تحدث الكاتب السعودي "عدنان كامل صلاح" في مقالته المنشورة اليوم الخمس في صحيفة"المدينة السعودية" على الوضع القائم في الجنوب المطالبات المتكررة بالإنفصال عنالشمال الذي غدر بالوحدة في عام 1994 وقال الكاتب في مقالته التي حملت عنوان"حول قضية اليمن الجنوبي وحراكه: " أن لشعب الجنوب اليمني كل الحق في أن يختار الإنفصال وإقامة دولته منجديد ، لكن الوصول إلى هذا الهدف يتطلب الاستفادة من الفرصة الحالية في الفراغالقائم لنظام الحكم في اليمن الموحدة، لإعادة صياغة دستور جديد أكان لدولةفدرالية أو كونفدرالية لكافة أنحاء اليمن ( وهذا ما يبدو أن معظم من علقوا علىالمقال السابق يرفضونه) أو أن يتلاقى أبناء الجنوب للبحث فيإعادة كتابة دستور جديد للجنوب اليمني يضمن للمواطن كرامته وحريته ، ويضع أسساًواضحة بضمانات كافية لدولة جديدة يرتضيها المواطنون وأن يحد الدستور والأنظمةالجديدة من دكتاتورية الفرد أو الحزب الواحد حتى لا يعيد الجنوب تجربة ما بعدالإستقلال المريرة من قتال بين فصائل الحزب الحاكم والتي دفعت في النهاية بالبيض ورفاقه إلى اللجوء إلى الوحدة مع الشمال ، وهي تجربة فاشلة أدت إلى إعلان الجنوبانفصاله ودفع النظام في صنعاء بقوات كبيرة لقمع حركة الإنفصال هذه وإعادة السيطرةعلى الجنوب اليمني ، بشكل أدى ، كما هو ظاهر من ردود فعل الجنوبيين إلى مآسٍ كانيمكن لنظام عادل ، إن وجد ، أن يتفاداها". وأضاف الكاتب: " ما يجب أن يسعى إليه الجنوبيون وهم يهدفون إلى إقامة نظام جديد لدولةجديدة لهم أن لا تغلبهم العاطفة ويسعون إلى يمن جنوبي جديد بأي ثمن ، فيقبلونبإعادة تجربتهم السابقة مع حكام سابقين ، بل أن تتاح الفرصة لجيل جديد من الشبابيؤمنون بالحريات ويسعون لضمانها ، حتى يقودوا البلاد في المرحلة القادمة ..ولن يكونمن السهل إعلان قيام دولة جنوبية ، بل الأفضل أن يتم ذلك عبر تفاهم مع قياداتشمالية تمردت على النظام ، فالجيش لازال تحت سيطرة القيادات الموجودة في صنعاءوأجهزة الدولة لازالت تدار من هناك .. فربما تكون هناك فرصة لتقليص إحتمالاتمجابهات دموية من الصعب التكهن بنتائجها من الآن". وقال : "التطورات التي تجري في اليمن شماله وجنوبه لن تؤدي إلى حلول سريعة ، ولا يمكن أيضاً تصور إلىأين ستقود هذه التطورات ، والشكل النهائي الذي سوف تستقر عليه .. وهي لذلك بحاجةإلى من يراقب وإلى من يسعى لتوجيه الأمور الوجهة الصحيحة..وأن لا يعتقد أحد أن إستقلالية أي منطقة بأي شكل كان هي مصيبة ستقععلى البلاد ، وسيكون من الأفضل أن يتم الاتفاق على إستفتاء أهل المنطقة الراغبة في(الإستقلال ) وهي في الوقت الحاضر اليمن الجنوبي بكامله .. وأن تحترم نتيجة هذاالإستفتاء ، لأن السبيل الآخر سيكون دموياً وليس في مصلحة أحد ، كما أن أي فراقبالتراضي اليوم قد يؤدي مستقبلاً إلى تلاقٍ ضمن قواعد وأسس يقبل بها الجنوبيونوالشماليون على حد سواء ويمكن الجميع التعايش ضمنها .. الإختلاف بشكل دموي ستكون لهتوابع مؤسفة ، وسيؤكد الإختلاف القائم بين المواطنين اليمنيين في الوقت الحاضر" .