الأرض كروية صحيح، لكنها لا تدور حول نفسها، نحن البشر اللي نلف وندور عليها وعلينا كمان! نحن الذين دوّخناها حروب ومآسي ولصوصية. نيوتن اكتشف جاذبية الأرض والأمريكان اكتشفوا جاذبية النفط .. والقادة العرب اكتشفوا جاذبية السلطة وفي سبيلها باعوا الأرض والنفط والإنسان معاً! أشعر باستمرار أن جاذبية الحياة الدافئة والوديعة سقطت تماماً من حياتنا كما سقط برج التجارة العالمي، وليس من قبيل المصادفة أن المنفذين هم أنفسهم في كلا الحالتين !؟ في بالي ألف فكرة وألف جرح يعصرني .. أحتاج لأن أموت من أجل أن أستمر.. أحتاج إلى لمسة جنون عنيفة من اجل أن أفكر! نحتاج جميعاً إلى وطنٍ آمن، مش مهم نعيش فيه فقراء، المهم ألاَّ يعيش هو على فقرنا! وألاَّ يتحول إلى جلاد واقف على باب حريتنا، وكلما قلنا آآه زادنا من التعب حبتين. قبل أسبوع أوسنتين، لا أتذكر بالضبط، عرضت نفسي على الطبيب .. وضع السماعة على قلبي و ظل يتأمل ساعة يده، يقيس النبض غير أنه لم يسمع شيء! لا أعرف بالضبط هل توقف قلبي أم أن ساعة الطبيب هي التي كانت واقفة ولا تعمل. يا ساتر .. حتى أنا لم أعد أسمع لقلبي أي صوت! أخشى أن يكونوا قد غالطوني، واستبدلوه بأحد نواب البرلمان. حينما لا تستطيع إقناع ابنتك بأن ترتب دولابها، إنسى موضوع حماسك لإعادة ترتيب العالم! وحينما لا تستطيع إقناع أولادك بأهمية القراءة، لا داعي إذن لأن "ترطن" بتصريحات متكررة عن تربية النشئ، أو حتى عن تربية الدواجن! ثم ماذا يعني أن تغتسل للوضوء 5 مرات في اليوم فيما ملابسك الداخلية تعيش لأسابيع قطيعة مع الماء والصابون!؟ على فكره، بعض الملابس الداخلية تصلح لأن نضعها داخل فاترينة عرض في متحف اللوفر، ذلك لأنها تشبه تماماً مشاكلنا الداخلية العفنة! ما دمت ياعزيزي لا تستطيع أن تقابل موظفيك بإبتسامة، فالأفضل لك أن تضع وجهك في البيت وتخرج إلى العمل. لا تتحدث عن الإدارة الجيدة إن لم تكن ولو مرة في كل عيد قد هاتفت حارس باب المؤسسة لتسأله بلطف: كيف حالك؟ وأن تكون مواطناً صالحاً لا يعني أن تشتم كُل جماعة لا تروق لسيدك؟! أن تدخل المسجد، لا يعني أنك إنساناً تقي خالِص، فذاك الذي ذبح مواطناً بريء أمام طفله وأمام الناس في تعز، كان قد خرج للتو من صلاة الظُهر. تقول القاعدة الصحفية "ليس الخبر أن كلباً عض إنسان .. بل الخبر أن إنساناً عض كلب" فما بالكم بإنسان عض يداً امتدت إليه.؟! ومن المفارقات الطريفة في حياتنا أننا نتحدث كثيراً عن الحُرية وأول ما يأتي إلى الدنيا مولود جديد "نربطه" بقطع القماش ونكلفت أبوه داخل "المقمطة". لو تفرغ أحدنا لإحصاء المفارقات التي تحدث في حياتنا اليومية سيكتشف أننا أمة أشبه بمشروع كتاب في فن الضحك على الذقون ؟! سيقف أحدكم جوار بوابة إدارة الأمن أتحداه وهو واقفاً هناك أن يشعر بالطمأنينة، أو حتى قليلاً من الأمان! ومع هذا يسموها وبكل جوادة مديرية الأمن؟! إننا وباستمرار نجد صور الزعماء عرض كل جدران شوارعنا العربية، ومع هذا لا أعرف لماذا نحن متحاملون على أولاد الشوارع ؟!