قالت مصادر حقوقية إن مئات القتلى وآلاف الجرحى سقطوا جراء استعمال السلطات الليبية العنف في قمع المظاهرات التي تشهدها مختلف مناطق البلاد للمطالبة برحيل الزعيم معمر القذافي، في وقت دعا تنظيم ليبي المحتجين إلى خوض مواجهة حاسمة ونهائية مع النظام. وذكر المدير التنفيذي للتحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب الدكتور لؤي ديب أن عدد القتلى في ليبيا حتى أمس الأول بلغ أكثر من 519 إضافة إلى أكثر من ثلاثة آلاف جريح ومئات المفقودين. وقالت عدة جهات حقوقية إن "ما أقدم عليه النظام الليبي من قصف وتقتيل ضد الشعب يعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
ففي تطور مثير في تعامل السلطات مع المظاهرات قالت عدة مصادر إن السلطات الليبية استعملت الطائرات في مناطق متفرقة من العاصمة طرابلس في محاولة وصفت باليائسة لاحتواء حركة الاحتجاجات.
ووفق شهود عيان في طرابلس فإنه تم اللجوء للطائرات لقمع المتظاهرين في عدة مناطق من العاصمة، وأشاروا إلى أن مرتزقة أجانب يواصلون إطلاق النار على المدنيين في المدينة.
واصدر الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مساء الاثنين فتوى بقتل العقيد معمّر القذافي. وخاطب العسكريين الليبيين بعدم إطاعة أوامر القذافي بإطلاق النار على المتظاهرين الليبيين، في مقابلة مباشرة على قناة "الجزيرة" الفضائية. وقال الشيخ القرضاوي "وأنا هنا أفتي .. من يستطيع من الجيش الليبي ان يطلق رصاصة على القذافي ان يقتله ويريح الناس من شرّه". ودعا الشعب الليبي الى ان "يثبت ويصبر في وجه الظلم". وقال المجلس الأعلى للقوات المسلحة على صفحته على الفيسبوك أمس الاثنين إن حرس الحدود الليبي انسحب من جانبه من الحدود بين البلدين، وقال المصدر العسكري إن المجلس قرر "تكليف القوات المسلحة لعناصر حرس الحدود لتأمين الحدود مع ليبيا وفتح معبر السلوم على مدار اليوم حيث يعتبر معبر السلوم هو المعبر الرئيسي على الساحل بين مصر وليبيا وكان من قبل يفتح لبضع ساعات فقط في اليوم، وقال الجيش المصري الاثنين إنه أقام مستشفيين ميدانيين ومخيمات لاستقبال المصريين والليبيين بعد تصاعد المعارك الدامية بين قوات الأمن الليبية والمحتجين