شباب اليمن يبدأ الاستعداد لبطولة غرب آسيا    اتهام بالخيانة.. كواليس جديدة في خلاف لابورتا وتشافي    انفراد.. "يمنات" ينشر النتائج التي توصلت إليها لجنة برلمانية في تحقيقها بشأن المبيدات    مدرب مفاجئ يعود إلى طاولة برشلونة    عودة خدمة الإنترنت والاتصالات في مناطق بوادي حضرموت بعد انقطاع دام ساعات    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    صيد حوثي بيد القوات الشرعية في تعز    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    أول رئيس إيراني يخضع لعقوبات أمريكا . فمن هو إبراهيم رئيسي ؟    عاجل : تأكيد مقتل الرئيس الايراني و جميع المسؤولين في حادثة تحطم المروحية .. شاهد اولى صور الجثث    قادم من سلطنة عمان.. تطور خطير وصيد نوعي في قبضة الشرعية وإعلان رسمي بشأنه    أول فيديو من موقع سقوط طائرة الرئيس الإيراني ووصول فريق الإنقاذ "شاهد"    تغاريد حرة.. هذا ما احاول ان أكون عليه.. الشكر لكم    هادي هيج: الرئاسة أبلغت المبعوث الأممي أن زيارة قحطان قبل أي تفاوض    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    تناقض حوثي مفضوح حول مصير قحطان    الليغا .. سقوط البطل المتوج ريال مدريد في فخ التعادل وفوز برشلونة بثلاثية    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    قبيل مواجهة البحرين.. المنتخب الوطني يقيم معسكر خارجي في الدمام السعودية    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    الجامعة العربية: أمن الطاقة يعد قضية جوهرية لتأثيرها المباشر على النمو الاقتصادي    إلى متى نتحمل فساد وجرائم اشقائنا اليمنيين في عدن    إنتر ميامي يتغلب على دي سي يونايتد ويحتفظ بالصدارة    مصدر برلماني: تقرير المبيدات لم يرتق إلى مستوى النقاشات التي دارت في مجلس النواب    عاجل: نجاة أمين مجلس شبوة المحلي ومقتل نجله وشخصان آخران (صور)    وزير المياه والبيئة يبحث مع المدير القطري ل (اليونبس) جهود التنسيق والتعاون المشترك مميز    وفاة وإصابة عشرة أشخاص من أسرة واحدة بحادث مروري بمأرب    عدن.. وزير الصحة يفتتح ورشة عمل تحديد احتياجات المرافق الصحية    رئيس هيئة النقل البري يتفقد العمل في فرع الهيئة بمحافظة تعز مميز    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الهجري في وفاة والده    إعلامية الإصلاح تدعو للتفاعل مع حملة للمطالبة بإطلاق المناضل قحطان وجعلها أولوية    تقرير: نزوح قرابة 7 آلاف شخص منذ مطلع العام الجاري    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    مصرع عدد من الحوثيين بنيران مسلحي القبائل خلال حملة أمنية في الجوف    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المؤتمر الوطني يقلل من رفض المعارضة المشاركة في الحكومة السودانية..حزب سودانى يشكل لجان لحث الجنوبيين على الوحدة ورفض الانفصال..الحكومة السودانية تنفي شن هجمات علي العدل والمساواة
نشر في سما يوم 04 - 05 - 2010

أدى ولاة الولايات الشمالية العشرة المنتخبون أمس القسم أمام الرئيس السوداني عمر البشير فى خطوة أولى نحو تشكيل مؤسسات الحكم فى السودان ، بموجب نتائج الانتخابات العامة الاخيرة. وقلل حزب “المؤتمر الوطني” من تأثير إعلان بعض أحزاب المعارضة رفضها المشاركة في الحكومة القادمة والاعتراف بنتائج الانتخابات، وعلقت حركة العدل والمساواة مشاركتها في مفاوضات الدوحة مع الحكومة ولوحت بالانسحاب الكامل من عملية السلام بسبب الاحداث في دارفور .
وأكد البشير دعمه ومساندته للولاة لأداء مهامهم الوطنية بحكم تعاملهم المباشر مع المواطنين ورعاية حقوقهم وتقديم الخدمات لهم، داعياً الولاة المنتخبين لتسخير كل الإمكانات لتقديم أفضل الخدمات والسعي لتنمية ولاياتهم وتعزيز بنياتها الأساسية . واعتبر البشير أي تقصير تجاه المواطن مسئولية كل أجهزة الدولة وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، وقال ان اختيار المواطنين لقياداتهم عبرت عن ثقتها بهم وعن آمالها وتطلعاتها لتوفير الأمن والعيش الكريم . وقال مالك عقار القيادى بالحركة الشعبية وحاكم ولاية النيل الازرق فى تصريحات صحفية ، عقب مراسم اداء اليمين الدستورية " إن مسئولية كل الساسة السودانيين ، خلال الفترة المقبلة ، هى العمل على جعل الوحدة بين شمال وجنوب السودان خيارا جاذبا ". ونبه عقار إلى مخاطر انفصال جنوب السودان ، وقال " سيكون أمرا صعبا ومؤلما ، ان انفصل الجنوب ، واذا ما حدث الأمر، فلن يكون هناك سودان مستقر مشيرا إلى ان المسئولية التاريخية ، تحتم علينا جميعا ، العمل على اقناع الناخبين باختيار الوحدة على الانفصال".
ومن جانبه، تعهد عبد الحميد موسى كاشا الحاكم المنتخب لجنوب دارفور ، بتوفير الامن لمواطنى الولاية ، وحسم الفلتان الأمني بقوة القانون وهيبة الدولة ، مؤكدا حرص حكومته على تنفيذ البرنامج الانتخابى ، واقامة مشروعات تنموية متعددة بجنوب دارفور.
وبعد ان أدى حكام الولايات السودانية الشمالية اليمين الدستورية أمام الرئيس البشير، سيدعون المجالس التشريعية الولائية للانعقاد لاختيار ممثلين اثنين لكل ولاية في مجلس الولايات للدورة القادمة للهيئة التشريعية القومية ، ثم تاتى بعد ذلك دعوة الرئيس السوداني عمر البشير للهيئة التشريعية القومية (بمجلسيها الوطني والولايات) للانعقاد ، وسوف يؤدي الرئيس المنتخب القسم أمام الهيئة التشريعية القومية فى الاسبوع الأخير من شهر مايو الجارى. يذكر انه من جملة 14 ولاية شمالية من ولايات السودان الخمس والعشرين ، فاز حزب المؤتمر الوطنى بمنصب الوالى فى 13 ولاية ، بينما احتفظت الحركة الشعبية بحكم ولاية النيل الازرق.
وقالت مصادر حكومية ان ولاة الولايات الجنوبية ، سيؤدون القسم أمام رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت الأسبوع القادم
من جانبه، أكد رئيس الحركة الشعبية سلفاكير ميارديت، أن فوز الرئيس البشير في الانتخابات الأخيرة ضمانة للسلام في السودان . وأكد أن انفصال الجنوب ليس ضد الشمال أو الإسلام أو العروبة، موضحاً أن الحركة الشعبية وضعت استراتيجيات ما بعد الانفصال في حال تصويت الجنوبيين بالموافقة عليه .
من جهته، قلل حزب المؤتمر الوطني من تأثير إعلان بعض أحزاب المعارضة رفضها المشاركة في الحكومة القادمة والاعتراف بنتائج الانتخابات . واكد انه لا يلح على مشاركة هذه الأحزاب في الحكومة او يأبه لرفضها الاعتراف بنتائج الانتخابات .
وقال د . مصطفى عثمان اسماعيل رئيس قطاع العلاقات الخارجية “نحن لسنا مصرين على مشاركة الأحزاب التي رفضت المشاركة ولم يفرض عليها أحد المشاركة، وهو مقترح في تقديري نبيل قدرنا أنها مهزومة نتيجة هذه الانتخابات والقرارات التي خرجت منهم كانت نتاج النتائج القاسية التي تلقتها الاحزاب وانعكست في ردود فعلها، لكن المؤكد ان المؤتمر الوطني لا يستجدي أحد المشاركة في الحكومة، ولكنه يسعى إلى حكومة ذات قاعدة عريضة وقطعا ستتشكل في الأساس من القوى التي شاركت في البرلمان” .
في غضون ذلك، التقى د . مطرف صديق وكيل وزارة الخارجية أمس عددا من المبعوثين المانحين والمسئولين الدوليين المشاركين في اجتماعات مفوضية التقويم والتقدير لاتفاقية السلام الشامل التي انطلقت أعمالها امس بالخرطوم . وأكد صديق، الذي التقي رمضان العمامرة مفوض الأمن والسلم بمفوضية الاتحاد الافريقي وبريل تورين المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي وتوم فرالسين المبعوث النرويجي كلا على حدة، أن الحكومة اتخذت خطوات عملية تجاه الإجراءات المطلوبة لقيام الاستفتاء في موعده المحدد، موضحاً أنالأسبوع المقبل سيشهد استكمال تكوين مفوضية الاستفتاء وتكوين مفوضية آبيي، وأشار إلى الإجراءات التي اتخذت على الأرض من قبل مفوضية الحدود .
على صعيد آخر، قال احمد حسين آدم الناطق باسم حركة العدل والمساواة “قررنا تجميد مشاركتنا في مفاوضات الدوحة”، مشيرا إلى أن القرار يأتي بعد محاولات النظام المستمرة لفرض الحل العسكري والأمني في ظل الصمت الكامل للوساطة . وحذر آدم من انه إذا استمرت المعارك فان الحركة ستنسحب كليا من العملية السلمية ، متهما الحكومة “بقتل ثلاثين مدنيا خلال المظاهرات في مدينة الفاشر الاحد الماضي.
واكد مسئولون في الأمم المتحدة وشهود عيان وقوع صدامات الأحد الماضي في الفاشر، وأشاروا إلى سقوط عدد من القتلى يتراوح بين اربعة و،10 كما جرح ما بين 20 و30 شخصاً .
في الاثناء نفت الحكومة السودانية امس شنها اي هجوم عسكري على مواقع حركة العدل والمساواة الدارفورية معتبرة ان تجميد الحركة مشاركتها في مفاوضات السلام مرتبط باجندة قوى سياسية اخرى. و قال رئيس الوفد الحكومي المفاوض د.امين حسن عمر في تصريح صحفي ان تهديد العدل والمساواة بتجميد التفاوض بالدوحة مرتبط بأجندة قوى سياسية اخرى وهي ليست المرة الاولى التي تجمد فيها الحركة المفاوضات بحجة عدم قبولها بالحركات الاخرى والمطالبة بتأجيل الانتخابات. واكد ان الوفد الحكومي سيتوجه الى الدوحة في الموعد المحدد للتفاوض مع جميع الحركات والمحدد له منتصف الشهر الحالي. وقال عمر ان حركة العدل والمساواة قامت بخرق الاتفاق أكثر من 40 مرة الى جانب تجاوزات واعتداءات على المواطنين والحركات الموقعة على اتفاقيات مع الحكومة.
من جابنه نفى المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد شن اي هجمات على مواقع لحركة العدل والمساواة قائلا ان ما اعلنته الحركة بهذا الخصوص محض افتراءات يكذبها الواقع ولا أساس لها من الصحة. واكد ان الجيش السوداني ظل وما يزال ملتزما باتفاق وقف العداء الموقع مع العدل والمساواة بالدوحة. ورجح سعد أن تكون الاشتباكات التي حدثت بمناطق حركة العدل والمساواة نتيجة للخلافات المثارة داخل الحركة وسط قياداتها الميدانية. وكانت حركة العدل والمساواة اقوى حركات التمرد عسكريا اعلنت امس تجميد مشاركتها في مباحثات السلام بالدوحة مع الحكومة السودانية بسبب ما سمته الهجمات التي يشنها الجيش السوداني عليها.
وبررت الحركة تجميد المشاركة بتعرض قواتها لهجوم في جبل مون المتاخم للحدود التشادية ووقعت الخرطوم مع حركة العدل والمساواة اتفاقا في قطر في فبراير الماضي لوقف اطلاق النار كما وقعت اتفاق اطاري يحدد شروط المفاوضات المستقبلية.
ودخلت تلك المحادثات في طريق مسدود بعد أيام من ذلك حين اعترضت حركة العدل والمساواة على بدء الخرطوم محادثات مع جماعة متمردة أخرى في دارفور هي حركة التحرير والعدالة.
قال حزب المؤتمر الوطني، إنّ موقف واشنطن تجاه الخرطوم مازال مُتناقضاً ومُتذبذباً، وإن دائرة القرار السِّياسي الأمريكي حتى الآن عاجزة عن اتخاذ موقف مُحَدّد بشأن العملية السياسية فى السودان.
وأوضح فتحي شيلا أمين الإعلام بالمؤتمر الوطنى أمس، أنّه من الصعب التأكيد على أن الرأي المطروح لَدَى الإدارة الأمريكية تجاه السياسة السودانية هو رأي سلبي أو إيجابي، وأضاف أن سكوت جرايشن المبعوث الأمريكي ظَلّ يبعث برسائل إيجابية طوال الفترة الماضية، وأكد أن الإدارة الأمريكية أدركت قُوة وتماسك المؤتمر الوطني في مواجهة قضايا السودان والعمل على حلها، وأشار شيلا إلى وجود لوبي صهيونى إسرائيلي تقف وراءه منظمات أمريكية مُعادية للمؤتمر الوطني، خارج الإدارة الأمريكيّة يحاول إعاقة الموقف الرسمي الأمريكي الداعم لعملية السلام الشامل بالبلاد. وفي سياقٍ متصلٍ، قال شيلا إنّ الإدارة الأمريكية تَوصّلت إلى قناعة أن هناك قوة سياسية أخرى بالبلاد غير قادرة على حل قضايا السودان وهو ما كَشَفَته العملية الانتخابية الأخيرة.. وقلل القيادي بحزب المؤتمر الوطني، د. ربيع عبد العاطي، من أهمية تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية حول التزام بلادها بتقديم الرئيس البشير إلى العدالة. وأضاف ان امريكا ليست عضوا في المحكمة الجنائية ما يعني ان تصريحاتها تتناقض مع مواقفها. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، قالت لتلفزيون ان بي سي، إن الولايات المتحدة الأمريكية تؤيد مواجهه البشير للعدالة. واعتبرت ان الإنتخابات التي ُأعيد من خلالها انتخاب البشيرمعيبة بكل المقاييس. وفي الأثناء بدأ المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان، أسكوت جرايشن، زيارة للبلاد تستمر لخمسة أيام يلتقي خلالها بالمسئولين الحكوميين ويزور الجنوب ودارفور، و ذلك لتنفيذ ما تبقى من بنود اتفاقية السلام المتعلقة بالاستفتاء وترسيم الحدود. وكان الرئيس عمر البشير، اعتبر فوزه الكاسح في الإنتخابات انتصارا على اعداء السودان الذين كانوا يأملون في اسقاط النظام عبر الإنتخابات بعدما عجزوا عن ذلك بالحصار ودعم التمرد حسب تعبيره.
شهدت مدينة الفاشر أمس هدوءًا مشوبا بالحذر والترقب من احتمال انفجار الاوضاع مرة أخرى، في ظل تهديدات وشائعات سرت بأن مجموعات مسلحة تحاصر المدينة من الخارج تأهباً لتنفيذ هجوم. في الاثناء ابدي تحالف قوي جوبا، بالغ اسفه للاحداث ودعا الي تشكيل محاكم عاجلة لمحاكمة المتورطين في قتل المواطنين، مطالبا والي الولاية عثمان يوسف كبر، بتقديم استقالته.
وخلت شوارع المدينة من حركة المواطنين، بينما ظلت الاسواق مغلقة لليوم السادس على التوالي، مع توقف المواصلات ،ودفعت السلطات أمس بالمزيد من التعزيزات الامنية على مداخل المدينة والطرقات الرئيسية، حيث تمركزت ناقلات الجنود والمدرعات والآليات الثقيلة، ولم تمنع التعزيزات الامنية وصول أعداد اضافية من متضرري سوق المواسير من الولايات الاخرى إلى مدينة الفاشر، واخضعت السلطات القادمين إلى عمليات تدقيق وتفتيش مشددة.
وعززت الشرطة من تواجدها داخل الاحياء التي انطلقت منها تظاهرات أمس الاول، خاصة حي الوحدة جنوب المدينة والثورة جنوب تحسباً لأية اعمال عنف جديدة. وبرغم التعزيزات الامنية، تجمع المئات من المتضررين امس امام نيابة الثراء الحرام في صفوف طويلة بهدف تدوين بلاغات بينما امتنع آخرون عن التسجيل بحجة ان الحكومة حتى الآن لم تقم بتعويض أي من المتضرين، وذكر عدد من المتضررين ان السلطات تطلب منهم 100 جنيه كرسوم تسجيل وتدوين البلاغ.
ووصلت جملة البلاغات المدونة حتى مساء أمس 1600 بلاغ حسب مصادر ،وقالت ان جملة الاموال التي تم ضبطها من منازل وكلاء ومديري المعارض بسوق المواسير 35 مليون جنيه بجانب 120 عربة وأصول أخرى ومواد تموينية.
الى ذلك، اضرم نازحون متضررون من انهيار سوق المواسير أمس الاول النار في جزء من مقر قوات اليوناميد بمعسكر زمزم للنازحين بولاية شمال دارفور اثناء المظاهرات.
وقالت مصادر إن المتضررين من سوق المواسير بمعسكر زمزم سيروا مسيرة احتجاجية ،واحرقوا جزءًا من مقر البعثة ومركز الشرطة المجتمعية التابعة لشرطة اليوناميد، مما ادى الى اتلاف مولد كهربائي ،وسرقة بعض الاثاثات المكتبية وخزانات المياه، وتم تجميد نشاط اليوناميد بالمعسكر. بينما قتل طفل في حادث بعربة تابعةلليوناميد اثناء هروبها من المتظاهرين.
من جهة أخرى، قتل سبعة اشخاص بمنطقة طويلة غرب الفاشر من قبل مجهولين، وقالت مصادر ان مجموعة مجهولة هاجمت المواطنين داخل منطقة طويلة وقتلت سبعة أفراد في منازلهم.
وفي سياق متصل، تمكنت السلطات الأمنية من ضبط 10 من المتهمين الهاربين في قضية سوق المواسير ،بمدينة واو امس بحوزتهم مبالغ مالية كبيرة .
وفي السياق ابدي تحالف قوي جوبا، بالغ اسفه للاحداث التي راح ضحيتها عشرات القتلي والجرحي ، بسبب خروجهم في مسيرة سلمية للمطالبة بحقوقهم المالية، ودعا الي تشكيل محاكم عاجلة لمحاكمة المتورطين في قتل المواطنين، مطالبا والي الولاية عثمان يوسف كبر، بتقديم استقالته.
واعلن عضو تحالف قوي الاجماع الوطني، كمال عمر ، وقوف تحالف جوبا مع مواطني الولاية المتضررين واسر الشهداء، وعزا الانهيار الذي شهدته مدينة الفاشر الي سياسات المؤتمر الوطني في الانتخابات التي جرت اخيرا، رأي انها تسببت في هذه الكارثة ، مطالبا بالاسراع في معالجة الامر، ورأى انه مطلوب من والي الولاية اتخاذ موقف بتقديم استقالته، وقال ان ما تم يؤكد فشل حكومة ولاية شمال دارفور والحكومة الاتحادية في معالجة قضايا المعاملات المالية والصرف علي الدعاية الانتخابية، ورأي انها اثرت علي احوال عامة الناس ومعايشهم.
من جانبه، أكد مدير شرطة شمال دارفور، اللواء عبد الرحمن الطيب النورابي، هدوء الأحوال الأمنية، مؤكداً السيطرة على الأوضاع بالولاية بعد أحداث الشغب التي صاحبت تداعيات مايعرف بسوق المواسير .
وقال النورابي إن وزير العدل قام بتكوين لجنة قانونية لمتابعة الأمر، مناشداً المواطنين بإلتزام الهدوء وإتباع الخطوات القانونية لإرجاع حقوقهم وعدم اللجوء الى أي عمل يقود الى تفلتات أمنية.
وشكلت أسر الضحايا والمصابين من احداث الشغب التي شهدتها الفاشر أمس لجنة بغرض التواصل مع الجهات ذات الصلة والمطالبة باستحقاقاتهم ورفع الظلم الذي لحق بهم.
وذكرت مصادر ان اللجنة تم تكوينها من اشخاص محايدين ولم يُستصحب فيها السياسيون والادارات الاهلية حتى لا تفشل مساعيها ، وحددت منازل الضحايا مقراً لها، مشيرة الى ان اللجنة بصدد اعداد بيان تطالب فيه بضرورة تعويض الجرحى ودفع الديات لأسر القتلى، بجانب اطلاق سراح المعتقلين من قبل السلطات وضرورة صرف اموال المتضررين من السوق.
واعلنت اللجنة حالة اعتصام داخل سرادق العزاء لمدة أسبوع تبدأ من صبيحة اليوم، حتى تتحقق مطالبهم.
من ناحية أخرى، تجمهرت اعداد كبيرة من النساء والامهات بمدينة الفاشر أمام مباني القسم الاوسط للشرطة احتجاجاً على اعتقال ابنائهم واطفالهم، مطالبات بضرورة اطلاق سراحهم.. وقالت البعثة الدولية المشتركة في دارفور، إن الأحوال عادت إلى طبيعتها في عاصمة ولاية شمال دارفور بعد الإشتباكات التي وقعت الأحد الماضي بين محتجين من مايسمى بسوق المواسير وقوات الشرطة. وقال المتحدث باسم البعثة، كمال سايكي، ، إن البعثة دعت جميع افرادها إلى اخذ الحيطة والحذر خلال تجوالهم في المدينة, مشيراً إلى ان درجة التأهب الأمني لدى قوات حفظ السلام في المستوى الطبيعي.
ومن جهة أخرى، قررت، السلطات اغلاق جامعة الفاشر إلى اجل غير مسمى بعد أحداث العنف التي راح ضحيتها العشرات. وكان بيان لحكومة ولاية شمال دارفور قد أشار إلى مقتل ثلاثة أشخاص واصابة 25 إثر مصادمات بين الشرطة ومتضررين من عمليات نصب واحتيال مالي، فيما بات يعرف بسوق المواسير. وقالت حكومة شمال دارفور ايضا إن القتلى سقطوا بنيران اطلقها المتظاهرون.
وفي السياق, أكد وزير العدل عبد الباسط سبدرات، ان السلطات الأمنية القت القبض على 56 متهما في أحداث العنف التي وقعت في الفاشر. وقال في تصريحات صحفية، إن النيابة العامة حجزت كمية كبيرة من العربات والبضائع والسلع متعلقة ببلاغات في قضية سوق المواسير.
من جهة أخري كشف الحزب الديمقراطى المتحد السودانى عن تشكيل لجان لدعم الوحدة عبر الاستفتاء لتقرير المصير لشعب الجنوب على مستوى السودان لتهيئة الرأى العام بأهمية الوحدة.
وقال تونج لوال آيات رئيس الحزب إن التحدى القادم للسودان هو تحقيق الوحدة، مبيناً أن الحزب سيعمل بكل طاقته لتحقيق تلك الغاية، كاشفاً عن تشكيل لجان عمل ميدانية مهمتها الطواف على كافة ولايات السودان للتبشير بالوحدة. وأشار آيات إلى أن اللجان ستباشر عملها بداخل وخارج السودان فى الأيام المقبلة من خلال انتشارها والتصاقها بالجماهير، مشدداً على أن 70% من الجنوبيين يؤيدون الوحدة داعياً الأحزاب الجنوبية العشر على رأسها الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطى الانخراط فى دعم برنامج الوحدة بين الشمال والجنوب فى الفترة الماضية.
من جانبه قال رئيس الهيئة العليا لانتخاب عمر البشير لرئاسة السودان، المشير عبد الرحمن سوار الذهب إن الهيئة قررت منذ البداية العمل لتوحيد الرؤى على مرشح واحد لتأمين السودان من المخاطر والتحديات التى تواجهه، مشيرا خلال مخاطبته الاحتفال الحاشد الذى أقامته الهيئة بمعرض الخرطوم الدولى بمدينة برى إلى أن أعداء السودان يسعون لفصل جنوب السودان لمصلحتهم وليس لمصلحة السودان أو الجنوب.
وأثنى سوار الذهب على كل من ساعد فى إجراء الانتخابات النزيهة والآمنة والتى اعترف بها العالم والتى أتت بالرئيس البشير لدورة جديدة يسعى خلالها لإتمام سلام دار فور، مشيدا بدور الرئيس التشادى إدريس دبى الذى زار الخرطوم مؤخراً، والقائد الأممى العقيد معمر القذافى، ومصر مباركاً لرئيسها محمد حسنى مبارك السلامة والتعافى من الوعكة التى ألمت به، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله والجارتين أثيوبيا وأرتريا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.