أقامت حركة حماس مهرجانا خطابيا في غزة بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاما على تأسيسها. وشارك في هذا المهرجان وللمرة الأولى رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، الذي وصل إلى غزة بعد غياب أربعة عقود عن الأراضي الفلسطينية. أقامت حركة حماس في قطاع غزة اليوم السبت (الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2012) مهرجانا جماهيريا حاشدا بمناسبة الذكرى ال 25 لانطلاق الحركة من غزة. وعملت عناصر من حماس على مدار أسبوع على تزيين الشوارع الرئيسية والميادين في غزة بعلم الحركة الأخضر والعلم الفلسطيني وصور لقادة حماس الذين اغتالتهم إسرائيل. وأقيمت منصة ضخمة في مدينة غزة يكملها نموذج ضخم للصاروخ إم 75 الذي أطلق على تل أبيب والقدس في جولة العنف الأخيرة مع إسرائيل. وحضر المهرجان عشرات الآلاف من أنصار حماس يتقدمهم لأول مرة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، الذي ينحدر من الضفة الغربية ويعيش في المنفى منذ 45 عاما تنقل خلالها بين الأردن وسورية وحاليا قطر علما بأنه يرأس المكتب السياسي لحماس منذ عام 1996. واعتبر رئيس حكومة حماس إسماعيل هنية وصول مشعل وقادة الحركة في الخارج إلى غزة "بداية التعبيد لطريق العودة إلى كل فلسطين". ودعا هنية إلى استعادة الوحدة الوطنية "على الأساس الذي انتصرنا عليه وهو المقاومة والتمسك بالثوابت والعمق العربي والإسلامي"، حسب تعبيره. دعوات لإنهاء الانقسام الداخلي
وقد شارك في المهرجان وفد من حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمرة الأولى منذ بدء الانقسام الداخلي منتصف عام 2007. من جهته أكد خالد مشعل في كلمة طويلة ألقاها في المهرجان على الرغبة في توحيد صفوف الفلسطينيين وقال: "نحن سلطة واحدة ومرجعية واحدة ومرجعيتنا منظمة التحرير الفلسطينية التي نريدها أن تتوحد. نريد جعل مشروع السلطة جزءا خادما للمشروع الفلسطيني المتمسك بالثوابت". وأشار مشعل، الذي تعرض لمحاولة اغتيال بالسم من قبل المخابرات الإسرائيلية عام 1997 في الأردن، إلى أن "الخطوة التي عملها الأخ أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) في الأممالمتحدة خطوة صغيرة لكن جيدة نريدها أن تكون دعما للمصالحة الوطنية وخادما للمشروع الوطني"، قبل أن يضيف "المصالحة المصالحة، الوحدة الوحدة". يشار إلى أن مشعل وصل يوم أمس إلى غزة قادما من مصر في أول زيارة له للقطاع منذ مغادرته الأراضي الفلسطينية منذ أربعة عقود. (أ ف ب / د ب أ)