قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن المعلومات التي جاءت في آلاف من الوثائق، التي تم تسريبها بشأن الصراع في افغانستان، لم تكشف عن جديد. وأكد أن الوثائق التي يصل عددها الى 91 ألفاً، وتتناول الفترة بين 2004 و2009، جاءت قبل تعديل الاستراتيجية العسكرية والمدنية الاميركية هناك، وأن المعلومات هي جزء بالفعل من النقاش العام حول كيفية المضي قدما هناك. ووافقه في الرأي الجنرال الذي عينه اوباما ليرأس القيادة التي تشرف على الحرب في افغانستانوالعراق. وقال الجنرال جيمس ماتيس في جلسة لمجلس الشيوخ «لم أر فيها كشفا لاي معلومات خطيرة». تنديد الغرماء غير ان الحكومة الافغانية دعت الدول الغربية الى اعادة النظر في سياستها حيال باكستان ووقف تقديم مليارات الدولارات لبلد «يدرب الارهابيين». واعلن رانجين دافار سبانتا المستشار الامني للرئيس حميد كرزاي «من الصعب على الافغان القبول برؤية بلد يتلقى 11 مليار دولار من المساعدات لاعادة البناء ولقواته الامنية ويقوم في الوقت نفسه بتدريب ارهابيين»، في اشارة الى باكستان والمساعدة المدنية والعسكرية التي تتلقاها. من جانبه، اعتبر مجلس الامن القومي للحكومة الافغانية ان الوثيقة السرية المتسربة تكشف عدم تجانس الاستراتيجية الغربية حيال «طالبان»، كما تكشف تسامح الحلفاء مع باكستان. وردا على هذه التصريحات، قال عبدالباسط المتحدث باسم الخارجية الباكستانية «هذه المعلومات مغرضة ومجتزأة وليس لها صلة بالواقع»، فيما انتقدت الهند بشدة دور باكستان في دعم المتمردين الافغان بعد نشر مستندات تشير الى وجود علاقة لاجهزة باكستانية بعناصر «طالبان». وقال متحدث باسم الخارجية ان «دعم الارهاب واستخدامه كاداة سياسية امر مدان كليا». انتقادات وأموال وفي واشنطن، تزايدت الانتقادات لحرب افغانستان، حيث قال النائب الديموقراطي اليساري دنيس كوسينيتش «استيقظي يا اميركا. نشر الوثائق السرية من قبل «ويكيليكس» يعطينا 92 الف سبب لانهاء الحرب». من جهته، دافع السيناتور الديموقراطي جون كيري عن استراتيجية اوباما، وقال خلال جلسة عن النزاع الافغاني في مجلس الشيوخ «من المهم الا نضخم القضية والا ننفعل كثيرا». رفض سحب القوات من جهة اخرى، رفض مجلس النواب ب 38 صوتا مقابل 372 قرارا بسحب القوات الاميركية من افغانستان تقدم به كوسينيتش والنائب الجمهوري رون بول. غير ان هذه الانتقادات لم تمنع مجلس النواب من تحريك حوالي ستين مليار دولار لتمويل النزاع الافغاني وارسال ثلاثين الف جندي اضافي في تعزيز اعلن عنه اوباما في ديسمبر. في الأثناء، حذر الجنرال جيمس ماتيس، الذي خلف الجنرال بترايوس في قيادة القوات في العراقوافغانستان، امام لجنة مجلس الشيوخ، ان بدء الانسحاب من افغانستان عام 2011 سيكون حسب الظروف وليس على حساب هذا البلد، مبينا ان قوات الاطلسي ستواجه «أشهرا من المعارك الصعبة».