صدر مطلع يوليو الجاري كتاب مارك كرتيس الذي يوثق فيه تعاون بريطانيا مع الجماعات المتشددة والإرهابية بموجب مبدأ فرق تسد، في كل من العراقوسوريا وايران وافغانستان وليبيا ومصر والبلقان واندونيسيا. ياتي الكتاب الذي ينشر أسرار عديدة، بعنوان العلاقات السرية: التعاون السري لبريطانيا مع الاسلام الراديكالي - Secret affairs: Britain's collusion with radical Islam، وفقا لصحيفة الغارديان. يستند الكتاب إلى وثائق رسمية بريطانية رفعت عنها السرية مؤخرا، وتثبت دعم بريطانيا عقب الحرب العالمية الثانية للجماعات الاسلامية في كل من العراقوسوريا وايران وافغانستان وليبيا ومصر والبلقان واندونيسيا، قضلا عن اليمن وفلسطين والاردن. يشير مارك إلى بداية تمويل بريطانيا للإخوان المسلمين في مصر منذ الاربعينيات ودعمتها لاغتيال جمال عبد الناصر ولإسقاط الحكومة الوطنية في سوريا، وكان هدف بريطانيا في دعم الإسلاميين تقويض الحكومات الوطنية والمد القومي العربي، وانسحب دعم الاستخبارات البريطانية على كل الحركات الاسلامية في الشرق الاوسط ضد حكوماتها. وما ولادة منظمة القاعدة إلا امتداد للسياسة البريطانية في دعم المجاهدين ضد السوفيات والحركة الوطنية في افغانستان. وحاربت بريطانيا العديد من خصومها من خلال الحركات الاسلامية مثل ميلوسوفيتش بتدريب قوات مرتبطة بالقاعدة (Kosovo Liberation Army Forces) والقذافي والعراقوافغانستان، ومؤخرا دعمت الاسلاميين جنوبالعراق لتأمين خروجها منه. يضيف الكاتب إلى أن تحويل لندن إلى "لندنستان" من خلال استضافة قادة الإسلاميين المتطرفين كان وسيلة بريطانيا لضمان تحقيق أهداف سياستها الخارجية التي تدفعها المصلحة وتفتقر إلى أي معيار أخلاقي. يؤكد الكاتب أن الواقع هو دوما عكس الحديث العام وفي وسائل الإعلام في أهم القضايا الرئيسية، ومثلا، الحرب على الارهاب هي مجرد حرب لأهداف محددة مسبقا من قبل بريطانيا والولايات المتحدة ويمكن أن تمتد لدول لا تخطر ببال أحد. المصدر:وطن