تشهد بريطانيا حالة من عدم الاستقرار السياسي قد يطوا امدها بعد ان اسفرت نتيجة الانتخابات عن اول برلمان معلق منذ عام 1974، يرى العديد من الخبراء انه سيتحتم اجراء انتخابات جديدة. وتشهد بريطانيا كذلك بعد الانتخابات حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي مع تراجع الجنيه الاسترليني وسط ترجيحات عن اجراء انتخابات عامة جديدة خلال اشهر. ونوهت فيكتوريا هانيمان استاذة السياسة في جامعة ليدز انه "في اي حال من الاحوال ستجري انتخابات اخرى في وقت قريب وربما قبل نهاية العام". وكان قد فاز حزب المحافظين بزعامة ديفيد كاميرون في الانتخابات النيابية البريطانية التي جرت الخميس محرزا 306 مقاعد من اصل 650 بحسب النتائج النهائية ولكن بدون ان يحصل على الغالبية المطلقة، ما يشير الى قيام برلمان معلق لا يحظى اي حزب فيه بالسلطة. ويمكن لرئيس الوزراء المنتهية ولايته غوردن براون ان يتخذ الخطوة الاولى لتشكيل حكومة جديدة، الا ان حزبه الحاكم لم يحصل سوى على 258 مقعدا، فيما حصل حزب الديموقراطيين الاحرار على 57 مقعدا. فيما تقول مصادر ان محادثات غير رسمية بين الاحزاب قد بدأت، فيما تراقب الملكة اليزابيث الثانية التطورات كما تم تعيين اربعة موظفين كبار لكل حزب من اجل اجراء مفاوضات. وقال ستيف شيفيرز الاستاذ في جامعة سيتي في لندن ان البرلمان المعلق هو "اسوأ نتيجة ممكنة بالنسبة للأسواق والاعمال التي تكره حالة عدم الاستقرار". واضاف ان "الجدول الزمني الذي ترغب به الاسواق لحل هذه الازمة السياسية لا يتعدى الايام، فيما قد يرى السياسيون ان الامر سيستغرق اسابيع". وهناك احتمالان لحل الازمة، الاول هو ان يتحالف حزب العمال من اليسار الوسط بزعامة براون مع حزب الديموقراطيين الاحرار الوسطي، والثاني هو ان يتدخل كاميرون ويبرم اتفاقا مع حزب نك كليغ، وهو الامر غير المرجح. وحتى لو تحالف حزب العمال مع الديموقراطيين الاحرار، فلن يحصل على عدد المقاعد الضروري "326 مقعدا"، مما يعني انه ربما يضطر الى التحالف مع احزاب اصغر مثل احزاب ويلز واسكتلندا القومية. الا ان ابرام اتفاق يقوم على عدد كبير من الاحزاب التي لها مصالح متضاربة يمكن ان يؤدي الى تحالف غير مستقر اطلاقا مما سيعصف بالاسواق. وتقول هانيمان ان "المشكلة بعد ذلك هو ان التحالف سيكون تحالفا للخاسرين .. وفكرة +لماذا يجب علينا ان ندفع لكي نضمن بقاء غوردن براون في السلطة؟+ هي فكرة تلقى صدى". ويثير ذلك من جديد الاحتمال غير المرجح بقيام تحالف بين المحافظين والديموقراطيين الاحرار. ويختلف الحزبان اختلافا تاما حول العديد من القضايا، فالسياسة الرئيسية للديمقراطيين الاحرار هي الاصلاح الانتخابي الذي يرفضه المحافظون. وفيما يؤيد حزب كليغ التقارب مع اوروبا، لا يحبذ المحافظون ذلك. وما يزيد من تعقيد الوضع ان اي تحالف يشترك فيه الديموقراطيون الاحرار يجب ان يوافق عليه نواب الحزب ومدرائه وربما كافة الاعضاء في نظام معقد يسمى "القفل الثلاثي". وصرح ديفيد باتلر خبير الانتخابات في جامعة نوفيلد في اكسفورد للبي بي سي انه من المرجح ان تجري انتخابات جديدة في وقت قريب "لانني لا ارى امكانية التوصل الى التسويات الضرورية لتشكيل ائتلاف". وكانت اخر مرة انتخبت فيها بريطانيا برلمانا معلقا في شباط/ فبراير 1974 وادى الامر الى اجراء انتخابات ثانية في تشرين الاول/ اكتوبر من ذلك العام، اي بعد ثمانية اشهر. واضاف باتلر "اعتقد ان المقارنة مع عام 1974 مناسبة، واعتقد انه اذا قاد كاميرون الحكومة المقبلة، التي ستكون حكومة اقلية، فان امامه فرصة جيدة للفوز باغلبية واضحة في انتخابات سريعة تجري بعد ذلك".