عقدت اللجنة السياسية المشتركة بين شريكى الحكم في السودان "المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية للتحرير" اليوم إجتماعها الأول لتنفيذ توجيهات مؤسسة الرئاسة السودانية بشأن الاستفتاء الخاص بتقرير مصير جنوب السودان . وأكد الجانبان - فى مؤتمر صحفى مشترك لممثلى الشريكين برئاسة مستشار الرئيس السودانى للامن صلاح عبدالله قوش وباقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية ووزير السلام بحكومة جنوب السودان - أكدا حرصهما على إجراء الاستفتاء فى الموعد المحدد له ,كما دعا الجانبان المجتمع الدولي للاسهام في تنفيذ التزاماته وتعهداته لإنجاز إستفتاء جنوب السودان والمساهمة في المراقبة والتأكد من الجو الذي سيتيح استفتاء حر ونزيه لكافة مواطني جنوب السودان . وأضاف صلاح عبد الله أن مفوضية الاستفتاء يمكنها أن تبدأ العمل التنفيذي فور تحضير كل الإجراءات المتعلقة باستفتاء جنوب السودان في موعده المحدد يوم التاسع من شهر يناير المقبل , مشيرا إلي أنه تقرر أن تبدأ اللجان الفنية لترسيم الحدود طبقا للخرائط . من جانبه , قال باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية إن مؤسسة الرئاسة بلورت خطة واضحة لإدارة الأوضاع وعملية إجراء الاستفتاء وتكملة تنفيذ اتفاقية السلام وتهيئة الأجواء في السودان في هذه الفترة , مشيرا إلى أن الرئاسة تعمل لضمان أن تكون عملية الاستفتاء سهلة وواضحة وأن يكون الاستفتاء حرا ونزيها وبمراقبة دولية . وكانت مؤسسة الرئاسة السودانية التى تضم الرئيس عمر البشير ونائبيه سلفاكير وعلى عثمان طه قد اعتمدت فى وقت مبكر اليوم, جملة من القرارات والتدابير لتذليل كل العقبات التي تواجه مفوضية الاستفتاء وطالبت بالاسراع فى إكمال تنفيذ ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب لتنفيذه في وقته المحدد . من جهة أخري اعتبرت الحكومة، اتهام المدعي العام للمحكمة الجنائية لويس مورينو اوكامبو، للرئيس عمر البشير باساءة استغلال كرم الضيافة الافريقية، ضعفا وعدم المام بالقانون. وقالت ان الرجل اصبح مفضوحا لكل العالم ويريد تنصيب نفسه على الافارقة عبر المحكمة الجنائية. وشن وزير الدولة بالخارجية السودانية ، كمال علي حسن، هجوما على اوكامبو، وقال ان قضيته اصبحت سياسية وشخصية واضاف الان اوكامبو اصبح يلتقط صفعات من السودان. واكد الوزير ان سفر الرئيس السوداني ليس استغلالا وانما تلبية لدعوات من القادة الأفارقة، وقال ان الدول الافريقية وزعماءها الان يقفون موقف الاتحاد الافريقي الذي اعلن رفضه التعامل مع الجنائية . وقال هذا موقف واضح وصريح تم اعتماده في اجتماع كمبالا مؤخرا بما في ذلك الدول الموقعة على ميثاق روما واضاف بل انهم رفضوا فتح مكتب للمحكمة في اديس ابابا ما عزز موقف السودان. وكشف وزير الدولة بالخارجية ان هدف السودان هو فضح هذا المدعي للعالم كله حتى لا يستهدف افريقيا وزعماءها، وعزا حديثه الاخير لما اسماه الصفعة القوية التي وجهها له السودان حتى لا تقوم له منزلة ، قائلا هذه التصريحات رد فعل.. اوكامبوا الان يتعامل كسياسي اكثر منه قانوني . واشاد السودان امس بتأييد الاتحاد الافريقي له في مواجهة المحكمة الجنائية الدولية، وقالت وزارة الخارجية في بيان لها امس، ان حكومة السودان تقدر مواقف الاتحاد الافريقي القوية التي عبر عنها في بيان امس قائلا الاتحاد الافريقي يعبر عن خيبة امل افريقيا لعدم استجابة مجلس الامن الدولي لمطلب الاتحاد المشروع بوقف اجراءات ما يسمى بالمحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس عمر البشير . كما اثنى السودان على مواقف تشادوكينيا وشعبيهما. وكان البشير زار مؤخرا كلا من انجمينا ونيروبي رغم توقيعهما على ميثاق روما. وفي عام 2008 وصف سفير السودان في الاممالمتحدة اوكامبو بأنه «ارهابي» بعدما قالت متحدثة باسم المحكمة الجنائية ان المحكمة خططت لاعتقال وزير سوداني مطلوب بتحويل مسار طائرة كانت ستقله الى السعودية. يذكر ان قضاة المحكمة الجنائية الدولية رفعوا امر كينيا الى مجلس الامن لسماحها بزيارة البشير اخيرا. وآثرت كينيا الا تعتقل البشير بخصوص اتهامات المحكمة الجنائية الدولية عندما زارها يوم الجمعة الماضية في احتفال بمناسبة التوقيع على دستورها الجديد.