يا للغروبِ وساعةَ النزف الأخيرِ قلمي تكسَّرَ في الشهيقِ وفي الزَّفيرِ أعدو على حبلِ الزمانِ كأنه سِرُّ السكونِ ينامُ ملتحفا سريري أيّارُ عادَ بِلَونِه المصلوب في أشلاء ذكرى نظرةِ الوطنِ الأسيرِ أيّارُ والعمال تلهثُ خَلفهُ والدَّمُّ يُسكبُ في كؤوسٍ مِن أثيرِ نجمٌ هوى من قريةٍ كانت هنا بستانها المشنوق في حبل الأميرِ رُسِمت على أهداب حسناءِ مَضت أصواتُ بلبلهِ يغردُ للهجيرِ حيفا الصحيفة واليراعُ مُكسَّرٌ قمْ وانسجِ الكلماتِ مِن حبِّ الشعيرِ قُمْ واسكب العَبَراتِ صمغاً فوقها وارفقْ على الأسماء وأصرخ لا تثوري واتركْ لمرحلة الهزيمةِ برها واستصرخِ الدَّمَّ المُعتَّقَ في القبورِ ********* حسناءُ هذا العصرِ تفتحُ ساقها وسْطَ الغزاةْ والقمةُ الحانوتُ تَخصي كل مَنْ نَكَحَ الثباتْ والرملُ في الصحراءِ طَهَّرهُ رحيقُ الموبقاتْ ******** في جعبة الليل انطفاءٌ أو غطاءٌ للحقيقةْ ثَمِلٌ يُفتشُ كأسهُ عن لحنِ أغنيةٍ عتيقةْ سيفيقُ إن جفَّ البريقُ ولم يجد حتى صديقهْ سََيبولُ فوق القمَّةِ الحانوتِ حتى لا تعيقهْ لِيَرى رحيقَ الشوق في يافا يعانِقُهُ غريقهْ ******* الرَّبُّ في أيّار مُبتسما لجوعِ الكادحينْ فالصيفُ دق الباب يجذِبه الأنين إلى الحنينْ ومناجلُ الفقراءِ جوعى والسنابلُ لا تلينْ لا تحصدوا فالرَّبُ يسلبُ زرعكم في كل حينْ بل فاقطعوا أيدي الخشوع وصوتوا للكافرين ما دام وحش الرَّبِّ يغرز نابه في الصامتين طوبى لمنْ غنى الفداء بلحنه للاجئين ******* لا قدسَ لا بغداد لا الأحواز أذكُرْ ما دامَ خَمرُ الذُّلِ في صَمتي تخمَّرْ لا تذكرِ الأطفال في الأحواز حتى لا تُحقَّرْ كسرى أنو شروان في بردى وفي بغداد سيطر وأتى "لسعدٍ" فوق ظهر الفيل في سيفٍ ليثأرْ وعلوج روما شيَّدت حصنا جديدا فوق خيبرْ وحصان تاريخ العروبة عند حطينٍ تسمَّرْ حطينُ عاقرُ لم تزلْ ومشانقُ التاريخِ تزأر خالد حجار فلسطين