بدأت في العاصمة السودانية الخرطوم مفاوضات مهمة بين شريكي الحكم حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير الجنوب حول ترتيبات ما بعد استفتاء تقرير مصير الجنوب.. وتعقد هذه المفاوضات وسط خلافات كبيرة حول منطقة أبيي الغنية بالنفط فيما تنتقل المفاوضات إلى عاصمة الجنوب جوبا الأسبوع المقبل... وقد وصل وفد رفيع المستوى من حكومة الجنوب امس الى الخرطوم يرأسه نائب رئيس حكومة الجنوب د.رياك مشار لهذا الهدف... وكانت اللجنة الخاصة باستفتاء الجنوب التي يرأسها أيضا د. مشار قد انهت اجتماعات استمرت ثلاثة ايام لدراسة الاستعدادات والترتيبات التي تلي عملية الاستفتاء المقررة اوائل العام المقبل حول مصير الجنوب. واعلن وزير الاعلام في حكومة الجنوب بارنابا بنيامين ان الاجتماعات تناولت القضايا الخاصة بنظام الحكم في الجنوب في حال كانت نتائج الاستفتاء لصالح استقلال الجنوب وانفصاله عن الشمال. يذكر ان اتفاقية السلام التي عقدت بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية عام 2005 تنص على اجراء استفتاء حول مصير الجنوب.. وفي حال كانت نتائج الاستفتاء لصالح استمرار الوحدة بين الشمال والجنوب سيتم تقاسم الحكم بينهما على اساس اتفاقية السلام التي تعرف باسم اتفاقية نيفاشا. اتفاق وكان الطرفان قد توصلا الى اتفاق قبل حوالي اسبوعين على تشكيل اللجنة الفنية للاستفتاء في الجنوب واللجنة ستقوم بدورها بالاشراف على عمل "لجنة عليا خاصة" ويرأسها النائب الاول للرئيس السوداني سيلفا كير ميارديت وتقوم بالتحضيرات على الارض لضمان اجراء استفتاء نزيه وحر حول مصير الجنوب وغيرها من القضايا.. وتنقسم اللجنة الخاصة الى ثلاث لجنان فرعية تتولى كل واحدة مهام محددة. الاولى تتولى الاشراف على تنفيذ الاستفتاء والثانية ومهمتها ترتيبات ما بعد الاستفتاء مثل مصير حقول النفط والاملاك والديون والامن والاتفاقات الدولية. اما اللجنة الثالثة فتتولى اعداد اليات الحكم في الجنوب بعد الاستفتاء مثل اعادة النظر في الدستور المؤقت لجنوب السودان ونقل الحكم من الحكومة المركزية الى حكومة الجنوب. ولا زالت هناك العديد من النقاط العالقة التي يتوقع أن تثير خلافات بين الجانبين في حال اختار الجنوبيون الإنفصال من بينها ترسيم الحدود والديون الخارجية وتوزيع الثروة.