إعتبرت السفيرة الاميركية لدى لبنان أن قيام الرئيس الاميركي باراك اوباما بتعيين سفير اميركي جديد في سوريا "ليس مكافأة للحكومة السورية" بل "لتحسين القدرة على توجيه رسائل حازمة" الى الحكومة السورية. وجاء في بيان صادر عن السفيرة الاميركية في بيروت مورا كونيلي "يجب عدم النظر إلى تعيين سفير للولايات المتحدة في دمشق كمكافأة للحكومة السورية، حيث ان وجود سفير في دمشق سيؤدي الى تحسين قدرتنا على توجيه رسائل حازمة للحكومة السورية ولإبراز أولوياتنا وابلاغ ما يقلقنا بصورة واضحة الى سوريا". واضافت السفيرة الاميركية "إن اية خطوة تتخذ مع سوريا لن تكون على حساب لبنان". من جهة أخرى، وصف سياسيون وإعلاميون سوريون قرار أوباما باعادة تعيين سفير لواشنطن في دمشق بأنه خطوة ايجابية فيما أكد البعض منهم أيضا أنه تصحيح لخطأ سابق ارتكب قبل ست سنوات. وقال رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية في مجلس الشعب السوري سليمان حداد إن اعادة تعيين سفير للولايات المتحدة في بلاده "خطوة ايجابية" لتحسين العلاقات بين الجانبين. وأضاف حداد في تصريح له اليوم ان قرار اوباما بتعيين السفير روبرت فورد في دمشق جاء بمثابة تصحيح لسير العلاقات بين دمشقوواشنطن من جانب الولاياتالمتحدة مؤكدا تمسك دمشق بالسلام العادل والشامل القائم على أسس العدل وعودة الحقوق الى أصحابها. من جهته قال المستشار السابق في رئاسة الجمهورية جورج جبور ان قرار الرئيس الاميركي باعادة سفير بعد عامين من استلامه السلطة واطلاقه وعدا بذلك هو تصحيح لخطأ الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بسحب السفير وبذلك تعود الأمور الطبيعية بين البلدين بتبادل العلاقات الدبلوماسية. وانتقد جبور ابقاء العقوبات الأميركية على سوريا قائلا "ان هذه العقوبات خاطئة لأن الدول لا تفرض على بعضها عقوبات بل الأممالمتحدة هي من يفرض تلك العقوبات". وأعرب عن الأمل في أن تتبع الادارة الأميركية قرار عودة السفير بقرار ينهي العقوبات على سوريا ورفع اسمها من دول (محور الشر). بدوره اعتبر رئيس تحرير صحيفة (الوطن) السورية وضاح عبد ربه أن خطوة اعادة تعيين السفير الاميركي هي خطوة تخدم الولاياتالمتحدة قبل أن تخدم سوريا مؤكدا أن تعيين السفير فورد سيفتح الباب أمام واشنطن لحوار عال المستوى مع سوريا. وقال ان قرار واشنطن بسحب سفيرها عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري "كان خطأ سياسيا ويدخل ضمن سلسلة الاتهامات التي وجهت الى دمشق آنذاك بأنها من قتل الحريري". وكانت الخارجية الأميركية أكدت أمس أن الهدف الأساسي من تعيين روبرت فورد سفيرا لواشنطن لدى دمشق هو حماية مصالح الولاياتالمتحدة في المنطقة