يشتد سعير حرب المقاومة المسلحة ضد قوات الإحتلال الامريكي والقوات المتحالفة معها في العراق بصورة أعظم كل ما أقترب الزمن من موعد (الإنتخابات الأمريكية) وذلك في تحدٍ قوي للرئيس جورج بوش.. ومن ثم بهدف التأثير على شعبيته وسير الانتخابات بصورة عامة ضد ترشحة لولاية ثانية.. وعلى الرغم أن المنافس الديمقراطي جون كيري قد لا يختلف كثيراً عن الرئيس بوش وهو ما يلمسه أي متابع ومهتم هذا من جهة.. ومن جهة أخرى فإن تزايد أعمال المقاومة التي بلغت حد المواجهة المباشرة خصوصاً مع القوات الأمريكية بغية تعطيل موعد الانتخابات العراقية المزمع إجراؤها في يناير المقبل. ووفقاً لقياس وموازنة ما يجري بصورة دقيقة فإن الأمور تجري عكس التيار وعكس ما هو مخطط وهو ما جعل القوات الامريكية تطلب النجدة من القوات البريطانية المتواجدة في الجنوب للإنتشار قرب وحول بغداد للتخفيف على القوات الأمريكية من عنف المقاومة وكذا لإتاحة مرونة وحركة أفضل لمواجهة سعير المقاومة الأشد في مناطق ما يطلق عليه المثلث السني وفي مقدمتها مدينة الفلوجة التي اصبحت تتصدر اليوم عناوين الصحف وتعليقاتها ونشرات الأخبار وإهتمامات الفضائيات والإعلام العالمي. فهل المقاومة في سباق مع تحقيق خيارات وطنية مرسومة أم أن كل الخيارات مفتوحة أمام كل الإحتمالات..؟! وبنظرة فاحصة على طبيعة المقاومة نجد أن مدينة الفلوجة التي تبعد خمسين كيلومتر عن العاصمة بغداد تشكل عمقاً قوياً للمقاومة وباتت أحد أهم المراكز المقاومة للإحتلال الأمريكي. فبعد أسبوعين من سقوط بغداد قامت القوات الأمريكية بفتح النار على تظاهرة في مدينة الفلوجة قتل فيها (31) شخصاً واصيب عدد آخر، لتبدأ أولى الهجمات على القوات الامريكية في الأول من مايو لتوقع عدداً من القتلى الأمريكيين في الوقت الذي كان فيه الرئيس بوش يعلن إنتهاء العمليات العسكرية في العراق وبدأت عمليات المقاومة تتوالى على الجنود الامريكيين في الفلوجة وأصبحت شيئاً معتاداً عليه منذ ذلك اليوم. لقد استطاعت المقاومة في الفلوجة كسر الخوف لدى العراقيين من المحتل الجديد وبدأت بعدها العمليات تتوالى على القوات الأمريكية في أنحاء عدة من العراق وبخاصة في المثلث السني والتي تشكل الفلوجة أحد أهم أضلاعه، وأدى تزايد العمليات في العراق بالأدارة الأمريكية إلى استصدار قرار من الأممالمتحدة اعتبرت فيها القوات الأمريكية قوات احتلال بدلاً من قوات تحرير كي يتسنى لها القيام بأي عمل عسكري في أماكن المقاومة. بعدها قامت القوات الأمريكية بأكبر عملية عسكرية في أبريل الماضي على مدينة الفلوجة أثر قيام المقاومة بقتل أربعة من الأمريكيين العاملين في أحدى الشركات والتمثيل بجثثهم في الفلوجة وأستمرت العملية ثلاثة أسابيع وقع بعدها على معاهدة فرضت فيها شروط أهالي الفلوجة على الأمريكيين بتشكيل جيش لحماية الفلوجة من أبناء المدينة ومنع أي تواجد أمريكي في المدينة لتنجح بعدها الفلوجة في أول مواجهة ضد القوات الأمريكية وبإعتراف القيادة الأمريكية بأنها أكثر الأشهر خسارة لها في الأرواح والعتاد. وكذلك أشار المراقبون إلى أن فشل القوات الأمريكية في إقتحام المدينة بعد حصارها ثلاثة أسابيع واضطرارها لرفع الحصار بعد تكبدها خسائر فادحة آنذاك جعلها تتبع سياسة الضربات الانتقامية من أهالي الفلوجة والتي تحصد عشرات القتلى والجرحى يومياً وبحجة تواجد (الزرقاوي) في المدينة مما جعل العداء للأمريكيين يتضاعف في هذه المدينة خاصة أن القوات الأمريكية أصبحت لا تفرق بين أحد في ضرباتها الجوية. ويبدو أن القوات الأمريكية تسعى الى تكثيف قواتها على أطراف الفلوجة لاحتلالها لتحقيق إنتصار قبيل الانتخابات الأمريكية بعد أن الحقت بهم الفلوجة هزيمة سياسية وعسكرية في إبريل الماضي. ورغم أن الكثير من العسكريين يدركون أن محاولة إحتلال الفلوجة لن تكون سهلة وان نجحوا في احتلالها فستكون بمثابة البقاء في الجحيم. فهل يقدم الأمريكيون على هذه المعركة أم ستبقى الفلوجة الرقم الصعب أمام الأمريكيين؟