قال مسؤولو أمن لبنانيون يوم الثلاثاء إن الجيش اللبناني احتجز إحدى زوجات زعيم الدولة الاسلامية ابو بكر البغدادي وإحدى بناته اثناء عبورهما من سوريا منذ تسعة أيام في خطوة ينظر اليها على انها تمثل ضغطا محتملا على البغدادي. وقال مسؤول أمن لبناني ومصدر سياسي كبير إن الزوجة تدعى سجى الدليمي وانها عراقية. وذكرت صحيفة السفير اللبنانية ان الجيش احتجزها "بالتنسيق مع أجهزة استخباراتية أجنبية". وقال مصدر أمني لبناني إن اعتقال الدليمي يمثل ورقة مساومة مهمة لممارسة ضغوط في مفاوضات لتحقيق الافراج عن 27 من أفراد قوات الامن اللبنانية الذين اسرهم مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية في أغسطس آب الماضي قرب الحدود السورية وهو رأي يشاركه فيه مسؤولون لبنانيون آخرون ممن أكدوا احتجاز الدليمي. وقال مسؤول أمن لبناني كبير إن زوجة البغدادي كانت تسافر برفقة إحدى بناتهما في تناقض مع تقارير سابقة قالت إنها كانت تتنقل برفقة أحد أبنائها. وذكر المسؤول ان اختبارات الحمض النووي (دي.ان.ايه) أجريت للتأكد من انها ابنةالبغدادي. واحتجزت زوجة البغداديوابنته في شمال لبنان. وذكر مسؤولو الامن انه يجري استجواب زوجة البغدادي في مقر وزارة الدفاع. ولم يرد أي رد فعل فوري على المواقع الالكترونية التابعة للدولة الاسلامية رغم ان بعض مؤيدي الجماعة كذبوا التقرير. وقال فواز جرجس خبير شؤون الشرق الأوسط في كلية الاقتصاد بجامعة لندن إن عملية الاعتقال توضح انه يبدو ان لدى التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة جهاز مخابرات كفء في سورياوالعراق. وقال لرويترز "تحدثت الى عدد قليل من الناس أبلغوني بانها عملية اعتقال منسقة بين أجهزة المخابراتالامريكية والجيش اللبناني". وأضاف "لو كنت ابو بكر البغداديلانتابني القلق البالغ من انهم يقتربون جدا. إنه تطور... مخيف للغاية بالنسبة الى الدولة الاسلامية لاسيما قياداتها". وكانت الدليمي بين 150 امرأة أفرج عنهن من سجن تابع للحكومة السورية في مارس آذار في اطار مبادلة للسجناء تم بموجبها الافراج عن 13 راهبة أسرهن مقاتلون مرتبطون بالقاعدة في سوريا طبقا لما ذكرته وسائل الاعلام وقتئذ. وقال مصدر على صلة بالمخابراتالعراقية إن المرأة المعتقلة هي زوجة عراقية للبغدادي لكنه لم يستطع تأكيد اسمها. واشار المصدر الى وجود تعاون بين السلطات العراقيةواللبنانية مما أدى الى اعتقالها. وذكرت مصادر عشائرية في العراق أن لزعيم الدولة الاسلامية ثلاث زوجات اثنتان من العراق والثالثة سورية. وسيطرت الدولة الاسلامية على مناطق واسعة في العراقوسوريا الى الشرق من لبنان وأعلنت "الخلافة" في المناطق التي تسيطر عليها. وشنت قوات الامن اللبنانية حملة على المتعاطفين مع الدولة الاسلامية في لبنان وأصبحت أجهزة المخابرات أشد يقظة عند المعابر الحدودية. واعتقلت السلطات خلال الاشهر القليلة الماضية عشرات ممن يشتبه انهم من مقاتلي الدولة الاسلامية الذين يشنون هجمات لتعزيز نفوذ التنظيم المتشدد في لبنان. ويسعى تحالف تقوده الولاياتالمتحدة الى التصدي للدولة الاسلامية وتقليص رقعة الاراضي التي تسيطر عليها في العراقوسوريا. ونفى مقاتل بتنظيم الدولة الاسلامية نبأ اعتقال زوجة البغدادي وقال من داخل سوريا "تحريت عن مدى صحة النبأ مع قادتي وقالوا إنها اخبار زائفة. اللبنانيون يكذبون". وزلزلت تبعات الصراع السوري لبنان مرارا. ويطالب متشددون لهم صلة بجبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا وبالدولة الاسلامية بالافراج عن اسلاميين تحتجزهم السلطات اللبنانية في مقابل الافراج عن أفراد من قوات الامن اللبنانية اسروا في أغسطس اب. ورصدت الولاياتالمتحدة جائزة قيمتها عشرة ملايين دولار لمن يقدم معلومات ترشد الى معرفة مكان البغدادي أو اعتقاله او ادانته. والاسم الحقيقي للبغداديالعراقي الجنسية هو ابراهيم عواد ابراهيم علي البدري السامرائي. ودعا البغدادي الى مهاجمة حكام السعودية في خطبة نسبت اليه الشهر الماضي. وقال البغدادي في خطابه الذي بث في 13 نوفمبر تشرين الثاني ان الخلافة التي أعلنها "تتمدد" في السعودية وأربع دول عربية أخرى. وأشارت نبذة شخصية عن البغدادي نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي متعاطفون مع الدولة الاسلامية الى انه متزوج لكنها لم تقدم المزيد من التفاصيل. وأفادت سيرة ذاتية نشرتها منتديات اسلامية إنه ولد عام 1971 وانه من اسرة عراقية من الدعاة ومعلمي اللغة العربية وانه درس في الجامعة الاسلامية في بغداد. وذكرت تقارير اعلامية امريكية ان البغدادي احتجز سنوات عدة في سجن تديره الولاياتالمتحدة في جنوبالعراق قبل ان يصبح زعيما لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق عام 2010 الذي سبق تنظيم الدولة الاسلامية الحالي والذي امتد الى سوريا عام 2013. وفي يونيو حزيران أعلنه التنظيم "خليفة للمسلمين" وطالب كل المسلمين بمبايعته. وقال مسؤولو أمن يوم الثلاثاء ان السلطات اللبنانية احتجزت ايضا زوجة انس شركس وهو زعيم كبير في جبهة النصرة في سوريا ولم يكشفوا عن هويتها