سلسلة غارات امريكية على محافظتين يمنيتين    نقابة الصحفيين اليمنيين تطلق تقرير حول وضع الحريات الصحفية وتكشف حجم انتهاكات السلطات خلال 10 سنوات    استمرار انهيار خدمة الكهرباء يعمّق معاناة المواطنين في ذروة الصيف في عدن    3 عمليات خلال ساعات.. لا مكان آمن للصهاينة    فعاليات للهيئة النسائية في حجة بذكرى الصرخة ووقفات تضامنية مع غزة    - اعلامية يمنية تكشف عن قصة رجل تزوج باختين خلال شهرين ولم يطلق احدهما    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    شاب يمني يدخل موسوعة غينيس للمرة الرابعة ويواصل تحطيم الأرقام القياسية في فن التوازن    بدعم كويتي وتنفيذ "التواصل للتنمية الإنسانية".. تدشين توزيع 100 حراثة يدوية لصغار المزارعين في سقطرى    قرار جمهوري بتعيين سالم بن بريك رئيساً لمجلس الوزراء خلفا لبن مبارك    غرفة تجارة أمانة العاصمة تُنشئ قطاعا للإعلان والتسويق    "ألغام غرفة الأخبار".. كتاب إعلامي "مثير" للصحفي آلجي حسين    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    إنتر ميلان يعلن طبيعة إصابة مارتينيز قبل موقعة برشلونة    منتخب الحديدة (ب) يتوج بلقب بطولة الجمهورية للكرة الطائرة الشاطئية لمنتخبات المحافظات    أزمة اقتصادية بمناطق المرتزقة.. والمطاعم بحضرموت تبدأ البيع بالريال السعودي    عدوان أمريكي يستهدف محافظتي مأرب والحديدة    وزير الخارجية يلتقي رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر    تدشين التنسيق والقبول بكليات المجتمع والمعاهد الفنية والتقنية الحكومية والأهلية للعام الجامعي 1447ه    وفاة عضو مجلس الشورى عبد الله المجاهد    اجتماع برئاسة الرباعي يناقش الإجراءات التنفيذية لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية    الطيران الصهيوني يستبيح كامل سوريا    مصر.. اكتشافات أثرية في سيناء تظهر أسرار حصون الشرق العسكرية    اليمن حاضرة في معرض مسقط للكتاب والبروفيسور الترب يؤكد: هيبة السلاح الأمريكي أصبحت من الماضي    قرار بحظر صادرات النفط الخام الأمريكي    أزمة جديدة تواجه ريال مدريد في ضم أرنولد وليفربول يضع شرطين لانتقاله مبكرا    الحقيقة لا غير    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    أسوأ الأطعمة لوجبة الفطور    سيراليون تسجل أكثر من ألف حالة إصابة بجدري القردة    - رئيسةأطباء بلاحدود الفرنسية تصل صنعاء وتلتقي بوزيري الخارجية والصحة واتفاق على ازالة العوائق لها!،    الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن    الجنوب يُنهش حتى العظم.. وعدن تلفظ أنفاسها الأخيرة    مليشيا الحوثي تتكبد خسائر فادحة في الجفرة جنوب مأرب    إعلان عدن التاريخي.. نقطة تحول في مسار الجنوب التحرري    استشهاد نجل مستشار قائد محور تعز العميد عبده فرحان سالم في مواجهات مع المليشيا    اسعار الذهب في صنعاء وعدن السبت 3 مايو/آيار2025    الأرصاد يتوقع استمرار هطول الامطار ويحذر من التواجد في بطون الأودية    إصلاح الحديدة ينعى قائد المقاومة التهامية الشيخ الحجري ويشيد بأدواره الوطنية    عدوان مستمر على غزة والاحتلال بنشر عصابات لسرقة ما تبقى من طعام لتعميق المجاعة    مانشستر سيتي يقترب من حسم التأهل لدوري أبطال أوروبا    خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    صحيفة: أزمة الخدمات تعجّل نهاية التعايش بين حكومة بن مبارك والانتقالي    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محاضرة في أربعاء تريم الثقافي: صورتنا في الفن الاستشراقي واقع تاريخي ام استعلاء ثقافي
نشر في سما يوم 06 - 01 - 2011

قدم مركز تريم للعمارة والتراث محاضرة جديدة ضمن سلسلة محاضرات أربعاء تريم الثقافي والتي تعقد للسنة الرابعة على التوالي في الاربعاء الأول من كل شهر تحت رعاية وزراتي الثقافة والإعلام في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق وذلك في مساء الأربعاء 5 كانون الثاني 2011م.
ألقت المهندسة ريم عبد الغني كلمة رحبت فيها بالضيوف، وأوضحت أهمية موضوع الإستشراق وسبب تناوله من قبل مركز تريم للعمارة والتراث، وأكدت على تصميم مركز تريم للعمارة والتراث على الاستمرار في عقد أمسيات أربعاء تريم الثقافي لهذا العام للسنة الرابعة على التوالي، مساهمة في الحراك الثقافي في سوريا.
ويذكر أن مركز تريم للعمارة والتراث مؤسسة غير حكومية، مركزها دمشق، أسستها المهندسة ريم عبد الغني في كانون الثاني -يناير 2004 م، تُعنى بالتراث والعمارة في العالم العربي من خلال التوثيق والدراسة والنشر والإنتاج الفني وتنفيذ المشاريع الهندسية وإكمال الحفاظ والترميم وتبادل الخبرات مع المؤسسات والهيئات والمراكز المماثلة في العالم.
ألقى المحاضرة التي دارت حول: صوﺭتنا في الفن الاستشراقي: وﺍقع تاﺭيخي أﻡ ﺍستعلاﺀ ثقافي؟ الأستاذ الدكتور ناصر الرباط، أستاذ الآغا خان للعمارة الاسلامية، ومدير برنامج الآغا خان في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (M.I.T) في كامبرج- الولايات المتحدة الأميركية

حضر الندوة الرئيس علي ناصر محمد رئيس اليمن السابق، ومعاون وزير الثقافة الدكتور محمد تركي، ومدير المؤسسة العربية للإعلان السيد ماجد حليمة، والعميد مناف طلاس، ومدير مكتب وزير الثقافة اليمني السيد معاذ الشهابي، وعدد كبير من المسؤولين والأكاديميين والمثقفين والإعلاميين وجمهور كبير من المهتمين من دمشق والمحافظات السورية ومن خارج سورية أيضاً.
التعامل الساذج مع الفن الإستشراقي، والشرق المُتخيّل:
ناقش الدكتور الرباط الاقبال الشديد الذي يشهده الفن ﺍلاستشراقي في العالم العربي ﺍليوم .فاللوحاﺕ الاستشراقية التي تعوﺩ بمعظمها للقرﻥ التاسع عشر وﺍلثلث الأوﻝ من القرﻥ العشرين ﺃصبح لها مزﺍدﺍت سنوية ناجحة مما ﺩفع بأسعاﺭ الفن الاستشرﺍقي إلى مستوياﺕ لا تبرﺭها إطلاقاً قيمته الفنية. وأوضح بأن مقتني الفن الأثرياﺀ في العالم ﺍلعربي يتهافتوﻥ على شراء هذﻩ اللوحاﺕ وتزيين دورهم بها على أساس أنها تمثل تراثهم وتاريخهم بحساسية فنية ﻭبواقعية منقطعة النظير. ﻭلا يقتصر الأمر على الأثرياﺀ فهناﻙ ﺃيضاً ﺍنتشاﺭ استخداﻡ المناظر ﺍلاستشرﺍقية لتمثيل ملامح من تاريخنا ﺃو تراثنا في البحوﺙ والمقالاﺕ وﺍلكتب ﺍلتي تعنى بالشأﻥ التراثي في عالمنا العربي المعاصر، الأمر الذي يستوجب التعليق على هذﻩ الظاهرﺓ على أﻛثر من صعيد. فبالإضافة لعدم التوافق التاريخي بين تلك اللوحاﺕ على اختلاﻑ مدارسها الفنية وجنسياﺕ فنانيها وبين موﺍضيعها المختلفة التي يمكن اختزالها بمقولة تمثيل الشرﻕ تمثيلاً فنياً موضوعياً، فهناﻙ- برأي المحاضر- مشكلة أعمق بحاجة ملحة لأن تطرﺡ على بساﻁ البحث النقدﻱ في عالمنا العربي حيث مازﺍﻝ التعامل مع الفن الاستشراقي والإعجاﺏ بانتاجه الطويل وﺍلمتنوﻉ يتميز بسذﺍجة شديدة.
فهذﻩ اللوحاﺕ ﺍلاستشراقية، التي تدعي تمثيل مناظر حقيقية من الحياة اليومية للشرقيين (وﺍلمقصوﺩ هنا في أغلب الأحوﺍل العرب في بلاد ﺍلشام ومصر وﺍلمغرب(، لا يمكنها حقاً ﺍدعاء الواقعية أو الموضوعية، ولا يختلف ﺍلأمر ﮐثيراً بالنسبة للمتفرج العربي المعاصر ﺍلذي يفتش عما يصله بالماضي ﺍلزاهي الذي يزدﺍد زهواً في مخيلته بقدر ما يزداﺩ حاضره قتامة، وﺍلذي يجد في الفن الاستشراقي الغرﺍئبي والمليء بالألواﻥ والحركة وﺍلأزياﺀ الغريبة وﺍلأشكال الغنجة ﺍلمغرية مهرباً ومتنفساً. ولكن هذﻩ اللوحات الاستشراقية على وﺍقعيتها ﺍلظاهرية وعلى دغدغتها لإحساس هذﺍ المتفرج المعاصر بالتواصل التاريخي بينه وبين ماض ﺇيجابي يحّن إليه، تخلق عبر أساليب ﺍلصنعة من رﻭمانتيكية وﻭﺍقعية ﻭﺍنطباعية ومجردﺓ وغيرها صورﺍً "واقعية" للشرق المتخيل ثم تثبت هذﻩ " الحقيقة الواقعية" من خلال إنتاجها فنياً على سطح اللوحة نفسها بدرجات من الحس الفني متفاوتة ولكن بمحتوﻯ من المعنى متشابه.
صناعة الشرق في أوروبا :
"صناعة" الشرﻕ في أوروبا قديمة قدﻡ العلاقة بين ﺃوﺭﻭبا وﺍلشرﻕ الإسلامي، وهي قد اعتمدﺕ منذ البداية على مزيج معقد من الملاحظاﺕ وﺍلدرﺍساﺕ وﺍلخياﻝ ﻭﺍلرغبة وﺍلعدﺍوﺓ وﺍلخوف وﺍلحذر والإعجاب وﺍلذاﮐرﺓ التاريخية المبتسرﺓ. وﻛاﻥ نتاﺝ هذه الصناعة مسخ غريب هو ما سمي "بالشرﻕ" في الأﺩبياﺕ الأوﺭوبية القروسطية وفي الفن ﺍلأوﺭوبي أيضا: مكان غرﺍئبي فيه من ﺍلمدهش والمذهل الكثير، طبيعته ﻭعرﺓ وخلابة، صحاﺭيه شاسعة وجباله شاهقة وحيواناته ونباتاته عجيبة، يقطنه أناس غريبو الأطواﺭ، ﺩينهم شهوﺍني وقاﺱٍ ﻭمنغلق وعدوﺍني، ﻛتابهم ﺍلمقدس مليء بالأﻛاﺫيب والاقتباساﺕ المشوهة من المسيحية وﺍليهودية، ونبيهم ساحر بالكلمات وﺍلأفعال تعلم التوراﺓ ومسخها ليعلمها لأتباعه على ﺃنها منبع ﺩين جديد يعدهم فيه
بجنة فيها ﻛل ما هو حسي ﻭجنسي ﻭشبق، ﺩيدنهم الغزﻭ وﺍلقتاﻝ وﺍلنهب، يسومون
ﺃعداﺀهم ﺍلنكال والعذاﺏ، فيهم العلم الغريب من سيمياﺀ ﻭسحر ﻭفرﺍسة وﺍلتعصب الأعمى، ﺍلفرﻭسية ﺍلرشيقة والجموﺡ البدﺍئي، يلبسوﻥ ثياباً فضفاضة ﻭبرﺍقة ومتعددﺓ ﺍلألوﺍﻥ، يسكنون في قصوﺭ عالية ومنعزلة ومحرﻭسة ومسيجة، يحتفظوﻥ فيها بنساﺀ ﻛثيرﺍﺕ، شبه سجيناﺕ، مغرياﺕ، وجميلاﺕ، وفاتناﺕ، يقضين ﺃوقاتهن نصف عاريات وبدوﻥ ﺃي عمل بانتظار إشارﺓ من السيد لكي يرضين كل رغباته الجنسية، على حين تخلو شواﺭعهم وحياتهم ﺍلعامة من أﻱ ﻭجود ﺃنثوي.
صورة الشرق الجديد بعد الاكتشافات الأوربية الكبرى:
وتطورﺕ تفاصيل صورﺓ "ﺍلشرﻕ" بتطوﺭ معلوماﺕ أوﺭوبا عن هذا "ﺍلشرﻕ" بعد عصر الاكتشافات الكبرﻯ في القرنين السادﺱ عشر وﺍلسابع عشر عندما ﻭصلت الأساطيل الأوﺭوبية إلى مختلف أﺭجاء المعمورﺓ وﺍﻛتشفت "أشرﺍقاً" وعوالم وحضاﺭاﺕ أخرﻯ متعددﺓ ومختلفة في الهند والصين وﺍليابان وبعدها في العالم ﺍلجديد بشماله وجنوبه لم تكن وﺍعية بها. ولكن ﺍلشرق المسلم وﺍلعربي حافظ على مرﮐزﻩ في الوعي والمخيال الأوﺭﻭبي، بل وعمق من مدلولاته ﻛالآخر ﺍلأﻭروبي الأساسي وﺍلمعاﮐس، على الغالب بسبب من ﺍلتقارﺏ التاريخي وﺍلعقائدﻱ
وﺍلحضارﻱ بين ﺃوﺭوبا الناهضة ﻭتراﺙ الشرﻕ العربي والمسلم التي ﺍحتاجته ﺃوﺭوبا لتستكمل بناﺀ صوﺭتها عن نفسها ﻭعن الحضاﺭاﺕ الماضية التي ألهمت نهضتها وﺍلاﺭتباﻁ الديني بين الشرق وﺃوﺭوبا. وطبعاً علينا ألا نغفل الاحتكاك العدائي ﺍلمستمر بين الإسلاﻡ المتوسطي وﺃوﺭوبا بعد انقضاﺀ ﺍلحروﺏ الصليبية خصوصاً في القرنين ﺍلخامس عشر وﺍلسادﺱ عشر عندما هددﺕ ﺍلدﻭلة العثمانية الناهضة قلب أﻭروبا المسيحية وﺍﻛتسحت أجزاﺀ ﮐبيرﺓ من شرقها وﺃسلمتها.
الحذر من الأخر:
ولم يتغير هاجس أوﺭوبا من المسلم وﺍلعربي وﺍلتركي، وهي ﻛلها ﺃسماﺀ اختلطت في الذهن الأﻭرﻭبي بعضها البعض وﺃصبحت دﺍلاً وﺍحدﺍً عن الآخر المكروه وﺍلمألوﻑ وﺍلمجهوﻝ في آن وﺍحد، حتى بعد نهوضها عسكرياً في القرﻥ السابع عشر وبدﺀ أفوﻝ ﺍلدﻭلة العثمانية وﺍنتهاﺀ تهديدها الفعلي لأوﺭوبا. بل وﺃن هذﺍ الهاجس نفسه قد جرﻯ تلقفه وتوظيفه لإبقاﺀ الحذﺭ وﺍلعدﺍوﺓ ضد التركي وﺍلمسلم متوهجة عندما بدأﺕ الحملاﺕ الاستعمارية ضد الشرﻕ ﺍلمسلم في نهاية ﺍلقرن الثامن عشر، وﺍلتي مثلت حملة نابليوﻥ بونابرﺕ على مصر(1798 – 1801) نقلة نوعية فيها من حيث الهدﻑ وﺍلإعداﺩ والإستراتيجية العسكرية وﺍلثقافية وﺍلمعرفية والأيدولوجية.
وعليه لا يمكنا اليوﻡ استخداﻡ ﺍللوحات الاستشرﺍقية بالبراﺀﺓ نفسها التي يستخدمها بها ﻛتابنا ومجلاتنا ﻭفضائياتنا لتصوير حياﺓ الماضي القريب، ﮐما لو ﻛانت المعياﺭ الصحيح لتمثيل هذا ﺍلماضي. وﻛذلك لا يمكننا اعتبارها صورﺍً فنيةً عابقةً بترﺍثنا، من ﺩوﻥ أﻥ نعي دﻭرها التاريخي الأساسي في خدمة المشروﻉ الاستشراقي وﺍلاستعمارﻱ وفي تبريرهما ﻭفي تمثيل نظرتهما للشرﻕ الذﻱ ﮐان، ويظهر أنه لم يزﻝ حتى اليوﻡ، آخرﺍً مختلفاً ومرفوضاً بالنسبة للغرﺏ، وموضوعاً للبحث ﻭالدﺭﺍسة وﺍلتمثيل، ﻭلقمة سائغة للاستغلاﻝ مباشرة ﺃﻭ عن بعد ﻭبطريق التكنولوجيا وﺍلاستثماﺭاﺕ المترﺍبطة وﺍلمتدﺍخلة. ولعل تحليلاً سريعاً لمواضيع الفن الاستشراقي المختلفة يبين لنا الترﺍبط ﺍلشديد في مدلولاﺕ الفن ﺍلاستشراقي الثقافية وﺍلمعرفية بالنسبة لمعاصريه ومنتجيه ومسييريه ومقتنيه على ﺍلرغم من ﺍلاختلاﻑ الوﺍضح في ﺍلموﺍضيع ﻭمن تفاﻭت القيمة الفنية للأعماﻝ. وﮐل الوقائع المعاصرﺓ ماﺯالت تثبت ﺃنه على الرغم من انفتاح حضاﺭاﺕ العالم على بعضها البعض وعلى ﺍلرغم من ﺍنتشاﺭ حضارﺓ ﺍلاستهلاﻙ ﻭطغيانها على ﮐل ﺍلتعبيراﺕ ﺍلمحلية في العقوﺩ الأخيرﺓ، فصورﺓ الشرﻕ ﺍلاستشراقية مازﺍلت هي ﺍلسائدﺓ في ﺍلمخياﻝ الغربي، وللأسف، في ﺍلمخياﻝ العربي والإسلامي في الآن نفسه.


تقديم المهندسة ريم عبد الغني :
بسم الله الرحمن الرحيم
السيداتُ والسادةُ الحضور
السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه.
أرحّبُ بكم مجدَّداً في أربعائِنا الأوّلِ من العامِ الجديد، ها هي أمسياتُ أربعاءِ تريم تستمرُّ للسنةِ الرابعةِ على التوالي بفضلِكم، فأنتم المحرِّضُ والهدفُ الرئيسيُّ لهذا المشروعِ المتواضعِ الذي يسعى إلى المساهمةِ في الحراكِ الثقافيِّ في سورية...
اسمحوا لي، باسمِكم وباسمِ مركزِ تريم للعمارةِ والتراثِ وباسمي شخصيّاً، أن أرحّبَ بباحثٍ سوريٍّ قديرٍ حملَ التفوّقَ العربيَّ إلى المَهْجَرِ، وبقيَ حريصاً على أواصرِ الوطن، فتكررتْ إطلالاتُهُ علينا، وجاد بمساهماتِه لا سِيّما مع جيلِ معماريينا الجُدَد.
لقاءٌ انتظرناه وتأخّر.
ليس لأننا تابعنا منذ عِدّةِ أشهرٍ تواصلنا مع الدكتور ناصر الرباط الذي جاء من الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ ليحاضرَ بيننا اليوم... بل لأنّه من العقولِ السوريّةِ الفذّةِ التي كانت جديرةً أن تتصدرَ قائمةَ من حاضروا من هذا الِمنبرِ لا في بداية عامِه الرابع..
ولأنّ الدكتور ناصر، أو ناصر كما يُصِرُّ ببساطتِه وتواضعِه أن يُنادى، باحثٌ في تاريخِ الفنِّ والعِمارةِ والعُمرانِ والتاريخِ الإسلاميِّ، وفنانٌ مُرهَفُ الأحاسيسِ يُجيدُ قراءةَ الخطوطِ والألوانِ، فهو من أفضلِ من يتحدّثُ عن الفنِّ، ولأنّ ناصر عاش طويلاً في الغربِ، درَس ودرَّس فيه ودَرَسَهُ عن قُربٍ، بعد أن ارتوى خلاصةَ الشرقِ في حِضْنِ عائلةٍ أصيلةٍ، فهو أيضاً من خَيْرِ من يُحدِّثُنا عن الاستشراقِ وعوالمِه.
أردتُ فقط أن أرحّبَ بكم وبضيفِنا ناصر الرباط وبزوجتِه السيدة رندة وعائلتِه الكريمةِ التي دأبت على مشاركتنا أربعاءاتِنا حتّى صارت جزءاً من هذا الصالونِ الثقافي.
كما أرحب بالسادةِ الاعلاميين، وبضيوفِ أربعاءِ تريم من داخل وخارج دمشقِ، لاسيَّما الزملاءُ من حِمصَ، ومن خارج سوريا ، خاصّة من لُبنانَ والأُردنِّ، واسمحوا لي أن أرحّبَ بشكلٍ خاصٍ بضيفِنا من اليمن الأستاذِ معاذ الشهابي مديرِ مكتبِ وزيرِ الثقافةِ اليمني، الذي حَرِصَ أن يشاركَنا إحدى هذه الأُمسياتِ التي تحملُ اسمَ مدينةِ تريم اليمنيّةِ العريقةِ، والتي تحتفلُ منذ عامٍ بكونِها عاصمةً للثقافةِ الإِسلاميّة.
هذه هديتُنا لكم في بدايةِ العامِ الجديدِ، عسى أن يجمعَنا المولى دائماً هنا، في هذا الصرحِ الحضاريِّ، في مطلعِ كلِّ عامٍ آتٍ، في أربعاءِ تريم جديد، وأنتم بخيرٍ وسوريةَ بخيرٍ ووطنِنا العربيِّ والعالمِ يرفُلُ بالخيرِ والسلامِ.
ورَغمَ أنّ مُعظَمَنا يعرفُ الكثيرَ عن ناصر الرباط ، لكنني أدَعُ للإعلاميِّ الماهرِ عبدِ المؤمنِ الحَسَن أن يُعطيَنا كالعادةِ لمحةً سريعةً عن سيرةِ المحاضرِ الذاتيّةِ.
شكراً لإصغائِكم.
----


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.