وصل الخرطوم مساء أمس جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، في زيارة رسمية يجري خلالها مباحثات مع المسئولين بالدولة تتعلق بالموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وأكّدَ استعداد واشنطن، فتح صفحة جديدة مع الخرطوم في حال تمريرها الاستفتاء بهدوء. وقال عقب وصوله، إنّ الولاياتالمتحدة تريد علاقات جديدة مع السودان، وهي تعرض عليه امتيازات فورية إذا أجرى الاستفتاء بسلام، وأشار كيري إلى أن بلاده سبق لها أن عرضت حوافز تشجيعية على السودان بينها تخفيف العقوبات المفروضة عليه. وقال: أعتقد أن السودانيين لهم الحق في توقع ذلك إذا كان هناك تعاون كامل وإذا جرى الاستفتاء بشكل ملائم وحسب المعايير الدولية .. وأضاف: أعتقد أن هناك تعهداً يجب تفعيله بطريقة ما . لكنه حذّر في المقابل الخرطوم من اختيار الطريق الخطأ، في الوصول لحلول للقضايا العالقة بينهما في مباحثات اديس ابابا، مشيراً إلى أن هناك خيارات أخرى لدينا لتعزيز العقوبات. وأكد أن ذلك لا يمثل الطريق الذي تفضله إدارته لأي من الأطراف. ودعا كيري في مؤتمر صحفي عقده أمس بالخرطوم الاطراف السودانية لضرورة بذل مزيد من الجهود وتهيئة المواقف لإنجاح المباحثات بأديس ابابا، ووصف المرحلة التي تمر بها البلاد بالحرجة والمهمة في مسيرة تنفيذ اتفاقية السلام الشامل، وشدد على إمكانية إيجاد حل لمشكلة دارفور، واعتبر أن الحكومة تمثل المفتاح الذي يساعد على ذلك، ورهن كيري تطور العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين الخرطوموواشنطن بالتعاون الكامل لتنفيذ اتفاقية السلام وإجراء الاستفتاء في موعده المحدد بشفافية ومسئولية، وأقر بوجود وعود لم تتحقق في الماضي مما ولد بعض الشكوك، وأضاف "أصدقكم القول أن الرئيس اوباما يريد أن يرى طريقا لعلاقة جيدة مع السودان"، وأكد عدم وجود شيء يحرك العلاقة مع الولاياتالمتحدة والعديد من الدول الأخرى في الغرب بالسرعة المرجوة غير التعاون التام في تنفيذ اتفاقية السلام واجراء الاستفتاء في موعده بشفافية ومسئولية. من جانبه انتقد المقدم الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، تجسس الإدارة الأمريكية على الحدود بين الشمال والجنوب عبر الأقمار الاصطناعية، وقال الصوارمي ، إن التجسس ممنوع عالمياً قانوناً وعُرفاً وأخلاقاً وغير سليم ، وأضاف أن أمريكا هدفت بذلك التصريح لزيادة شقة الخلاف بين الشمال والجنوب وافتعال الأزمات، وأشار الى أن نيفاشا جاءت لإزالة الخلاف، وقال لا نحتاج إلى طرف ثالث للتدخل بين الشمال والجنوب، وأوضح أن هناك آليات لفض النزاعات إن حدثت بين الطرفين. من جانبه التقى سلفاكير ميارديت النائب الاول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب بجوبا أمس برئيس حكماء افريقيا ورئيس جنوب أفريقيا السابق ثامبيو امبيكي للتشاور بشأن الاستفتاء واجتماعات اديس ابابا بين الشريكين بحضور والي ولاية النيل الازرق مالك عقار، ووزير وزارة مجلس الوزراء بحكومة الجنوب كوستا مانيبي. وقال امبيكي في تصريحات صحفية مقتضبة عقب اللقاء إن الاجتماع تناول الترتيبات المتعلقة بإجراء المحادثات القادمة بين الشريكين بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا والمقرر إجراؤها نهاية اكتوبر الجاري بهدف تهيئة الأجواء لإنجاحها. وأضاف امبيكي أن الاجتماعات التي سيحضرها المبعوث الأمريكي للسودان الجنرال سكوت جرايشن الأسبوع القادم لن تقتصرعلى قضية ابيي وحدها، موضحاً أنها ستشمل كافة القضايا محل الخلاف بين الطرفين، وأعرب امبيكي عن أمله في أن يصل الطرفان لنتائج ايجابية في الجولة القادمة من المباحثات، معترفا بحدوث اخفاقات في الجولة السابقة، وطالب امبيكي شريكي الحكم بالتحلي بروح التسامح في الجولة القادمة، للتوصل لحلول ناتجة عن قناعات بشأن كل القضايا الخلافية بينهما. وقال امبيكي إنه التقى بنائب الرئيس علي عثمان طه قبل لقائه بسلفاكير، وكشف عن لقاء مرتقب بينه وبين الرئيس السوداني عمر البشير الاثنين المقبل، معتبرا أن هذه اللقاءات تساعد في وضع خطط جيدة لإنجاح العملية التفاوضية. وشدد امبيكي على حرص الاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي على اجراء الاستفتاء في الموعد المحدد له مع احترام خيار شعب الجنوب سواء أكانت نتيجة الاستفتاء وحدة أم انفصالا. كشف مقرر مفوضية الاستفتاء لجنوب السودان الفريق طارق عثمان عن تكوين 79 لجنة فرعية بولايات الجنوب العشر، بجانب تكوين 10 لجان أخرى بواسطة المفوضية القومية للإشراف على اللجان الفرعية، موضحاً أن مفوضية إستفتاء الجنوب تشرف على تحديد مراكز التسجيل لتصبح مراكز للاقتراع فيما بعد، وأكد إشراف مفوضيته على أداء القسم للجان الفرعية للمقاطعات (المحليات) بولايات الجنوب العشر، مشيراً إلى بداية التوعية والتثقيف في الأجهزة الإعلامية بالجنوب. من جانبه بحث رئيس مفوضية الاستفتاء د. محمد إبراهيم خليل أمس مع السفير الأمريكى المسئول عن متابعة إجراءات عملية الاستفتاء بالسودان برنستون ليمان الخطوات التي اتخذتها المفوضية لتكملة عملها، وقال الناطق الرسمي باسم مفوضية الاستفتاء السفير جمال محمد إبراهيم إن رئيس المفوضية قدم شرحا للسفير الأمريكي حول إجراءات إكمال هيكل المفوضية على مستوى الأمانة العامة وتشكيل اللجان العليا بالولاياتالجنوبية والشمالية بجانب قرار إعلان الجدول الزمني لإجراءات الاستفتاء. من جهة اخري أعربت مجموعة منظمات المجتمع المدني في جنوب السودان، في مؤتمر صحفي بجوبا امس الاول، عن قلقهم إزاء المفاوضات التي تجري بين المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية فيما يختص بمواضيع ترتيبات ما بعد الاستفاء دون إستشارة بقية الاحزاب السياسية و منظمات المجتمع المدني. و حث إيزاك كونقورو كيني، رئيس فرق عمل الاستفتاء بمجموعة منظمات المجتمع المدني، الاطراف بالعمل على مواصلة الحوارات البناءة التي يمكن ان تُحدِث تقدم ملحوظ بشأن ترتيبات ما بعد الاستفتاء. و ناشد كيني المجتمع الدولي و المراقبين المحليين لإنشاء لجنة تصويت و فرز و مركز للتجميع منفصل عن المفوضية. و قالت مجموعة منظمات المجتمع المدني في جنوب السودان- فرقة الاستفتاء، بانه ينبغي أن توافق الحركة الشعبية و المؤتمر الوطني فورا على آلية التحكيم الدولي لتسوية أي نزاع على نتيجة الاستفتاء. في سياق اخر خرج عدد من أبناء منطقة أبيي في مسيرة سلمية أمس الجمعة بواو في ولاية غرب بحر الغزال، وسلموا ورقة للمسئولين بمكتب بعثة الاممالمتحدة في السودان بمدينة واو، مطالبين فيها بالتطبيق الفوري لبروتوكول أبيي.