظهر اليوم احتجاجا على قمع زملائهم المحتجين وسط مدينة تعز وللمطالبة بسرعة صرف مستحقاتهم المتأخرة منذ سنة و5 أشهر وتسوية أوضاعهم المالية والعسكرية باعتماد لواء جديد لهم في إطار المحافظة. من جهتها حاولت قوات من الشرطة العسكرية والحرس الجمهوري تفريق المحتجين الذين يقطعون شارع جمال والشوارع المؤدية إليه بالقوة مستخدمين الرصاص الحي في محاولة منهم إخافة المتظاهرين وتفريقهم لكن إصرار المتظاهرين على البقاء وعدم الفرار أجبر تلك القوات على التراجع والانسحاب خوفا من تفجر الوضع ووصول الأمر إلى ما لا يحمد عقباه. وعلى صعيد متصل قالت مصادر مقربة من مدير أمن تعز أن الأخير رفض توجيهات من محافظة تعز بمقع المحتجين في وسط شارع جمال مما دفع محافظ المحافظة باتخاذ قرار بإيقافه على خلفية هذه التوجيهات ورفضه التوجيهات المتكررة منه وكانت أنباء قد تواترت اليوم بإقالة العميد علي السعيدي من منصبه كمدير امن محافظة تعز على خلفية قيامه بحركة تغييرات في إدارة امن 13 مديرية من مديريات المحافظة دون التشاور مع قيادة السلطة المحلية, إضافة إلى إقالة مدير السجن المركزي السابق وإلى تعيين العقيد - عبد الإله الأكحلي - بديلا عنه، وهو الذي قالت بأنه لم يمر على تعيينه أسابيع حتى بدأت أعمال العنف والشغب تعاود في السجن المركزي بحادثة قتل فيها سجينان وجندي وعدد من الجرحى، بالإضافة إلى فرار 10 سجناء تم إعادة أربعة فيما زال ستة آخرون فارين، مما أدى إلى توقيف مدير السجن. وأوضح العريف فواز شائف محمد ثابت بأن تنفيذ الوقفة الاحتجاجية للعسكريين في وسط شارع جمال يأتي بسبب الوعود الكاذبة والمماطلة وعدم تسليم مرتباتهم ومستحقاتهم المالية لمدة سنة ونصف، وقال: وأصبحنا ضحية الثورة التي كنا ننضن أننا سنجني ثمارها نحن وأولادنا وإذا بنا ندفع ثمن مواقفنا في الدفاع عن الثورة العظيمة وقد وعدنا شوقي هائل بحل قضيتنا وبتسليم مستحقاتنا وصرف رواتبنا لسنة ونصف كاملة وبدون نقصان وضمنا إلى اللواء " 17 " مشاه مكيا وهذا هو الوعد الرابع من المحافظ ولم يصدق به. وقال بيان صادر عن العسكريين من أبناء مديرية سامع المنضمين للثورة: «إن من يقف في طريق حل قضيتنا يستهدف تعز بأكملها والمراد منه الركوع إمام الإغراءات من قبل أصحاب المشاريع الجانبية التي ستجلب لتعز الاضطراب والخراب»، وهو الأمر الذي أكد العسكريون رفضه إيمانا منهم بخيار الثورة كخيار وحيد لتحقيق مطالبهم، وفقا للبيان. ودعا العسكريون محافظ المحافظة والجهات الأمنية إلى الوفاء بوعودهم بحل قضيتهم مالم سيستمرون في تصعيد الاحتجاجات حتى تلبية كل مطالب العسكريين المنظمين للثورة, محملين السلطة المحلية وما يسمى بحكومة الوفاق حد تعبير البيان مسئولية تجاهل المطالب التي يطالبون بها. وقال عضو هيئة المجلس الثوري بالمحافظة ضياء الحق السامعي بأن القوى الثورية والسياسية والاجتماعية والنقابية بتعز تعقد جلسات تشاورية لا تخاذ قرارات مناسبة بعد الاستياء من قرارات محافظ المحافظة الذي قضى بفصل 22 طالبة ومعاقبة 21 مدرس ومدرسة من المساندين لثورة الطالبات. وكشف مصدر رفيع بالمحافظة ل«سما» بأن العسكريين المحتجين يعانون من أوضاعا مأساوية، حيث رفعت نساء عدد منهم قضايا أمام المحاكم للمطالبة بالخلع، بسبب عدم إنفاقهم على أسرهم طوال أكثر من عام. وفي إطار التصعيد الثوري قام العسكريون المحتجون بنصب الخيام في شارع جمال بوسط المدينة كما قام بعض العسكريين بقطع خطي الحديدةتعز، وتعزالحديدة.