يتمثل إطلاق مركبة "أوريون" من "مركز كيندي" في رحلة تجريبية أهم حدث في سجلات وكالة "ناسا" الفضائية الأمريكية خلال العام الجاري. بل إن هذه العملية تعد اليوم محطة هامة في تاريخ الوكالة الأمريكية بشكل خاص وفي سجلات علوم الفضاء عموما لأن رحلة "أوريون" التجريبية هذه تندرج في إطار مساعي الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى إرسال مركبة مماثلة إلى كوكب المريخ وفيها رواد فضاء وذلك في حدود عام 2030. وتستغرق رحلة مركبة "أوريون" التجريبية غير المأهولة بعد وضعها في مدارها أربع ساعات وأربعاً وعشرين دقيقة قبل العودة إلى الأرض والهبوط في المحيط الهادئ. ومن أهداف هذه التجربة اختبار قدرة المركبة على الثبات أمام درجات حرارة تبلغ ألفين ومائتي درجة. وإذا كانت كلفة المركبة وحدها قد بلغت 370 مليون دولار، فإن كلفة المشروع الرامي إلى إعداد العدة لإنزال رحلة مأهولة فوق المريخ قد كلفت وكالة الفضاء الأمريكية حتى الآن تسعة مليارات ومائة مليون دولار. أما أهم المحطات التجريبية المقبلة قبل إنزال الإنسان على كوكب المريخ فهما تلك التي تتمثل في إرسال مركبة غير مأهولة من مركبات "أوريون" تحلق بعيداً عن الأرض وإرسال مركبة مأهولة إلى القمر في حدود عام 2018 تكون مهامها الأساسية مساعدة الإنسان على استخدام القمر كمكان يمكن له الاستراحة فيه بعض الوقت والتزود منه بمعدات وهو في الطريق إلى كواكب النظام الشمسي الأخرى وربما إلى عوالم أخرى خارج النظام الشمسي. وتجدر الملاحظة إلى أن تشغيل مركبات "أوريون" يختلف كثيراً عن تشغيل المركبات الفضائية المأهولة التي كانت قد أرسلت من قبل إلى الفضاء وأوصلت الإنسان إلى سطح القمر. فالمكّوكات الفضائية السابقة كانت تطلق بمحركات ذاتية وتعود للهبوط في الأرض مثلما تحط الطائرات. أما مركبات "أوريون" فهي توضع على صواريخ تحملها إلى الفضاء وعند عودتها إلى الأرض تسقط بواسطة مظلات.