قال مسؤول يمني يوم السبت ان الولاياتالمتحدة اظهرت عدم احترامها للديمقراطية ولشركائها في مكافحة الارهاب بتجديدها الدعوة لتنحي الرئيس اليمني علي عبد الصالح بعد ساعات من مقتل انور العولقي بمساعدة يمنية. ووجهت واشنطن دعوتها لصالح بالتنحي في ذات اليوم الذي أعلنت فيه أن طائرة بدون طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية الامريكية قتلت العولقي وهو رجل دين امريكي المولد يتحدث الانجليزية بطلاقة في محافظة الجوف بشمال اليمن يوم الجمعة. وذكرت مصادر امنية يمنية انه حصلت على المعلومات التي اتاحت شن الغارة من احد نشطاء القاعدة المعتقلين . وقال البيت الابيض يوم الجمعة ان قتل العولقي لم يغير مطلبه بتوقيع صالح على خطة تقضي يتنحيه عن السلطة. ورفض صالح مرارا التوقيع علي اتفاق لانتقال السلطة ابرم بوساطة خليجية على مدار ثمانية اشهر من الاحتجاجات لانهاء حكمه القائم منذ 33 عاما. وقال نائب وزير الاعلام عبده الجندي لرويترز ان دعوة البيت الابيض للرئيس بالتنحي عن السلطة فورا عقب نصر كبير مثل مقتل العولقي ينم عن عدم احترام الامريكيين لمن يتعاونون معهم. ويقول محللون ان صالح كان شريكا متقلبا للغرب في الحرب على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهو جناح القاعدة في اليمن ويساعد أحيانا الجهود التي تقودها الولاياتالمتحدة ويستغل في أحيان أخرى كما يقول منتقدوه تهديد المتشددين لكسب المزيد من التأييد من الخارج. وقال الجندي ان الرئيس صالح رئيس منتخب وانه عانى كثيرا من الحرب ضد الارهاب التي دعاه الامريكيون ليكون شريكا فيها. وقال ان موقف الامريكيين ينم عن عدم احترام للديمقراطية. واعتبر يمنيون كثيرون عودة صالح الاسبوع الماضي من السعودية حيث كان يعالج من اصابته في محاولة اغتيال في يونيو حزيران نذير شؤم لاي خطة لنقل السلطة. وعصف العنف بالبلاد في الاسابيع القليلة الماضية حيث اندلع القتال بين القوات الموالية لصالح وتلك الموالية للمعارضة. وقالت المعارضة ان قصف منطقة سكنية في تعز جنوبي العاصمة اليمنية يوم السبت أدى الى مقتل مدني واصابة ثلاثة اخرين. وقال محتجون ان مقتل العولقي بعد أيام من عودة صالح مؤامرة أخرى من صالح للتشبث بالسلطة. وقال محمد صبري وهو متحدث باسم المعارضة ان مقتل العولقي يقدم أدلة أخرى على أن صالح يستخدم قضية الارهاب من أجل بقاء نظامه. ولكنه قال ان المعارضة لا تعتقد أنه سيكون للعملية تأثير على مستقبل صالح السياسي وانما تشعر أن الاتفاق سيصل الى غايته. ونفى مسؤولون امنيون يمنيون تقارير اعلامية عن مقتل ابراهيم العسيري السعودي المتخصص في صنع قنابل مع العولقي. ويعتقد ان العسيري صنع متفجرات استخدمت في محاولتين فاشلتين لتفجير طائرتين في طريقهما للولايات المتحدة من جانب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقال الجنادي في مؤتمر صحفي ان والد العولقي سيتسلم رفاته يوم السبت. وتابع قائلا انها ليست جثة وانما أشلاء وان الحكومة اليمنية لن تتدخل في المراسم الاخيرة. وفي الجوف قال أصدقاء وأقارب لعائلة العولقي انهم ليسوا متأكدين من كيفية تشييع رجل وصفته الولاياتالمتحدة بأنه "ارهابي عالمي". وقال صديق للعائلة لرويترز "نعتزم انتشال رفات العولقي ودفنها ولكن لم نقرر بعد ما اذا كما سنقيم مراسم عزاء رسمية." وقال زعيم في عشيرة العولقي الجمعة ان وفدا من العشيرة ذهب الى الجوف للتأكد من مقتل الداعية الامريكي من أصل يمني. وفي الجنوب قال مسؤول عسكري يمني لرويترز ان الجيش قتل 20 متشددا مرتبطين بالقاعدة في جزيرة العرب في قتال بالقرب من مدينة زنجبار بعد أن استعاد الجيش السيطرة على العاصمة الاقليمية من المتشددين الشهر الماضي. وأضاف أن ستة جنود قتلوا أيضا في الاشتباك. ويحاول الجيش الاحتفاظ بالسيطرة على العاصمة الساحلية لمحافظة ابين الجنوبية التي تقع الى الشرق من ممر ملاحي استراتيجي. وسيطر الجيش على عدة مدن في المنطقة. وفي مدينة جعار التي يسيطر عليها المتشددون قال سكان ان طائرات حربية يمنية قصفت مرتين مستشفى يسيطر عليه مسلحون. وأضافوا أن سحبا من الدخان انبعثت من المبنى وأخرجت منه خمس جثث على الاقل. وقال تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في بيان وضع على مواقع الكترونية اسلامية انه نصب كمينا للقوات أثناء اشتباك عنيف في زنجبار في منتصف سبتمبر أيلول وانه يقف وراء ثلاثة تفجيرات استهدفت مبان تابعة لشرطة الامن في مدينة عدن الساحلية الجنوبية وفي مناطق قريبة وانه يقف وراء هجمات أخرى. وتخشى الولاياتالمتحدة والسعودية المجاورة لليمن من أن يشجع عدم الاستقرار في اليمن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على شن هجمات في المنطقة وخارجها.