قالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية يوم السبت ان منطقة الشرق الاوسط تواجه "عاصفة بكل معاني الكلمة" من الاضطرابات وانه يتعين على زعماء المنطقة ان يسارعوا بتطبيق الاصلاحات الديمقراطية الحقيقية والا خاطروا بمزيد من زعزعة الاستقرار. وأشارت كلينتون في كلمة أمام مؤتمر أمني في ميونيخ أن عدم وجود اصلاحات سياسية اضافة الى تزايد أعداد الشباب وتكنولوجيا الانترنت الحديثة يهدد النظام القديم في منطقة مهمة لامن الولاياتالمتحدة.
وتابعت "تجتاح المنطقة عاصفة بكل معاني الكلمة ذات تيارات قوية." واضافت "هذا هو ما دفع المتظاهرين الى الشوارع في تونس والقاهرة ومدن في مختلف أنحاء المنطقة." وقالت "الوضع القائم حاليا لا يمكن أن يستمر."
وأضافت "ببساطة هذه ليست مسألة مثالية. انها ضرورة استراتيجية. دون تقدم حقيقي تجاه أنظمة سياسية شفافة وعرضة للمساءلة فان الفجوة بين الشعوب وحكوماتها ستزداد وستزيد حالة عدم الاستقرار عمقا. كل مصالحنا ستكون معرضة للخطر."
وذكرت مصادر دبلوماسية أن كلينتون أكدت على موضوع الانتقال المنظم للسلطة خلال اجتماعاتها الثنائية في ميونيخ مع كل من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل وعدد من القادة الاخرين.
وأفاد مصدر بأن كلينتون أبلغت نظراءها الاوروبيين أن مبارك أصبح فعليا خارج السلطة ولكن مصر بحاجة لوقت للاعداد لانتخابات في وجود حكومة انتقالية.
وقالت كلينتون أن هؤلاء وزعماء اخرين في المنطقة عليهم الوفاء بتعهداتهم وعدم استغلال تهديد التطرف كذريعة لتأخير التغيير.
وتابعت "الانتقال الى الديمقراطية سيكون مجديا فقط اذا كان مدروسا وشاملا وشفافا" مضيفة أن الاصلاحات غير الكاملة يمكن أن تؤدي الى حركات احتجاجية "يختطفها شموليون جدد يلجأون للعنف والخداع والانتخابات المزورة للبقاء في السلطة أو طرح جدول أعمال يدور حول التطرف." وقالت كلينتون انه يجب ألا تعتبر أي حكومة في المنطقة نفسها في منأى عن موجة التغيير.
واستطردت "بعض الزعماء يعتقدون بصراحة أن بلادهم استثناء وأن شعبهم لن يطالب بفرص سياسية أو اقتصادية أكبر و أن يمكن استرضاؤهم بأنصاف الاجراءات. على المدى القصير قد يكون ذلك صحيحا ولكن كما تثبت الاحداث الاخيرة فانه على المدى البعيد لا يمكن الاستمرار في ذلك."